الثلاثاء 21 مايو 2024

مصر والقارة الأفريقية.. ماضي مجيد ومستقبل مشرق

أخرى15-12-2020 | 23:14

تعد مصر – بعبقرية موقعها وتاريخها- قلب العالم كله، فهي ملتقي حضاراته وثقافاته ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، وهي كذلك رأس أفريقيا المطل على المتوسط، ومصب أعظم أنهارها ألا وهو “نهر النيل”.

وكذلك تعتبر القارة الأفريقية إحدى الساحات الأساسية للسياسة الخارجية المصرية ولمصالحها سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، وتعود العلاقات المصرية مع القارة الأفريقية إلى أعماق التاريخ ولكن يمكن القول أن تلك العلاقات تطورت وبلغت أوج ازدهارها من خلال مساندة مصر لحركات التحرر الأفريقية التي استمرت حتي نالت شعوب القارة الأفريقية استقلالها، وأيضاً من خلال دعمها لها في المحافل الدولية.

حيث تشير دراسة العلاقات المصرية الأفريقية في توجها العام على توفر عوامل التقارب بين الطرفين القائم استناداً إلى: هويـة مصر الأفريقية، الموقع الجغرافي لمصر -شمال وشرق أفريقيا-، التاريخ والإرث الحضاري المشترك، العضوية في منظمات وتكتلات إقليمية ودولية: الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة، منظمة التعاون الإسلامي، تجمع الساحل والصحراء، الكوميسا.

وانطلاقاً من هنا؛ فقد أكد الرئيس “عبدالفتاح السيسي” -في كافة خطاباته ولقاءاته الرسمية والإعلامية-على الأهمية التاريخية والاستراتيجية لعلاقات مصر الأفريقية، ومدي اعتزاز مصر بانتمائها لقارة أفريقيا، ويتضح ذلك بشدة من خلال تتبع حركة السياسة الخارجية المصرية بمختلف أبعادها (الدبلوماسية – السياسية – الثقافية – الاقتصادية – التعليمية) منذ ثورة 30 يونيو وتولي الرئيس “عبدالفتاح السيسي” رئاسة مصر، ثم رئاسة الاتحاد الأفريقي في الدورة السابقة له خلال عام 2019 والتي شهدت تواجدا أفريقيا متميزا، وإنجازات غير مسبوقة لصالح القارة الأفريقية وشعوبها في مختلف أرجاء القارة.

كما تجدر الإشارة إلى احتلال القارة الأفريقية مرتبة متقدمة على أجندة صانع القرار المصري، ويتضح ذلك من خلال العديد من المشاركات الرسمية في العديد من المؤتمرات الأفريقية ،و الزيارات الرسمية لرموز السياسة والدبلوماسية المصرية للعديد من الدول الأفريقية ، علاوة على إعادة تفعيل دور مصر في مختلف التكتلات الاقتصادية والسياسية بالقارة.

 

العلاقات المصرية الأفريقية وأثرها على الأمن القومي المصري.

ببساطة يمكن تعريف الأمن القومي بأنه (قدرة الدولة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار لمصالحها الوطنية والقومية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية  والايدلوجية  والعسكرية والبيئية ضد كافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية سواء إقليمية أو عالمية".

 

أخطر تهديدات الأمن القومي المصري

- خلق حالة من التوتر الدائم على الحدود المصرية، والتلاعب بالأمن المائي لمصر.

- فرض القيود على الاقتصاد والمنتجات المصرية،

- تشويه صورة وسمعة مصر من خلال وسائل إعلام مأجورة.

- استخدام الإرهاب لضرب الجبهة الداخلية ووحدة الشعب.

- نشر حالات الإحباط والغضب، واستغلال أحداث لخلق فتنة بين المواطنين وتكفيرهم بالدولة،.

لذلك تسعي السياسة المصرية لاستعادة دورها وتأثيرها في أفريقيا كأحد دوائر الأمن القومي المصري من خلال عدة محاور على النحو التالي :-

 -  الاستمرار في متابعة المشروعات المائية التي تقام في دول حوض النيل على مجري النهر، بهدف ضمان عدم المساس بحصة مصر المائية أو الإضرار بحقوقها في هذا الشأن، ودفع التعاون في مجال الموارد المائية مع دول حوض النيل وتقديم مصر لخبراتها في هذا المجال، بهدف التعاون لاجتذاب الفواقد المائية بغرض زيادة إيراد النهر تحقيقاً لمصالح دول الحوض.​​​

- تمكنت الدبلوماسية المصرية من استئناف مصر لأنشطتها بالاتحاد الأفريقي، وأولت القيادة السياسية المصرية اهتماماً واضحاً بأفريقيا، ولفتح مجالات جديدة في العلاقات مع دول حوض النيل. وتواصل مصر العمل على المديين القصير والمتوسط على عدة محاور لتدعيم تلك العلاقات، ومن أهم الأمثلة لذلك المبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل.

- التركيز على مشروعات التنمية بصفة أساسية باعتبارها قاطرة النمو الاقتصادي من جهة، والخدمات الاجتماعية من جهة أخرى، والتنوير والوعي الثقافي من جهة ثالثة، ومن ثم معالجة جذور المشكلات الأمنية.

- استمرار التنسيق والتشاور على المستوي الأمني، بالتوازي والتزامن مع تكثيف الدورات التدريبية التي ينظمها كل من مركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية النزاعات والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

- تعمل مصر بفاعلية على دعم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية لتأمين تحقيق السلام في عدد من مناطق النزاعات الممتدة في قارة أفريقيا؛ حيث تعد مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام -تساهم حالياً بنحو 2585 فرداً في البعثات الأممية-

- متابعة تنفيذ اتفاقات التعاون القائمة لتعظيم المردود المرجو منها.

- تشجيع تبادل الزيارات الرسمية وغير الرسمية على مختلف المستويات وفي شتي المجالات، وخاصةً تلك التي تمس وتحظي بالاهتمام الشعبي مثل الجانب الصحي ، والذي حققت فيه مصر نجاحا كبيرا بنقل خبراتها في علاج بعض الأمراض المتوطنة والخطيرة للدول الأفريقية والمساهمة في علاج مواطني  هذه الدول سواء في دولهم، أو المقيمين في مصر.

-  الاهتمام بتطوير دور الأزهر الشريف كمنارة لتصويب الفكر المنحرف عن صحيح الدين الوسطي، ونشر ثقافة السلام التي من شأنها مواجهة هذا الإفك، وزيادة عدد القوافل التوعوية للدول الأفريقية لزيادة وعي مواطنيها.

وعلى سبيل المثال نشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع، فعاليات التدريب المشترك في مجال مكافحة الإرهاب بين عناصر دول تجمع الساحل والصحراء(  مصر والسودان ونيجيريا وبوركينا فاسو)، للتدريب على أسلوب التعامل مع التهديدات الإرهابية المختلفة كالجماعات المسلحة وتحرير الرهائن ، والذي تم تنفيذه لأول مرة بجمهورية مصر العربية واستمر حتي الرابع عشر من ديسمبر 2018 بقاعدة محمد نجيب العسكرية.


ونخلص مما اسبق إلى أن علاقات مصر بدول أفريقيا تعد وبحق احد بل واهم روافد الأمن القومي المصري بكافة جوانبه، وأن سياسة مصر تجاه الدول الأفريقية الصديقة والشقيقة عادت إلى مسارها الصحيح الذي يحقق التنمية والازدهار لشعوب القارة.