الثلاثاء 28 مايو 2024

خاص| عميد «النباتات العطرية»: نسعى لتصنيع منتجات خاصة بنا.. والأبحاث شرط الالتحاق بالمعهد

محافظات6-1-2021 | 12:32

تتميز محافظة بني سويف بزراعة وإنتاج أكثر من 40% من النباتات الطبية والعطرية بل وتعتبر من أكثر المحافظات تصديرا لها، ويعتمد عليها عدد لا بأس به من الفلاحين كمصدر للدخل، كما يتم تخصيص ما يقرب من 90 ألف فدان لزراعة شيح البابونج والبردقوش، والريحان، والعتر، والنعناع، والبقدونس، والشبت، والبرابكس والكراندونا، ويبلغ إنتاج المحافظة منها ما يزيد عن 50 طن سنويا.


ومن ضمن المشروعات التي تم إنشاؤها لدعم هذه الزراعة في بني سويف، كان معهد النباتات الطبية والعطرية في جامعة بني سويف، والذي أنشي في إطار الخطة البحثية الطموحة للجامعة، ولتحقيق خطة الدولة المصرية التنموية 2030، ويعتبر الأول من نوعه في هذا المجال في مصر والشرق الأوسط.


والتقت "الهلال اليوم"، مع الدكتور ممتاز حجاب عميد المعهد؛ للوقوف على تفاصيل وأهمية المعهد بالنسبة لاقتصاد النباتات الطبية والعطرية.


وقال الدكتور ممتاز حجاب، إن معهد أبحاث النباتات الطبية والعطرية في جامعة بني سويف، هو أحد المعاهد المتميزة سواء على مستوى مصر أو على مستوى الشرق الأوسط، ويحتوي على 4 أقسام علمية رئيسية؛ قسم كيمياء النباتات الطبية والعطرية، قسم التكنولوجيا الحيوية للنباتات الطبية والعطرية، قسم إنتاج ومعاملات ما بعد الحصاد، وقسم المستحضرات الطبية والعطرية والدوائية، وتم اعتماد الائحة الداخلية للمعهد في شهر مارس لعام 2020، وصدر بها القرار الوزاري رقم 1501، وصدر قرار وزاري رسمي بإنشاء المعهد وإدراجه ضمن جامعة بني سويف، وذلك في 2017. 


وأوضح أنه تم تجهيز المعهد بأحدث المعامل وافتتاحه بحضور الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي، والدكتور منصور حسن رئيس جامعة بنى سويف، في ديسمبر الماضي، وفي هذه النقطة شكر الدكتور ممتاز الدكتور منصور حسن لإصراراه على تجهيز المعامل ودعمها بأحدث الأجهزة، والتي أضفت قيمة كبيرة للمعهد.


أضاف الدكتور ممتاز، أن المعهد حظي قبل افتتاحه في يناير 2018 بدعم واهتمام القيادة السياسية متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي بدوره أكد على أهمية تصدير المواد المنتجة بعد تصنيعها واستخلاص المنتج المهم منها بدلاً من تصديرها في شكلها الخام، ما يعود على الاقتصاد بالنفع العام. 


وأوضح العميد بخصوص السؤال المتداول عن من يحق له الدراسة في المعهد، أن المعهد بحثي ويرتبط بالاقتصاد الزراعي في عدة محاور، حيث يستقبل درجات الماجستير المهني والبحثي والدكتوراة البحثية فقط، ولايستقبل المعهد طلاب الثانوية العامة. 


وأكد حجاب، أنه تم ربط المعهد ومواده بسوق العمل ومشكلات الزراعة بداية من وضع اللائحة في كل قسم وحتى خطة المعهد الاستراتيچية والخطط البحثية.


وتابع عميد معهد النباتات الطبية: "لن أنسى في هذا الأمر تأكيد الدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف وقوله نصا احنا مش عايزين ماجستير ودكتوراه علشان الناس تركنها على الرف، نحن نحتاج أن نبحث مشاكل الزراعة والإنتاج حتى نستطيع خدمة الدولة المصرية في هذا القطاع مع العمل على زيادة القيمة المضافة من النباتات الطبية والعطرية ونضفي عليها شيء يظهر قيمة ارتباط البحث العلمي بهذا الاقتصاد".


