تحل اليوم ذكرى وفاة أهم شخص في مجتمع هوليوود، بل وأعظم شخصية في تاريخ صناعة الرسوم المتحركة، الذي لولاه لم نكن لنرى أو نسمع عن فن الرسوم المتحركة (الأنيميشن)، والت ديزني، والذى رحل عام 1966.
وُلد والت الياس ديزني في 5 من ديسمبر من عام 1901، ومنذ صغره تنقل بين عدة مهن مختلفة، وكانت بدايته بائعاً للصحف، ولاحقاً عندما كان مراهقاً بدأ في رسم الكاريكاتير في الصحف المحلية، وكان مهتماً وقتها بالكاريكاتير السياسي القومي، حيث كان وقتها الحرب العالمية الأولى مشتعلة، وأراد التطوع في الجيش وتم رفض طلبه بسبب صغر سنه عن 17 عاماً، ما اضطره لتزوير تاريخ ميلاده سنة واحدة حتي يستطيع الانضمام للجيش، ولكنه لم يحارب، وعاد مرة أخرى لأمريكا.
في أثناء ذلك، انضم ديزني لشركات إنتاج كبري وعمل معهم وأراد الاستقلال وإنشاء استوديو خاص به لصناعة الرسوم المتحركة التي يحبها، جرب ذلك عدة مرات، ولكنه كان يفشل كل مرة بسبب سوء أدارته المالية، ما كان يجعل دائماً تكلفة الإنتاج أكبر من الإيرادات المحصلة، فقد ديزني الأمل وقرر الذهاب لهوليوود للعمل كمخرج عادي والتخلي عن كل شيء في مدينته بعد تصفية شركته، وكان يأمل في بدأ حياة جديدة بمبلغ قليل في جيبه، ولكن لم يكن أحد مهتماً في هوليوود بتعينه.
وفي تلك الأثناء، كان ديزني قد أرسل أخر أفلامه غير المكتملة "أليس في بلاد العجائب" لإحدى الموزعات، وقد أعجبها الفيلم وقررت دعمه، وطلبت منه عمل المزيد من أفلام الرسوم المتحركة، والتي تدمج مشاهد حية أيضاً، ومن هنا بدأت رحلة العملاق والت ديزني مع الأرباح الضخمة.
كان والت ديزني يخرج أعماله، ويقوم بعمل الرسومات المتحركة بنفسه أيضاً، واختلف مع شركة الإنتاج التي قررت سحب حقوق كل شخصيات الرسوم المتحركة منه، هنا قرر ديزني البدء في عمل شخصيات جديدة وكانت شخصية "ميكي ماوس" الشهيرة، لكن للأسف أول فيلمين فشلا فشلاً ذريعاً، ثم قرر أن يقوم بعمل شيء مختلف في فيلمه الجديد، وهو أضافة الصوت علي أفلام الرسوم المتحركة، وتلك كانت تقنية جديدة، وكان يؤدي بنفسه صوت "ميكي ماوس"، نجحت الفكرة الجديدة وحققت نجاحاً ساحقاً.
استمر ديزني بتحقيق نجاحاً تلو الأخر وأصبح يمتلك عدداً كبيراً من الشخصيات مثل "دونالد دك، بلوتو، سنو وايت، بينوكيو، وغيرهم الكثير".
واستطاع والت ديزني بفضل أفلام الرسوم المتحركة تحقيق أكبر عدد من جوائز الأوسكار في التاريخ بحصوله علي 28 جائزة أوسكار، بالإضافة لفوزه بـ4 جوائز أخري شرفية لا تدخل ضمن السجلات الرسمية.