الإثنين 25 نوفمبر 2024

فن

"چون تولكين".. مؤسس أدب الفانتازيا الحديث

  • 3-1-2021 | 09:56

طباعة

يصادف اليوم ذكرى ميلاد چون تولكين، وهو واحد من أشهر الكتاب الإنجليز في أدب الفانتازيا، ورائد من روادها ومؤسس لأدب الفانتازيا الحديث أو بمعنى أدق مؤسس لخط جديد في بناء العمل الفانتازي، كما يُنسب إليه "التولكينية"، وقد صنفته ذا تايمز بالمرتبة السادسة من قائمة «أعظم 50 كاتب بريطاني منذ عام 1945». 


ولد چون رونالد رويل تولكين في عام 1892 في مدينة بلومفوتناسين بجنوب إفريقيا وهو كاتب وشاعر وفقيه لغوياً وأكاديمي كبير، و اشتهر باعتباره مؤلف الأعمال الكلاسيكية الفانتازية العالية الهوبيت، وسيد الخواتم والسيلماريليون.


قضى تولكين سنوات عمره الأولى في جنوب أفريقيا ثم سافرت والدته وأصطحبته معه هو وأخيه إلى بريطانيا في زيارة عائلية، وأثناء تواجدهم هناك، توفي والده بحمى في جنوب أفريقيا ودفن هناك، فأستقروا في بريطانيا حيث عائلة والدته والتي كانت تساعدهم مالياً. 


التحق تولكين بمدرسة الملك إدوارد في منطقة برمينغهام، ثم بمدرسة القديس فيليب، قبل أن يفوز بمنحة عاد بموجبها إلى مدرسة القديس فيليب مرة أخرى. 


وقد كانت عائلة والدته مسيحية تنتمي للكنيسة المعمدانية، لذلك حينما قررت والدته الإنتماء للكنيسة الكاثوليكية غضبت عائلتها بشدة وتوقفت عن مساعدتها مادياً، فمرضت والدته بعد ذلك وتوفيت أثر أزمة مرضية بسبب داء السكر، وكان تولكين وقتها عمره 12 عاماً. 


قبل وفاة  مابل تولكين والدته   أوصت بأن يتولى الوصاية عليه وعلى أخية  الأب فرانسيس إكزافييه مورغان، و هو أحد قساوسة كنيسة برمينغهام الكاثوليكية، وأوصته بتربيتهما ككاثوليكيين صالحين، فنشأ تولكين مسيحياً كاثوليكياً صارماً. 


كان تولكين يقرأ كثيراً في الأدب بشكل عام ويبدي أرائه في الروايات والقصص المختلفة برغم صغر سنه 


وحين أصبح تولكين في السادسة عشرة من عمره قابل إديث ماري برات، التي كانت تكبره بثلاثة أعوام وكانت يتيمة مثله، ف نشأت بينهم علاقة حب قوية، علم بها بعد ذلك الواصبي عليه الأب فرانسيس مورغان و رأى أن علاقة تولكين بإديث تعوقه عن دراسته ، كما أزعجته فكرة أن يرتبط  تولكين بفتاة بروتستانتية وهو كاثوليكي صارم، فمنعه من مقابلتها حتى يكمل عامه ال 21، وهدده بحرمانه من دراسته إذا عصى أوامره، فأطاعه تولكين في ذلك. 


وقد ألتحق تولكين بكلية إكستر بجامعة أكسفورد ودرس فيها الأدب والثقافة الإغريقية لكنه لم يلبث أن غير مسار دراسته للغات في عام 1915. 


وفي عام 1913 حين أتم تولكين عامه ال21 كتب لحبيبته إديث رسالة يعترف فيها بحبه وقد ردت عليه وقتها إنها ستتزوج من غيره لإنه نساها كل هذه الفترة، ولكن لك تمر فترة كبيره حتى عادت له واعترفت بحبها له و أقنعها وقتها تولكين بتغير ملتها للكاثوليكية وبالفعل وافقت وتم خطبتهما في عام 1913. 


وفي عام 1916 تزوجا وقد أمجب منها أربعة أطفال أشهرهم وقد   كريستوفر  والذي قام برسم الخرائط التوضيحية المصاحبة لرواية والده "سيد الخواتم"، كما قام بتحرير العديد من كتابات والده بعد وفاته. 


وفي نفس عام زواج تولكين تطوع في بالجيش البريطاني للمحاربة أثناء الحرب العالمية الأولى، ولكنه في نهاية العام، أصيب تولكين بحمى الخنادق، مما جعل بالقيادة اعتباره غير صالح للقتال فأعفي من الخدمة ليعود إلى إنجلترا في 8 نوفمبر 1916. 


