فى ورشة «عشوائية» تتوسط أحد شوارع مدينة
الحامول بمحافظة كفرالشيخ بلا جدران، تقف الأسطى منة الله ممسكة بالمفك
ومجموعة مفاتيح لتصليح أعطال السيارات؛ لتساعد والدها السيد عبدالعزيز، بعدما عجز
عن تأجير ورشة ليسد جوع أولاده الأربعة وزوجته.
«منة الله»، طالبة فى الصف
الثانى الإعدادي بمدرسة الحامول، ودأبت منذ نعومة أظافرها، على مصاحبة والدها إلى
الورشة لتتعلم منه وتساعده لتكون له سندًا بعد أن تخرج من مدرستها حتى تخلد للنوم.
ومن جانبه، قال والد منة الله، إن ابنته كانت ترافقه دوما إلى الورشة،
وتجلس معه، موضحًا أنها البنت الثانية التى رزقه الله بها بعد سارة الكبرى، بالصف
الأول الثانوى التجارى.
وتابع: شيئاً فشيئاً بدأت تناولنى المفك
وبعض المفاتيح وتقف بجوارى إلى أن بدأت فى
فك وتركيب قطع السيارات، وأحبت الشغلانة والحصول على البقشيش، فواصلت العمل
لمساعدتى على تربية إخواتها.
وأضاف والد منة الله أنها تذهب إلى المدرسة
كل يوم وتعود إلى الورشة التى أقامها فى الشارع بجوار منزل العائلة لعدم إمكانيته
تأجير ورشة لضيق ذات اليد.
وشار وأشار "السيد" إلى أن طفلته لا تذهب إلى الدروس خصوصية أو مجموعات
تقوية، لتوفر نفقاتها لإخواتها حسب رغبتها.
بينما قالت منة الله إنها تعمل برغبتها وأنها
شديدة الحب لمهنتها وسعيدة أنها تقف بجوار والدها من أجل إخوتها.
وأضافت: نفسى أكون مهندسة سيارات بعد
التخرج من كلية الهندسة، ولدى طموح فى تطوير عمل سيارات البنزين، مشددة على أنها لن
تسطيع تحقيقه إلا بالدراسة.
وتمنت منة الله أن يصبح لوالدها ورشة ملكه،
ليعمل فيها بعيدا عن برد الشتاء وحرارة الصيف، تكون مكانًا يترك فيه عدة العمل بلا
خوف أو مطاردة الإشغالات بمجلس المدينة أو شكوى الجيران.