كتبت ـ إيمان البصيلي

 

العدسات اللاصقة أو "اللينسيز"، موضة انتشرت كثيرًا في السنوات الأخيرة، وأصبحت الغالبية العظمى من الفتايات لا تستغني عنها، ولم يعد الأمر يقتصر على الحصول على "نيو لوك" أو مظهر مختلف في المناسبات، بل تخطى الأمر عند بعضهن لوضعها بشكل يومي، ولساعات طويلة، حتى بات بعض المقربين منهن لا يعرفون لون أعينهم الطبيعية، ومع انخفاض أسعار "اللينسيز"، وانتشارها، انتشرت معها أمراض العيون، وتحذيرات الأطباء من وضعها، للأضرار البالغة التى تسببها للعين، والتى قد تصل للعمى.

 

قال الدكتور محمود فرغلي، إخصائي طب وجراحة العيون، إن العدسات الملونة أو "اللينسيز" لها عدة أنواع، فهناك العدسات الملونة، وتستخدم لتغيير لون وشكل العين فقط، والمسماة بـ “vampire” أو عدسات مصاصي الدماء، وتستخدم فى حفلات الهالوين، وعدسات “Anime”، والتى تكون على شكل عيون الحيونات.

وأضاف أنه فى كل دول العالم المتقدم يجرم بيع العدسات اللاصقة إلا بأمر الطبيب وبتوصيف دقيق لشكل ونوع وحجم العدسة، وهو ما أوصت به هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

 

وأكد فرغلي أن العين جزء حساس جدا فى جسم الإنسان وكل عين لها شكل وحجم مختلف إضافة إلى أن العدسات اللاصقة التى تُباع على شبكات الإنترنت ومحلات "أي حاجة بـ2.5" وبعض محلات النظارات معظمها أنواع غير مرخصة وصنعت من خامات رديئة وضارة للعين.

 

وحول الأضرار التى يسببها استخدام العدسات اللاصقة قال فرغلي: إنها كثيرًا ما تؤدى لحدوث التهابات في القرنية وحساسية للعين وتلف في أسجة العين عد البعض اضافه إلى إحداث قرح في القرنية وهذه تؤدي للعمى وفي حال استخدامها لأكثر من شخص فإنها يمكن أن تنقل العدوى من شخص مصاب للسليم.

 

وتابع أن هناك نوعا من العدسات يسمى “Circle lenses” وتكون عدسته أكبر من العدسات العادية وألوانه أكثر، وبالتالي تزيد كثافة العدسة وهذا يقلل نسبة الأكسجين التى تصل للقرنية فتسبب التهابات حادة في القرنية، قائلًا: "كلما زادت الألوان في العدسة قللت من وصول الأكسجين للعين وأدت للالتهابات القرنية"، مضيفًا أنه يجب إجراء فحص للعين قبل ارتداء العدسات اللاصقة لأن هناك أشخاصا يمنع عنهم ارتداؤها كأصحاب العيون الحساسة أو الذين يعانون من جفاف العين إضافة إلى أنه يجب تحديد حجم العدسة كى لا تكون كبيرة على العين وتحد من وصول الأكسجين للقرنية ويجب شراؤها من مركز طبي متخصص للعدسات اللاصقة حتى يضمن جودتها ومناسبتها للعين.

 

واستطرد قائلا: إنه يجب على محبي وضع العدسات اللاصقة، عدم وضعها لفترات طويلة، فيكفي أربع أو خمس ساعات في اليوم، ويحذر تمامًا من النوم بها، إضافة إلى أنه يجب وضعها في محلول التطهير الخاص بها لفترة جيدة، وأن يكون المحلول من النوع الجيد، والمرخص طبيًا، كي لا يحتوى على مواد ضارة تتفاعل مع العين، وغسل الأيدي جيدًا، وتقليم الأظافر قبل وضع العدسة، كي لا يحدث خدش للعين، وعدم وضع أي أظافر صناعية، كي لا تحمل البكتيريا والفطريات المسببة للأمراض المعدية، إضافة إلى الالتزام بمدة صلاحية العدسة، فهناك عدسات يقتصر استخدامها على يوم واحد، وأنوع أخرى لأسبوع، أو شهر، أو سنة، مضيفًا أن استخدام العدسة لفترة أطول من مدة صلاحيتها، قد يؤدي لتغير لونها، وتحللها داخل العين، ما يسبب أضرارا كبيرة للقرنية، خاصة أن معظم العدسات المتداولة غير مرخصة، ومصنعة من مواد رديئة.

