شهد عام 2020 استقرار مذهل في استطلاعات الرأي الخاصة بالأحزاب السياسية الكندية، حيث واصل الحزب الليبرالي الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، جستن ترودو، في التمسك بالتقدم الطفيف، ولكنه ثابت على حزب المحافظين المعارض.
وكشفت استطلاعات الرأي أيضا في العام الماضي عن استمرار الحزب الديموقراطي الجديد وحزب الكتلة الكيبيكية وحزب الخضر في نفس الأماكن التي أنهوا فيها عام 2019.
واستمر هذا الاستقرار الكبير في استطلاعات الرأي على الرغم من جائحة-2019، وتغيير قادة حزب المحافظين والخضر، ووصول الإنفاق العام إلى مستويات غير مسبوقة، وفضيحة مؤسسة وي الخيرية، وخطاب العرش الجديد، والبيان الاقتصادي الطموح.
ومع تحليل الوضع السياسي الكندي، يجب توقع أن يتوقف كل هذا في وقت ما في ربيع عام 2021، وخاصة أن الحزب الليبرالي يعمل على هندسة الانتخابات بذكاء بسبب ارتفاع شعبيتهم والمساعدات الضخمة التي تقدمها الحكومة للناخبين بسبب جائحة كوفيد-19.
ووصلت تقييمات الرضا لحكومة ترودو إلى مستويات عالية لم يروها منذ انتخابهم لأول مرة في عام 2015. وعلى النقيض من أرقام أداء الليبراليين، فإن أحزاب المعارضة ليس لديها أي زخم. هذا أمر شاق بشكل خاص بالنسبة للمحافظين، الذين يجدون أنفسهم عالقين في المركز الثاني حتى بعد لعب أكبر ورقة يمكن لأي حزب أن يلعبها لتحسين حظوظه الانتخابية – وهو تغيير زعيم الحزب.
أما بالنسبة للحزب الديمقراطي الجديد، بزعامة جاجميت سينج، الحزب يواصل السير خلف الحزب الليبرالي باعتباره الحامل المفضل للناخبين التقدميين في كندا. ولا يؤثر الأداء الضعيف للحزب الديمقراطي الجديد في استطلاعات الرأي على آفاقه الانتخابية فحسب، بل يضر أيضا بقدرة المحافظين على الفوز بسباقات متقاربة في ضواحي مقاطعة بريتش كولومبيا وأونتاريو، التي تحسم أي صراع انتخابي فيدرالي في عام 2021.
على الرغم من نتائج رضاهم القوية ونقاط ضعف خصومهم، إلا أن الليبراليين لم يظهروا تقدما كبيرا على الأحزاب الأخرى.
وفي أحدث استطلاع سياسي أجرته شركة "إيبسوس"، كانت الفجوة بين الليبراليين والمحافظين ثلاث نقاط فقط. في حين أن هذا أفضل قليلا من أداء الليبراليين في انتخابات 2019 ، إلا أنهم سيحتاجون إلى تقدم ثابت بما لا يقل عن ست أو سبع نقاط قبل أن يتمكنوا من البدء بجدية في التفكير في الفوز واستعادة الأعلبية البرلمانية.
الأمر الذي يهدد بزعزعة استطلاعات الرأي والتأثير على توقيت الانتخابات المقبلة هو طرح اللقاحات. على عكس الانشغال بالامتناع العام عن اللقاحات وخاصة مناهضي التطعيم، فإن التحدي الحقيقي للقاح الذي تواجهه الحكومة هو مواكبة الطلب الهائل الفوري.
وضع الكنديون الكثير من الاهتمام في اللقاحات للمساعدة على العودة إلى الحياة الطبيعية. هذا هو السبب في أن حوالي 20 في المائة من الكنديين مستعدون لأخذ اللقاح اليوم.
إن نجاح الحزب الليبرالي في توفير اللقاح بكميات كبيرة ونجاح هذا اللقاح في إنهاء أزمة الجائحة قد تحسم الأمور الإنتخابية في كندا ويساعد جستن ترودو على استعادة إغلبيته البرلمانية المفقودة.