الأحد 19 مايو 2024

دورة تدريبية بالأوقاف تؤكد أن الوظيفة الأساسية للداعية هي بناء شخصية الإنسان

أخبار22-12-2020 | 22:21

أكد المشاركون في فعاليات اليوم الثاني للدورة التدريبية المشتركة للأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، أن الوظيفة الأساسية للداعية وللإمام هي بناء شخصية الإنسان، والسمو بها من خلال غرس القيم الإنسانية، والأخلاق الإسلامية، مؤكدين أن شرع الله تعالى هو قمة التجرد والبعد عن الهوى، وأن السنة جاءت شارحة ومبينة للقرآن الكريم.


وشارك في الدورة ـ التي تقام في ضوء التعاون العربي المثمر، وفي إطار خطة وزارة الأوقاف في التدريب والتأهيل والتعاون الدولي والإقليمي، الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع والعميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، بمحاضرة تحت عنوان: " أهمية دراسة علم الاجتماع للأئمة والخطباء"، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الدراسات العليا الأسبق ، بمحاضرة تحت عنوان " الفهم المقاصدي للسنة النبوية"، والدكتور هاني تمام الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بالقاهرة تحت بمحاضرة عنوان "الأدب مع رسول الله"، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية ، والضوابط الوقائية، والتباعد الاجتماعي.


وأكد نبيل السمالوطي أن بناء شخصية الإنسان مهمة عظيمة تحتاج لتضافر جهود مؤسسات الدولة بداية من دور الحضانة ، ففي الست سنوات الأولى من عمر الإنسان تبدأ الصحة النفسية من خلال البذور التي يتم طرحها عليه في هذه المرحلة الخطرة ، فالذي نبت نباتا حسنا يخرج نباته بإذن ربه ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا ، مبينا أن للإسلام جوانب خمسة : العقيدة ، والشريعة، والأخلاق والقيم، والحضارة، السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، مضيفا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسس دولة مدنية حديثة في المدينة المنورة ، تقوم على التعددية وقبول الآخر.


من جانبه، أكد الدكتور عبدالله النجار أن شرع الله تعالى هو قمة التجرد والبعد عن الهوى ، لأن الله سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين ولا معصية العاصين، يقول تعالى : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" ، وهذا ما يعطي للشرع الإسلامي الدوام والاستقرار ، وأن ما ذكره الفقهاء من تقسيم الحقوق إلى نوعين : حق الله تعالى وحق العباد . إنما هو إضافة تشريف وتكريم للحق بإضافته لله تعالى ، مبينا سيادته أن مردود الأوامر والنواهي تعود لنفع العباد ، وكلها تصب في مصلحتهم .


كما أكد أن النصوص متناهية ومحصورة بينما الوقائع والأحداث غير متناهية وغير محصورة ، فلكل عصر ولكل جيل قضاياه وظروفه التي هي بلا شك تختلف عن قضايا وظروف الأجيال السابقة ، ولابد من العمل على استخراج الأحكام لكل مستجد من الأحداث ، ولا مناص لتحقيق هذا من النظر في المالآت والمقاصد والغايات والأهداف ، فإن الله تعالى لم يخاطب أحجارا ولا موتى ، وإنما منح الإنسان جوهرة العقل الذي لولاه ما كان لإرسال الرسل فائدة.


ومن جانبه، قال أكد الدكتور هاني تمام أن السنة النبوية المشرفة جاءت شارحة ومبينة ومتممة للقرآن الكريم ، يقول الحق سبحانه وتعالى : " وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" ، وأن حب الرسول (صلى الله عليه وسلم) جزء لا يتجزأ من عقيدتنا ، وأنه شرط من شروط صحة الإيمان ، والأدب مع رسول الله يقتضي عدم ذكر اسمه (صلى الله عليه وسلم) مجردًا عما يليق به من الوصف بالنبوة أو الرسالة أو الصلاة والسلام عليه سواء عند ذكره صلى الله عليه وسلم أو عند سماع اسمه عليه الصلاة والسلام أو كتابة اسمه المبارك صلى الله عليه وسلم بالغًا ما بلغ عدد مرات الكتابة أو الذكر.