خبير سياحى لـ الهلال اليوم: المنيا تنقصها الدعاية والخدمات السياحي
وثروت الأزهرى لـ الهلال اليوم : المحافظة وضعت خطة شاملة لتطويرمنطقة جبل الطير
من البهنسا لسمالوط مرت العائلة المقدسة بمحافظة المنيا بالعديد من المناطق التى تمثل حوالى 30 % من معالم الرحلة، حيث تحتل المنيا موقعا متميزا في رحلة العائلة المقدسة، ويعتبر دير العذراء بجبل الطير من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.
حيث يضم مسار رحلة العائلة المقدسة ٢٥ نقطة ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط ،حيث تنقلت العائلة المقدسة في مصر من ساحل سيناء إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أواسط الصعيد، ،حيث يحتوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه .
وفى ذلك السياق يقول الدكتور محمد مدكور ،أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية والفنون بكلية السياحة والفنادق جامعة المنيا ـ لـ الهلال اليوم: أنه أشرف علي إعداد رسائل علمية تحت عنوان" مسار رحلة العائلة المقدسة " مشيرا إلي أن فكرة الرسالة العلمية كانت مرسخة في ذهنه منذ فترة باعتبار أن الرسالة العلمية هي توثيق مبسط وجذاب للتعريف بمجموعة من محطات رحلة العائلة المقدسة وهي، أديرة وادي النطرون وشجرة مريم وكنسية أبي سرجة وكنيسة العذراء مريم بجبل الطير بالمنيا و دير المحرق بأسيوط ، كما أنه يتضمن أيضا عرض تاريخي موجز عن مسار الرحلة ومحطاتها، مدعم بالخرائط التي توضح المحطات والمسار، والذى سوف يساهم بشكل كبير فى التعريف بالرحلة والترويج لها محلياً وعالمياً للإستفادة منها أثريا وسياحياً وإقتصادياً .
وأوضح "مدكور " أنه من ضمن الأسباب التي جعلت المحافظة لا تحظى بزيارات سياحية على غرار مدن الأثرية في جنوب وصعيد مصر ، تتعلق بنقص الدعاية والخدمات السياحية، على الرغم مما تضمه من مواقع أثرية نادرة،ولكن مؤاخرا بدأت الحكومة المصرية في إتخاذ خطوات لتطوير المواقع والمناطق الأثرية، وتوفير الخدمات السياحية للزائرين.
حيث مسار الرحلة للعائلة المقدسة في المنيا يبدأ من ، قرية دير الجرنوس (أرجانوس) على مسافة ١٠ كم غرب أشنين النصارى، مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وبجوار الحائط الغربي لكنيسة السيدة العذراء يوجد بئر عميق يقال أن العائلة المقدسة شربت منه.
ومررورها على بقعة تسمى أباي أيسوس (بيت يسوع) شرقي البهنسا، ومكانه الآن قرية صندفا (بني مزار) وقرية البهنسا الحالية تقع على مسافة ١6 كم غرب بني مزار.
ورحلت العائلة من بلدة البهنسا ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير، شرق سمالوط، ويقع هذا الدير جنوب معدية بني خالد بحوالي ٢ كم، حيث أستقرت العائلة بالمغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية، لمدة ثلاثة أيام، وهى ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية، وكانت تلك المغارة غير معروفة فى الثلاثة قرون الأولى إلى أن حضرت الملكة هيلانة أم الأمبراطور قسطنطين وقامت ببناء الكنيسة الأثرية بداخل الدير عام 328م، والكنيسة منحوته فى الصخر. و المعمودية محفورة فى منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، و اللقان يقع اتجاه الباب الغربي في منتصف أرضية الصحن ويغطيه باب خشبي اما الهيكل فهو عبارة عن حجرة منحوته في الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان .
أما الدكتور ثروت الأزهرى، مدير إدارة السياحة بالمحافظة أوضح لـ "الهلال اليوم" ، كيفية سير تطوير المرحلة الثانية حيث وضعت محافظة المنيا، خطة شاملة لتطوير منطقة جبل الطير، بالتعاون والتنسيق مع المطرانية لتجهيز المنطقة لاستقبال السائحين الأجانب والوافدين من كل المحافظات.
كما شملت خطة التطوير رصف الطرق المؤدية للدير ورفع كفائتها وتوسيعها كما تم تطوير محطة مياه الشرب وترميم الكنيسة الاثرية ووضع مخطط عام للمنطقة بمشاركة ديوان عام المحافظة والآثار والتخطيط وشركتي مياه الشرب والكهرباء وإنشاء فندق سياحي لاستقبال الزائرين وأن أعمال تطوير المرحلة الثانية من مشروع إحياء رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة تشمل أيضا عمل مدخلين للمنطقة الأثرية، بالإضافة إلى تشجير وأعمال لاند سكيب على جانبى الطريق المؤدى إلى الكنيسة الأثرية.