واستطرد ممتاز: "أنهم قد استطاعوا إنشاء قاعدة بيانات للخبراء، والمعني بكلمة الخبراء، ليس فقط أعضاء هيئة التدريس ولكن المعهد قام على خبرات من كليات متنوعة منها، كليات الصيدلة والعلوم والزراعة على مستوى مصر ولا يزال يعمل بهذا الشكل حتى الآن بتضافر جهود الخبراء والباحثين والأكاديميين في المجال بشكل أعم.


وأكد العميد، أن المعهد يسعى إلى تجميع كافة الخبرات به، وذلك في إطار الاستجابة السريعة منذ إطلاق قاعدة البيانات، وكافة الخبرات تعتبر هامة بالنسبة للمعهد، ومنها بكل تأكيد خبرة المزارع ذاته، كما نحاول ربط المشاريع البحثية باحتياجات سوق العمل لنخرج بأبحاث علمية لها قيمة فعلية على أرض الواقع.


وأشار إلى أنه خلال زيارة الدكتور خالد عبد الغفار للمعهد، أشاد بتجهيزاته، ويسعى بقوة لدعمه، لتشجيع هذا الاقتصاد الزراعي والصناعة التي من الممكن أن تقوم عليه. 


وعن دور المعهد في إنتاج بني سويف من النباتات الطبية والعطرية، صرح العميد، بأن بني سويف تنتج ما يزيد عن 40% من إنتاج النباتات الطبية والعطرية في مصر، وتعتبر من أجود المركبات الكيمائية في النباتات الطبية، ولكننا نسعى لربط هذا الإنتاج القيم بجودة الاستخلاص وجودة مراحل التصنيع والزراعة. 


وبخصوص تعاون المعهد مع المراكز والهيئات المختلفة، قال الدكتور ممتاز حجاب، إن للمهعد تعاون من العديد من الهيئات، منها: مركز نواة للأبحاث وذلك لاحتواء المراكز على التجهيزات العلمية، ويقوم بالتحاليل للكثير من الجامعات المصرية والكليات العلمية، ويقدم المركز للمعهد نوع من التخفيضات لجامعة بني سويف والباحثين فيها في التجهيزات الغير موجودة بالجامعة، ونسعى لإيجاد تكامل بيننا في القياسات لنحصل على الأيزو في التحاليل بالمعهد أو في المركز بما سيعود بالنفع على الباحثين بصورة خاصة للمعهد والباحثين بصورة عامة على مستوى جامعة بني سويف، وكذلك هناك تعاون مهم مع هيئة "كير" في مصر، وهو يمثل قيمة مضافة للمرأة المعيلة وكيفية إيجاد مشاريع صغيرة من خلال تجفيف أو زراعة أو صناعة النباتات الطبية والعطرية التي يمكنها توفير دخل لهذه الأسرة البسيطة.


وأضاف أن المعهد حظي أيضا بمشروع لمجابهة فيروس كورونا باستخدم النباتات الطبية والعطرية وخاصة في بروتين السيڤين، وهو بروتين موجود بالرئة وبالفعل له دور مع الإصابة بالڤيروس، وحصل المعهد كذلك على دعم بقيمة مليون جنيه من أكاديمية البحث العلمي ومشروع في فريق عمل قوي، وهناك العديد من المشروعات التي سيتقدم المعهد بها.


وبسؤاله عن إمكانية تصنيع المعهد لمنتجات من النباتات، أجاب بأنهم بدأوا نعمل في هذا الأمر من خلال التجهيزات المتاحة بالمعمل، ويتم التأكيد على الطلاب بضرورة السعي لبراءات الاختراع من خلال استخلاص منتجات من النباتات الموجودة، ونسعى للتعمق في الأبحاث العلمية الخاصة بتكوين النبات والبعد عن السطحية الموجودة.


وتمنى عميد معهد النباتات الطبية والعطرية، أن يستطيع المعهد إضفاء قيمة حقيقية على هذا الاقتصاد المهم والقوي، مؤكدًا أن الفلاح والمزارع المصري ذكي بشكل كبير، والمعهد يسعى لتحقيق الاستفادة المتبادلة بينهم حتى نستطيع الحصول على منتج ذات جودة مرتفعة مع تغطية السوق الأوربية وتحديدا السوق الألماني والإسباني لأنهما يتطلبان معايير قوية.


وفي نهاية حديثه، شكر الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والدكتور منصور حسن رئيس جامعة بني سويف، على اهتمامهم بالمعهد، وكذلك فريق عمل المعهد من كليات الزراعة والصيدلة والعلوم.