توماس ستيرنز إليوت، شاعر ومسرحي وناقد أدبي وقد حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1948. وُلد في 26 سبتمبر 1888 وتوفي في مثل هذا اليوم من عام 1965.
كتب قصائد: أغنية حب جي، ألفرد بروفروك، الأرض اليباب، الرجال الجوف، أربعاء الرماد، والرباعيات الأربع، من مسرحياته: جريمة في الكاتدرائية وحفلة كوكتيل.
ومن نصوصه الشعرية " ما قاله الرعد" من ديوانه الأرض الخراب /البياب، وهذا نصها:
بعد وهج المشاعل على الوجوه العرقة
بعد صمت الصقيع في البساتين
بعد الآلام في الأماكن الحجرية
والصياح والعويل
والسجن والقصر وتجاوب
رعد الربيع على الجبال القصية
الذي كان حيّا هو الان میت
الذين كنا أحياء نحن الآن نموت
بقليل من الصبر
لا ماء هنا بل مجرد صخر
صخر ولا ماء والطريق الرملى
الطريق المتلوي صعد بين الجبال
التي هي جبال صخر بلا ماء
لو كان ثمة ماء لوقفنا وشر بنا
بين الصخور لا يستطيع المرء أن يقف أو يفكر
العرق جاف والأقدام في الرمل
لو كان ثمة ماء بين الصخر!
فم جبلي ميت باسنان نخرة لا يقدر أن يبصق
هنا لا يقدر المرء أن يقف أو يستلقي أو يجلس
حتى الصمت لا يوجد في الجبال
بل رعد جاف عقيم بلا مطر
حتى الوحدة لا توجد في الجبال
بل وجوه حمراء عابسة تشخر وتنخر من أبواب بيوت طين متصدع
لو كان ثمة ماء
ولا صخر
لو كان ثمة صخر
وماء كذلك
وماء
نبع
بركة بين الصخور
لو كان ثمة صوت الماء وحده
لا الزيز
ويابس العشب يغني
بل صوت ماء فوق صخرة
حيث الحسون الناسك يغرد في اشجار الصنوبر
سقسق سقسق سق سق سق
لكن ليس ثمة ماء.
دوما إلى جانبك؟
من الثالث الذي يسير
كلّما أعد ليس إلاك وأنا معا
ولكن عندما أصعد الطرف نحو الطريق الأبيض، ثمة دوما واحد اخر يسير إلى جانبك
ينساب مدٹرا بعباءة سمراء ملتفعا
. . . لا أعرف إن كان رجلا أو امرأة
فمن ذاك الذي إلى جهتك الأخری؟
ما ذلك الصوت الصاعد في الهواء
نشيج نواح الأمهات
ما تلك الحشود المتلفعة تفيض
.. على سهول مترامية، تتعثر بأرض متصدعة
يسورها الأفق المنبسط وحده
أية مدينة خلف الجبال
تتصدع وتعمر وتنفجر في الهواء الشفقي
بروج متهاوية
أورشليم أثينا الاسكندرية
فيینا لندن
وهم امرأة شدّت شعرها الأسود الطويل
وعزفت ألحان همس على تلك الأوتار
.. وخفافيش بوجوه أطفال في ضوء الشفق
راحت تصفر، وتخفق بأجنحتها
وتزحف متدلية الرؤوس نزلا على حائط مسود
وثمة بروج مقلوبة في الهواء
تدق نواقيس ذكرى، تعد الساعات
.. وأصوات تغني من صهاريج خاوية وآبار ناضبة .
في هذه الحفرة النخِرة بين الجبال
في نور القمر الخابي، يغني العشب
فوق القبور المنقلبة، حول الكنيسة
ثمة الكنيسة الخالية لا تؤمها غير الريح.
.. لا نوافذ فيها، والباب يتأرجح،
أحدا
العظام اليابسة لا تؤذي
ليس غير ديك انتصب على عارضة السقف
کو کو ریکو کو کو ريكو
في لمحة برق. ثم عصفة رطبة
.. تحمل المطر
كان رگانگا قد غاض، والأوارق المنهكة
تنتظر المطر، بينا السحب السوداء
تجمعت في الأقاصی، فوق رهيماٹانت
الغابة قرفصت، محدودبة في صمت .
ثم تكلم الرعد..
أعطوا: ماذا أعطينا؟
یا صديقي، الدم يخض قلبي
الجرأة المرعبة في لحظة استسلام
الحصافة لا يقوى على سحبها دهر من
بهذه، بهذه وحدها، كان لنا وجود
وهو ما لا يمكن أن يوجد من مناعينا
أو في ذكريات يغشيها العنكبوت الكریم
أو تحت اختام يفضها المحامي الهزيل
.. في غرفنا الخالية .
تعاطفوا: لقد سمعت المفتاح
يدور في الباب مرة ويدور مرة واحدة
نفكر بالمفتاح، كل في سجنه
يفكر بالمفتاح، كل يؤكد سجنا
عند هبوط الظلام فقط، أصداء أثيرية
تنعش لبرهة كريولانس مهزوما.
سيطروا: استجاب الزورق
بمرح، لليد الخبيرة بالشراع والمجذاف
كان البحر هادئا، وكان قلبك سيستجيب
بمرح، لو دعي ، فيخفق طائعا
السيطرة يدين.
جلست على الساحل
.. أصطاد، والسهل القاحل خلفي
أما يتوجب علي في الأقل ترتيب شيؤوني؟
لندن يتهاوی يتهاوی يتهاوی
جسر
ثم توارى في اللهب المطهر
متى سأصبح مثل السنونو!