كشف بحث أجرته جامعتا نورث وسترن، وشيكاغو الأمريكيتان، أن العديد من الأطباء أبلغوا عن تعرضهم للتحرش الجنسي أو الاعتداء الشخصي عبر منصات التواصل الاجتماعي، على أساس ديني، أو عرقى.مشيرا إلى أن واحدًا من بين كل أربعة أطباء أبلغ عن تعرضه للهجوم شخصيًا على وسائل التواصل سواء من خلال المراجعات السلبية، أو تلقى مضايقات وتهديدات، وتبادل معلوماته الشخصية علنًا.
وذكر المسح أنه رغم أن البيانات التي تم جمعها قبل تفشي جائحة فيروس كورونا، إلا أن النتائج تسلط الضوء على المضايقات التي يتعرض لها الأطباء عبر الإنترنت قبل الوباء، والتي اشتدت بصورة أكبر عقب تفشيه.
وقال الدكتور فينيت أرورا الأستاذ بكلية الطب بجامعة شيكاغو: "من المحتمل أن تكون بيانات المسح أقل تقديرًا للمدى الحقيقي للهجمات والمضايقات التي أعقبت وباء فيروس كورونا المستجد؛ حيث بدأ العديد من الأطباء في الدعوة إلى اتخاذ تدابير للصحة العامة أثناء الوباء، وواجهوا جمهورًا مستقطبًا بشكل متزايد حفزته الجماعات التي تقلل من قيمة العلم".
ووجد المسح - الذي يعد الأول من نوعه لمعرفة تجارب الأطباء مع التحرش عبر شبكة الإنترنت - أن طبيبة من بين كل 6 طبيبات أبلغن عن تعرضهن للتحرش الجنسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت تريشيا بندرجراست طالبة الطب بجامعة نورث وسترن: "نشعر بالقلق من أن هذه البيئة المؤلمة عاطفيًا ستجعل الطبيبات يبتعدن عن وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تم توثيقها جيدًا كأداة مفيدة للتقدم الوظيفي.. النساء في مجال الطب بالفعل أقل عرضة لتقلد مناصب قيادية، لذا فإن الامتناع بشكل غير متناسب عن منصة تستخدم للتعاون والتواصل بسبب التحرش الجنسي والاعتداءات الشخصية يجب أن يكون مدعاة للقلق".
ويسلط المسح الضوء على حاجة المؤسسات الطبية إلى وضع خطة للرد على هذا النوع من المضايقات عبر الإنترنت حتى لا تتأثر المهنة سلبًا على المدى الطويل، مشددا على أن العاملين في مجال الرعاية الصحية يواجهون ضغوطًا غير مسبوقة وتحديات للصحة العقلية بسبب عملهم؛ خاصةً عندما يُطلب منهم أن يكونوا أكثر صراحة على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج للتطعيم ضد كورونا".