 

وحذر من وضع العدسات اللاصقة أثناء نزول البحر أو حمامات السباحة، لأنها يمكن أن يلتصق بها جراثيم أو بكتيريا ضارة تؤذي العين أو تلتقط عدوى من شخص آخر مضيفًا أن نزول حمامات السباحة يجب أن يكون بنظارة المياه دون وضع أى عدسات لاصقة خاصة إذا كان هناك كلور في الماء لأنه يؤدي لالتهاب في العين.

وقال إن العدسات اللاصقة التجميلية معظمها من النوع الرخو”soft” وهو ضار للعين أما العدسات الطبية فمنها الرخو“soft” ومنها الصلب “hard” والذي يمنح العين رؤية أفضل والمادة المكونة له به فراغات في المسافات البينية تساعد على وصول الأكسجين بشكل جيد للقرنية.

وحول الأعراض التى يجب ملاحظتها عند وضع العدسات فقال إنه في حال حدوث احمرار للعين، التهاب شديد، وجع شديد، تحسس شديد للضوء، تشوش للرؤية، الإحساس بوجود شيء ما بداخل العين، كثرة الدموع بالعين،وجود مياه بيضاءعلى العين،الحرقان،الحكة، يجب خلع العدسات اللاصقة فورًا وزيارة الطبيب للعلاج مضيفًا أن فرصة الإصابة بالعمى عند الأشخاص، الذين يضعون العدسات اللاصقة تكون أكثر 16 مرة عن الأشخاص، الذين لا يضعونها.

ولأن التجربة وحدها هى خير دليل للإثبات حاولت "الهلال اليوم" التواصل مع عدد من الفتيات اللاتي سببت لهن اللينسيز أضرارا بالغة فتقول رانيا النجار إن أصيبت بالتهاب وجفاف في القرنية جراء وضعها للينسيز ونصحها الطبيب بعدم وضعها مرة أخرى إلا في حدود ضيقة ووضعه نوعا معينا من القطرة قبل وبعد الاستخدام، فيما قالت ليلى كمال إنها أصيبت بقرحة وخراج في القرنية وأخذت فترة طويلة في العلاج.

وقالت داليا طارق لـ"الهلال اليوم": إن صديقة لها "ساحت" اللينسيز في عينها بعدما تعرضت لحرارة شديدة، وعلى الرغم من علاج الطبيب لها لمدة 6 أشهر ووضع قطن وشاش على عينيها لحجب الضوء عنها فإن العلاج لم يأتِ بنتيجة، وأصبح لديها عين لا ترى بها. واختلف الأمر كثيرًا مع صديقة سارة محمد التي أجرت 4 عمليات في إحدى عينيها وفي النهاية اضطرت لزرع قرنية جديدة وهي عملية مكلفة جدا فتقول سارة عن صديقتها "في الأول عينيها وجعتها وبعد كده شوية التهبت فراحت للدكتور قالها التهابات وعملت بكتيريا بوظت القرنية واضطرت لعمل 4 عمليات وزرعت قرنية بس حالتها النفسية تعبانة شوية لأنها بنت وشكل عينيها مش حلو".

أما مي رأفت فقالت إن أحد معارفها أصيبت بخراج أتلف إحدى عينيها ولم يتمكن طبيبها من علاجها حتى الآن، فيما قالت رحاب حمدي إن اللينسيز تمزقت وهي في عينيها وظلت تحاول ثلاثة أيام لإخراجها خوفًا من تدخل الطبيب وإجراء عملية جراحية لإخراجها بنفسه.