الأحد 24 نوفمبر 2024

عرب وعالم

تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين الصومال وكينيا يهدد التجارة والمغتربين في البلدين

  • 4-1-2021 | 15:42

طباعة

ألقى الخلاف الدبلوماسي الناشب بين كينيا والصومال، بظلاله القاتمة وتأثيراته السلبية على المبادلات التجارية بين البلدين، خصوصا بين الصوماليين الذين يعيشون في كينيا، إذ تلوم مقديشيو حكومة نيروبي وتتهمها بـ"التدخل في شؤونها الداخلية" وهو الأمر الذي ينفيه الجانب الكيني.


ويرى كثير من أصحاب الشركات الصوماليين، ولاسيما في قطاع السفر، أنهم باتوا يقبضون على جمرة من النار وتضررت أنشطتهم بصورة بالغة في أعقاب القرار الذي أصدرته حكومة الصومال بإلغاء منح تأشيرات للمواطنين الكينيين عند وصولهم إلى المنافذ البرية والجوية، وهو ما يستلزم حصولهم على تأشيرات مسبقة.


وقد أعلنت الصومال قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كينيا في منتصف ديسمبر الماضي، متهمة نيروبي بارتكاب "تجاوزات سياسية متكررة والتدخل السافر في سيادة الصومال"، كما سحبت الصومال دبلوماسييها من كينيا ومنحت البعثة الدبلوماسية الكينية مهلة مدتها سبعة أيام لمغادرة البلاد مقديشيو.


وتصاعدت مخاوف المقيمين الصوماليين والكينيين من أصول صومالية الذين يقطنون في مدينة "إيستليف"، المتاخمة للعاصمة نيروبي، حيال تأثير معيشتهم وأنشطتهم بسبب تأزم العلاقات بين الدولتين الجارتين .


ووفقا لهؤلاء، فإن هذا الخلاف بين البلدين يحمل أضرارا شديدة لاسيما بالنسبة للتجار حيث سيتعين على المواطنين الكينيين التقدم للحصول على تأشيرة من سفارة الصومال لدى نيروبي، وهو ما يلقي بأعباء ضخمة على النشاط التجاري بين البلدين، بحسب ما نقلت هيئة الإذاعة الألمانية (دويتشه فيله)، التي أشارت أيضا إلى أن التوتر الدبلوماسي بين الصومال وكينيا ساهم في انخفاض حاد في التداولات بينهما.


وكانت منطقة القرن الأفريقي تعرضت لتوترات عميقة وغاب عنها السلم والأمن في أعقاب سقوط الديكتاتور سياد بري في عام 1991.


ويعتقد مراقبون أن قادة كلا الدولتين بحاجة إلى خفض التصعيد وكبح التوتر الناشب بينهما، ونصحوا قادة كينيا والصومال بالاجتماع سوياً لتسوية الخلافات وعلاج الإشكالات التي أدت إلى تصاعد التوتر أخيرا.


ويقول الأكاديمي الكيني البروفيسور، عبدالوهاب عبدالصمد، "إن الصدع الدبلوماسي بين كينيا والصومال يتطلب إحياء كلا الدولتين للاتفاقات الثنائية السابقة بينهما."


وكانت الحكومة الكينية، التي رفضت التعليق مباشرة على الأزمة الأخيرة، استدعت سفيرها من كينيا في مطلع عام 2019 في أعقاب قرار مقديشيو طرح مناطق على شواطئها لاستكشافات النفط والغاز الطبيعي أمام شركات النفط العالمية. واستعاد الجانبان إصلاح العلاقات بينهما في نوفمبر من العام الماضي 2020.


ولفت المتحدث الرسمي باسم الخارجية الكينية، سيروس أوجونا، إلى أن كينيا كانت "طيبة للغاية" في استضافة نحو 200 ألف من المواطنين الصوماليين في معسكرات لاجئين قائلاً "فهناك الكثير من العناصر المشتركة بين هاتين الدولتين."

    الاكثر قراءة