الخميس 16 مايو 2024

هل تحتاج مصر إلى استراتيجية إعلامية خارجية في 2021؟

أخرى25-12-2020 | 17:07

نستقبل العام الجديد 2021 بالمزيد من التطور في تعزيز العلاقات المصرية الخارجية، خاصة في ظل تغير المشهد السياسي الدولي وبدء تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن مهام عمله في مطلع العام، بالإضافة إلى تطلع الجانب الأوروبي إلى مزيد من التعاون مع مصر في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة 2030.

ويخطئ من يتخيل أن دور المؤسسات المصرية والأجهزة المعنية هو توجيه اللوم على أي قرارات ناقدة لأوضاع مصر الداخلية من قبل المجتمع الدولي، فلا ينبغي التعامل مع قرار البرلمان الأوروبي حول قضية حقوق الإنسان في مصر بالاكتفاء بصدور بيانات وتصريحات إدانة وشجب لكن علينا دور كبير في تفعيل أدوارنا الخارجية وهو ما يجعلنا نتساءل: أين الإعلام المصري الخارجي؟ وهل لعب دوره السياسي؟

شاهدنا في السنوات الأخيرة تحركات الدولة المصرية الخارجية مع الجانبين الأمريكي والأوروبي، من زيارات وبروتوكولات تعاون وسعي لجذب المستثمرين وهو دور مهم جدا لا يجب أن نغفله وينبغي علينا كإعلام ومجتمع مدني وبرلمان مصري استثماره في تعزيز العلاقات المصرية الخارجية، خاصة وقت الأزمات وحل القضايا الجدلية، لكن افتقدنا إلى التحليلات الإعلامية الدولية البناءة التي تلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات بين الدول.. فالإعلام الدولي هو كافة أوجه (الأنشطة الاتصالية) التي تستهدف تزويد الجمهور الدولي بالحقائق والأخبار الصحيحة عن القضايا والموضوعات الدولية بطريقة موضوعية وبدون تحريف، مما يؤدي إلى خلق أكبر درجة ممكنة من المعرفة والإدراك لدي الجمهور ومما يسهم في تكوين رأي صائب حول المشكلات العالمية المطروحة وهو أيضا وسيلة من وسائل السياسة الخارجية فإنه مع غيره من الوسائل يعمل على تحقيق أهداف هذه السياسة، وتتمثل هذه الأهداف في تحقيق المصلحة الوطنية للدولة في المقام الأول .

ولا ينبغي أن ننسى أن الدعم السياسي الأمريكي والأوروبي لمصر مهم جدا، كما أن الأهمية الاستراتيجية لمصر حاليا سواء لأوروبا أو أمريكا ليس للموقع فقط ولكن أيضا لقوة واستقرار النظام فيها في منطقه تعج بالتوتر وعدم الاستقرار وبالتالي قد يكون هناك حالة من الحاجة الملحة إلى الحفاظ على مصر مستقرة لتأثيرها البالغ إقليميا وقاريا.

 وهناك ضرورة للانتباه أنه توجد علاقة وثيقة بين الإعلام والسياسة، فلا توجد سياسة بدون إعلام ولا إعلام بدون سياسة، فحينما يوجد الإعلام فلابد من وجود السياسة، والإعلام لم يعد أداة تابعة للعمل السياسي فحسب، وإنما أصبح  يدخل في صميم العمليات السياسية علي المستوي الداخلي والخارجي منذ بدايتها وحتي نهايتها، بعبارة أخرى أصبح الإعلام  يدخل بالأساس في نسيج العمل السياسي بمستوياته وأشكاله المختلفة وأصبحت وسائل الإعلام فاعلا أساسياً في المشهد السياسي، إذ أنها تمتلك قوة سياسية مؤثرة تتركز في قدرتها علي تشكيل رؤيتنا للعالم الذي يحيط بنا وفي تشكيل تفكيرنا عن العالم، ومما زاد من قوة وسائل الإعلام أن الأحزاب والقوى السياسية وجدت نفسها مجبرة على تشكيل وسائلها وتصوراتها السياسية بما يتناسب مع وسائل الإعلام المعاصرة، الأمر الذي كان له تأثيره في المدركات والتصورات الجماهيرية وفي العملية السياسية ذاتها وهو ما نتج عنه من تعددية حزبية وشبابية وسياسية في تشكيل برلمان 2020،لذلك فقد ازداد تأثير وسائل الإعلام في صنع القرارات والسياسات الداخلية والخارجية.

لابد من قراءة المشهد الإعلام المصري الخارجي وتحليله بمنتهي الشفافية، وعلينا تفعيل دوره في رسم صورة مصر في أذهان الجمهور الخارجي، وإذا كانت هناك تجاوزات يراها البعض في بيان البرلمان الأوروبي أو غيرها من التجاوزات الخارجية السابقة او الحالية فإن الرد عليها من خلال تفعيل دور الإعلام الخارجي والقنوات الشرعية للحوار المجتمعي الدولي أفضل كثيراً من الرفض الكامل أو تجاهل الحوار معها، نحن لا نعيش وحدنا فى هذا العالم ولا نستطيع.. وبالتالي هناك ضرورة ملحة للاستعداد للرد على مثل هذه التجاوزات في المستقبل وذلك من خلال تبني الجهات المعنية استراتيجية إعلامية خارجية يضعها أهل الخبرة الإعلامية في المجال الدولي لتسويق مصر خارجيا والتأكيد على أن مصر قوية وتصبو نحو أهدافها التنموية بسواعد أبنائها.