كما تشمل أيضا عمل لوحات إرشادية تعريفية للمنطقة، بالإضافة إلى إنشاء استراحة سياحية ومركز زوار لإستقبال السياح الوافدين لزيارة المنطقة الأثرية، مع عمل أرضية من البازلت بطول 500 متر من الاستراحة السياحية وحتى الكنيسة الأثرية مع دهان واجهات المقابر على جانبى الطريق المؤدى إلى الكنيسة.و أنه يأتي ذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء أسامة القاضي محافظ المنيا للتطوير المشروع ،لأنه يعد مشروعًا قوميًا هامًا، والمحافظة توليه اهتمامًا كبيرًا، حيث تضع المحافظة كافة إمكانياتها لسرعة إنجاز أعمال التطوير الواقعة في نطاقها، لما سيكون له من عائد سياحي واقتصادي كبير، ووضع المنيا على خريطة السياحة العالمية مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.
ويوضح المهندس أيمن نبيل لـ الهلال اليوم ،القائم بالإشراف علي أعمال الترميم والتطوير داخل الكنسية، أن أعمال المرحلة الأولى من ترميم الكنسية، كانت عبارة عن ترميم حوائط وأسقف الكنيسة، كما تم الانتهاء من اعمال الترميم المعماري والإنشائي للمنارة بأدوارها المختلفة (دور أرضي – الدور الأول ”الميزانين“ – البرج الحر بداية من منسوب سطح الكنيسة حتى نهاية المنارة).
أما المرحلة الثانية فشملت أعمال ترميم العقود بالحائط البحري، و مازال جاري إستكمال باقي الأعمال والتي تتضمن ترميم الحوائط الحاملة للقبو، واستبدال لوحة الموزاييك الحديثة المنفذة عام ١٩٨٧م الموجودة بالحائط الشرقي بالمدخل الجنوبي للكنيسة بلوحة أخرى من الموزاييك لرحلة العائلة المقدسة لتأخذ الطابع الأثري والشكل التراثي للفن القبطي، بالاضافةً الي وضع نظام جديد للاضاءة، كما سيتم رفع كفاءة الخدمات السياحية بها لاستقبال الزائرين .
وتابع "نبيل " ، يتم اقامة الإحتفال بالكنيسة والدير الذي يوافق، 1يونيو من كل عام ، علي المستوي الكنسي فقط، مؤكدا، علي قيام المحافظة وقتها بالتنظيم والتنسيق مع كنيسة المطرانية بمركز سمالوط لإقامة الإحتفال تحت إجراءات أمنية مشددة ، حيث تستقبل القرية خلال مدة الإحتفال ما يعادل من 2 مليون شخص مسلم ومسيحي يستمر الإحتفال لمدة أسبوع يقصد الجميع هذا الدير للتبرك به والدعاء بقضاء الحوائج ويحرصون على تكرار الزيارة كما يتوافد الآلاف من المواطنين من المحافظات إليه، وباقي أيام السنة يكون المكان متاح وجاهز لاستقبال الوافدين من السياح ، ولذلك أصبحت منطقة الدير ذات تراث عالمى حيث تنطبق عليها شروط الإدراج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، الذي يستلزم مجموعة من الشروط والضوابط الواجب توافرها في الآثر أو المزار أو الموقع .وأن بناء فندق بجوار الكنسية يتمتع بكافة الوسائل التي تجعله جاهز لاستقبال الأجانب والسياح وزوار المنطقة ، حيث يساعد إنشاءه في جعل المنطقة مكان متكامل ومشابها لقرية سياحية علي الطراز الحديث، وسوف يتم الإعلان قريبا عن افتتاحه لاستقبال الوافدين.
ولا تقتصر مشروعات التطوير في المنيا على الكنيسة، بل تشمل أيضاً قرية البهنسا، وهي واحدة من مناطق السياحة الدينية المهمة بالمحافظة، الواقعة على بعد 16 كيلومتراً من مركز بني مزار، وتضم مجموعة متنوعة من الآثار من عصور مختلفة؛ الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، لعل أهمها القباب الأثرية المعروفة بـ«قباب آل البيت»، ويتردد على القرية ما يقرب من 5000 مواطن يوم الجمعة لزيارة المقابر والمناطق الدينية والأثرية، وهو ما دفع وزارة السياحة والآثار لإعداد مشروع للحفاظ على المواقع الأثرية بها وتطويرها.