الأربعاء 25 سبتمبر 2024

رئيس «الأعلى للإعلام» لأئمة ليبيا:عليكم ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية

أخبار29-12-2020 | 15:57

قال الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام: "إن العلاقة بين مصر وليبيا علاقة استثنائية، فالمخاطر التي تواجه مصر هي نفس المخاطر التي تواجه ليبيا، فمصر تتمنى أن تعود ليبيا كما كانت شامخة وأن تستعيد استقرارها، وأن تكون مصدر أمان للأمن القومي المصري".


جاء ذلك خلال لقائه بأئمة ودعاة دولة ليبيا، في دورتهم التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، خلال الشهر الجاري، بمقر مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.


وأوضح جبر، أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جنسية، مطالبا بضرورة ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية؛ لأنها القادرة على إحياء الأمم والشعوب، موضحًا أن الدول التي صمدت في وجه من يريد القضاء عليها هي الدول التي حافظت على جيشها، وأن مصر قد استعادت استقرارها؛ لأنها حافظت على جيشها. 


وأشار رئيس الملجس الأعلى لتنظيم الصحافة والإعلام، إلى أنه لا تعارض بين حب الوطن وحب الدين؛ فالأديان جميعها تدعو إلى حب الأوطان، وهذه مهمة مقدسة، بعيدًا عن التفرقة والحزبية، محذرًا من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت مصدرا خطيرا لترويج الشائعات مما يهدد بيوتنا.


وأشاد جبر، بالدور الفعال الذى تقوم به المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، في تدريب أئمة ودعاة العالم الإسلامي، موضحًا أنها تتبنى فكر الأزهر المستنير الذي ظل طوال أكثر من 1000 عام يُصدر قيم الوسطية والسماحة، ويفند الأفكار الهدامة التي تدعو لحمل السلاح.


ورحب أسامة ياسين، نائب رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، بالكاتب الصحفي كرم جبر، وعلماء ودعاة ليبيا الملتحقين بالدورة.


وأشار في كلمته إلى أن المنظمة تمكنت من تدريب أكثر من 450 إماما وداعية، من علماء ليبيا من بينهم 50 واعظة من النساء، بالتعاون مع فرع المنظمة بليبيا ومكاتبها المنتشرة في أكثر من 12 منطقة في ليبيا، مؤكدا أن هدف هذه الدورات هو ترسيخ وسطية الإسلام ومحاربة الفكر المتطرف.


قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، المستشار العلمي للمنظمة، إن المنظمة وضعت برنامجا محددا يستهدف الدعاة والعلماء لمحاورتهم فيما يتصل بالدعم الفكري الصحيح في بلدهم الأول مصر.


وأضاف الهدهد، أن الإسلام دين الإعمار والبناء؛ لذلك سخر الله الكون للإنسان، وجعل آدم خليفته في الأرض، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها".


وأوضح أن الجيش والشرطة تكمن مهمتهم في مواجهة من يحملون السلاح ويدمرون الأوطان، ونحن علماء الدين علينا أن نواجه ما يدعو إلى حمل السلاح، مشيرا إلى أن المنظمة تعلم المتدربين التمحور على المتفق عليه، وترك المختلف فيه؛ لأن الاختلاف في الإسلام اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد، موضحا أن في عهد  الصحابة 132 صحابيا كانوا يفتون دون أن يخطئ أحد منهم الآخر، فالاختلاف سنة إلهية.


وبيّن الهدهد أن هذه الجماعات جاءت ببدع جديدة، منها: أن الوطن هو الإسلام، وما عدا ذلك فهو تراب، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو ويقول: "اللهم حبب إلينا المدينة"، والمهاجرون دائما مقدمون ومفضلون؛ لأنهم قدموا أعز شيء وهو ترك الوطن، والله قد ساوى بين بذل النفس وترك الوطن، وهذه الأفكار إنما أتت بتفرقة لا يعرفها الإسلام؛ لأن الإسلام لا يعرف إلا الوحدة. 


وأضاف أن المنظمة تمد يدها إلى الجميع وإلى ليبيا الشقيقة وأبنائها ودعاتها رجالا ونساء حتى تعود ليبيا بلد المودة والمحبة والوسطية كما كانت.