قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، إن هناك تعقيدات لم يتم التوصل لحلول بشأنها حتى الآن في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أنه مستمر في التشاور مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتأليف حكومة من الاختصاصيين الخبراء وغير المنتمين للأحزاب السياسية بحلول رأس السنة الجديدة، لإيقاف الانهيار المتسارع الذي يشهده لبنان.
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به الحريري عقب اجتماعه الـ 14 مع الرئيس اللبناني ميشال عون بقصر بعبدا الجمهوري عصر اليوم لبحث مستجدات تشكيل الحكومة الجديدة، وحذر خلاله رئيس الوزراء المكلف جميع السياسيين اللبنانيين من خطورة إهدار الوقت، ومطالبا من القوى السياسية التواضع في سقف المطالب وتسهيل تشكيل الحكومة حرصا على المصلحة العليا للبنان وحتى يُمكن البدء في الإصلاحات اللازمة ووقف الانهيار.
وأكد الحريري أنه لن يتوقف عن مساعيه إلى أن تتشكل الحكومة الجديدة، وأنه كان يتطلع إلى أن تتشكل الحكومة قبل فترة أعياد الميلاد، مشددا على إصراره أن تتألف الحكومة المقبلة من الاختصاصيين، ولافتا إلى أن هذا النوع من الحكومات هو طرح محل اتفاق مع الرئيس اللبناني ميشال عون.
وفسر رئيس الوزراء المكلف استمرار الخلافات حول تشكيل الحكومة الجديدة، بأنه يعود إلى أمور تتعلق بـ "الثقة المفقودة" بين الفرقاء السياسيين اللبنانيين منذ نحو سنة كأحد تداعيات انتفاضة 17 أكتوبر 2019 ، وأن هذه الثقة المفقودة ربما يتطلب الأمر بعضا من الوقت لإعادة بنائها.
وقال: "على السياسيين اللبنانيين أن يعرفوا أن لبنان ينهار بشكل متسارع للغاية، والإسراع بتشكيل حكومة جديدة من الاختصاصيين غير المنتمين للأحزاب السياسية، هو الأساس لوقف الانهيار. أنا لا يعنيني أن أعرف بشكل مسبق الشخص الذي أختاره لشغل الحقيبة الوزارية، وإنما أن يكون هذا الشخص متخصصا في مجال عمله".
وتابع الحريري: "نريد وزراء بإمكانهم أن يقولوا لنا كلا، حينما نخطىء كرؤساء، وأن نستفيد منهم بما يحقق مصالح لبنان، وأن ينصب تركيزهم على الإصلاح وليس إرضاء رئيس الحكومة أو أي شخص آخر، وأن يكونوا قادرين على إبراز أوجه الصواب من الخطأ في الخطوات أو الإجراءات التي ستُتخذ".
وأعرب عن أسفه إزاء التأخر في تشكيل الحكومة الجديدة على الرغم مما يمثله الأمر من ضغط شديد على لبنان، مشيرا إلى أنه حينما تتألف الحكومة ستعمل جاهدة من أجل إيقاف الانهيار، وأنه ستكون هناك قرارات صعبة وسريعة ستُتخذ لوقف الانهيار، والعمل مع حلفاء لبنان في الخارج والمجتمع الدولي لإعادة بناء البلاد.
وحث الحريري جميع الفرقاء السياسيين على التفكير مليا بوجود أناس في العراء وليس لديهم مأوى في ظل أجواء فصل الشتاء، بعدما دُمرت منازلهم في انفجاء ميناء بيروت البحري. مضيفا: "يجب علينا أن نشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ويجب على اللبناني أن يطمئن إلى وجود شبكة حماية ترعاه في هذا البلد وهذا يتطلب وجود الحكومة".
وقال: "أتمنى من جميع الفرقاء السياسيين أن يفكروا خلال فترة الأعياد بالناس الذين يعانون ظروفا اقتصادية ومعيشية بالغة الصعوبة، وأن يفكروا بالجيش الذي أصبحت رواتبه من القائد وحتى أصغر جندي زهيدة للغاية، وأن يفكروا بالشرطة وموظفي الإدارة، وأيضا بالآخرين المتعطلين عن العمل وغير القادرين على كسب قوت يومهم".
وشدد على أن اللبنانيين بإمكانهم وقف الانهيار المتفاقم الذي تتعرض له بلادهم، غير أن هذا الأمر يتطلب "أن يتواضع جميع الفرقاء السياسيين وأن يفكروا بمصلحة لبنان، وأن نقول إن الوقت الحالي ليس للنظر في مصلحة فريق سياسي ضد الآخرين، وإنما لإعلاء مصلحة الوطن ووضعها فوق كل الاعتبارات".