وقد قضى تولكين فترة نقاهته في تأليف كتابه "كتاب الحكايات الضائعة" وهو يعتبر أول أعماله الأدبية 


وبعد  انتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت أول وظيفة مدنية يلتحق بها تولكين هي العمل في قاموس أوكسفورد الإنجليزي، حيث كان عمله الأساسي هو البحث في تاريخ وأصول المفردات ذات الأصل الجرماني، ثم في عام  1920 التحق بالعمل في تدريس اللغة الإنجليزية بجامعة ليدز، وفي سنة 1924 رقي إلى درجة أستاذ بالجامعة وأثناء عمله بجامعة ليدز قام بوضع كتاب "مفردات الإنجليزية الوسيطة"،وهو يعتبر من أهم الكتب الأكاديمية في اللغات. 


كذلك ساهم مع إريك فالنتاين غوردون، في ترجمة وتحقيق الرومانس الفروسي الإنجليزي "سير غواين" "والفارس الأخضر" عن اللغة الإنجليزية الوسيطة، وهما الكتابان اللذان ظلا  لعقود تالية  يحتفظان بمكانة أكاديمية راسخة، كذلك ترجم تولكين كلاً من "سير غوين" وقصيدة "بيرل" والقصيدة السردية "سير أورفيو"، وهي من الأعمال الأدبية المكتوبة أيضاً بالإنجليزية الوسيطة. 


وفي عام 1925 عاد تولكين إلى جامعة أكسفورد أستاذاً لكرسي اللغة الأنجلوساكسونية، مع زمالة بكلية بيمبروك، إحدى كليات جامعة أكسفورد.


وأثناء عمله بكلية بيمبروك كتب تولكين كلاً من رواية الهوبيت والجزءين الأول والثاني من روايته الأشهر على الإطلاق سيد الخواتم، وقد انتهى تولكين منها  عام 1948. 


وقد كانت معظم روايات تولكين، روايات خيالية تناولت الأساطير حول العالم تحديداً أساطير وآدب الألمان الذي تأثر تولكين بهم بشدة، كما أحتوت أعماله على صراع الأبدي بين الخير والشر. 


بجانب براعة تولكين في أدب الفانتازيا وفي فقه اللغة كان أيضاً رساماً بارعاً وأحب الرسم منذ نعومة أظافره، واستمر بممارسته طوال حياته. منذ بداية مهنته في الكتابة، ترافق تطور قصصه مع رسومات ولوحات، خاصةً لمناظر طبيعية، وخرائط للأراضي التي حدثت فيها حكاياته. أنتج أيضًا صورًا تحاكي القصص التي رواها لأبنائه، وفي هذا الأمر قد جُمعت الكثير من أعماله الفنية ونُشرت في عام 1995 في كتاب بعنواز : ج. ر. ر. تولكين: فنان ورسام وقد أحتوى الكتاب على  لوحات، ورسومات وتخطيطات تولكين، وأعاد إنتاج ما يقارب 200 نموذج من أعماله. 


بعد تقاعد تولكين من عمله في عام 1959 وحتى وفاته حاز على شهرة واسعة جداً بسبب أعماله الأدبية ، وقد وزعت أعماله الأدبية بصورة واسعة حول العالم مما أكسبه  أرباحاً كبيرة  وقد كون معجبوا تولكين رابطة لهم كان تولكين في البداية يرد على خطاباتهم بحماس، إلا أنه بدأ فيما بعد يضيق بهؤلاء المعجبين.

وقد منحته الملكة إليزابيث الثانية تولكين وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة قائد، ضمن قائمة الشرف قبل وفاته بعام واحد. 


توفيت زوجة تولكين ـ في 29 نوفمبر 1971، وقد دفنها تولكين في مقبرة وولفركوت بمدينة أكسفورد، وكتب على قبرها  اسم "لوثيان"، وهو اسم معشوقة خيالية، ألفها تولكين في أحد أعماله. 


توفي تولكين بعد وفاة زوجته بحوالي سنة ونصف في 2سبتمبر لعام 1973 و دفن معها في نفس القبر، وكتب أسفل اسمه اسم "بيرين" وهو أمير خيالي عشق لوثيان.


توفي تولكين تاركاً وراءه أرث عظيم من أدب الفانتازيا والتي رسمت خطاً جديداً للكتاب وآدخلت القراء في عالم أخر خيالي  ومليئ بالمغامرات.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة