قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن العلاقات بين مصر والإمارات هي علاقات تاريخية لا تعود إلي المرحلة الحالية فقد ولكن تعود إلي ما قبل ذلك، واستندت إلي تفاهم استراتيجي في المجمل بشأن كل التحولات التي كانت تشهدها المنطقة منذ عقود، والآن تكتسب هذه العلاقات أهمية خاصة بالنظر إلي عدة عوامل فمن حيث التوقيت في المنطقة الآن مقدمة علي احتمالات تغير في السياسة الأمريكية بشأن عدد من الملفات الرئيسية في المنطقة.
وأضاف فرحات خلال تصريحاته، أنه لابد علي دولتي مصر والإمارات الوصول إلي تفاهم ورؤية محددة بشأن هذه القضايا وبالتالي تطوير رؤية مشتركة بشأن السياسة الأمريكية المحتملة بشأن هذه الملفات، وهذه المسألة طبيعية في حالة العلاقات الاستراتيجية التي تنشأ بين أي بلدين لابد أن يكون هناك توافق ورؤية محددة بشأن أي تغيرات أو تطورات محتملة سواء فيما يتعلق بالسياسات الإقليمية أو سياسات القوي الكبرى في المنطقة.
وأشار فرحات إلي أن التوقيت يفرض ضرورة التفاهم بين البلدين باعتبارهما رقما مهما في المنطقة وبالنظر أيضا إلي العلاقات المهمة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ونعلم جميعًا أن هناك تحديات موجودة في المنطقة منذ فترة بسبب سياسات بعض القوي الإقليمية وبالتالي هذا يفرض دائما اللقاء المشترك والتفاهم من وقت إلي أخر بين القيادات السياسية العليا لوضع الاتجاهات العامة بشأن هذه التحديات.
وأوضح مدير مركز الأهرام أنه هناك مراهنة كبيرة علي الدور الذي يلعبه منتدى غاز الشرق المتوسط في المرحلة القادمة وهذا المنتدي ظهر كلاعب مهم في سوق الطاقة بشكل عام وفي سوق الغاز بشكل خاص وفي منطقة شرق المتوسط، الإمارات تمثل لاعب مهم في هذه السوق فكان لابد ومن الطبيعي انضمامها لمنتدي غاز الشرق المتوسط كمراقب، والمنتدى له صلة أيضا باعتبارات الأمن القومي العربي أو بالمصالح العربية لأن مصر أصبحت لاعباً مهما في هذه السوق والإمارات تمثل لاعب تاريخي مهم في هذه السوق أيضاً وبالتالي كان لابد أن يكون هناك مساحة مشتركة للتفاعل أو التعاون المشترك بين مصر والإمارات داخل المنتدي، بالنظر إلي الدور الذي سيلعبه المنتدي في هذه السوق في المرحلة القادمة.
وقال فرحات، إن هناك زاوية أخري لضرورة التفاهم المشترك أو التنسيق بين الجانبين تتعلق بأن منتدي غاز المتوسط يدير مورد مهم في منطقة شرق المتوسط ومنطقة شرق المتوسط لم تعد بعيدة عن الإمارات فهناك تفاعل مباشر أو تأثير متبادل بين المنطقة وبين منطقة الخليج باعتبار أن هذه المنطقة تمثل جزء من إقليم الشرق الأوسط بشكل عام كل هذا يفسر لماذا يتم إفساح دور لدولة الإمارات في هذا المنتدى المهم فضلا عن أن بعض دول المنطقة تتعامل مع هذه المنطقة وتتعامل مع مورد الغاز الطبيعي في منطقة شرق المتوسط باعتبار أنه منطقة للحركة بشكل يهدد مصالح دول مهمة في المنطقة وعلى رأسها الدولة المصرية وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك شكل أو مستوى أخر من التنسيق والتعاون بين الجانبين.
وأشار إلي أنه من الضروري أن يكون هناك صوت عربي أو أكثر من صوت عربي في هذا المنتدي، لأنه يمثل بعد مهم لمحاصرة السياسة التركية في المنطقة عندما تكون هناك دولتين مهمتين أو دول مهمة عربية في المنتدى فهذا يضمن ثقل مهم لوجهة النظر العربية فيما يتعلق في قضية مهمة وهي قضية الغاز ومدخل لمحاصرة السياسة التركية التخريبية في المنطقة بشكل عام وفي منطقة شرق المتوسط بشكل خاص.
وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد على التصدي المشترك لأي تهديدات خارجية في المنطقة. وأكد الرئيس السيسي خلال لقاء في القاهرة أهمية التطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية، بينما شدد ولي عهد أبوظبي أن زيارته الحالية لمصر تعكس التزام البلدين بتعميق التحالف الاستراتيجي بينهما.