الجمعة 27 سبتمبر 2024

جبران خليل جبران.. ذكرى ميلاد الفيلسوف

فن6-1-2021 | 13:55

يوافق اليوم 6 يناير ذكرى ميلاد الفنان الشامل، الفيلسوف السابق لعصره، الكاتب الناضج، والشاعر العظيم جبران خليل جبران، وهو شاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسام، فنان تشكيلي ونحات، ويعتبر من رموز ذروة وازدهار عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري. 
ولد جبران خليل في مثل هذا اليوم من عام 1883، في بلدة بشري شمال لبنان، لعائلة مسيحية مارونية فقيرة جداً، حيث كانت والدته وأسمها "كاميلا" في الثلاثين من عمرها عندما أنجبته وكان والده خليل هو الزوج الثالث لها. 
لم يستطع جبران خليل أن يتلق التعليم الرسمي في طفولته ربما نظراً لفقر أسرته ولكن عوضاً عن ذلك علمه الأب جرمانوس قسيس الكنيسة الكتاب المقدس وساعده على تعلم الكتابة والقراءة الطبيب والشاعر سليم الضاهر. 
والد جبران كان يعمل بائع وقد أضاع كل مايملك على القمار وأصبح مديوماً بشكل يائس، حتى ذات يوم تم اتهامه بالفساد المالي وألقي القبض عليه وتم الحجز على كل ممتلكاته البسيطة الباقية. 
لم يكن أمام عائلة جبران سوى الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية تاركه ورائها خيبتهم في والدهم المسجون، حتى حين خرج من السجن لم بعيروه اهتمام بسبب ضيقهم من تصرفاته، ف عملت الأم في مشغل للخياطة وافتتح أخيه الأكبر متجر صغير، وفي ذلك الوقت ألتحق جبران بمدرسة في أمريكا عام 1895 وقد درس في فصل خاص بالمهاجرين ليتم التركبز على تنمبة لغته الإنجليزية بإعتباره عربياً، وفي نفس الوقت بدأ جبران بارتياد مدرسة فنون القريبة حيث نمّت مواهبه الفنية، وتعرف جبران على فريد هولاند داي المصور الفوتوغرافي الذي شجع جبران ودعمه في مساعيه الإبداعية. 
برع جبران أنذاك غي الرسم حتى إنه بدأ بتزيين الكتب ورسم صور شخصية للأصدقاء والأساتذة وقد قدمه هولاند لإصدقائه ومعارفه، واستخدمت رسمه من لوحاته كغلاف لكتاب عام 1898، وقتها لاحظت والدته أنه بدأ ينجذب إلى الثقافة الغربية قرروا إرساله إلى لبنان حيث سيكون بإمكانه أن يتعلم عن تراثه الشرقي. 
وبالفعل في سن الخامسة عشر رجع جبران إلي بيروت وألتحق بمدرسة إعدادية مارونية وبعدها بالمعهد العالي هناك و أنذاك أسس مجلة أدبية طلابية مع زميل دراسة، ثم انتخب شاعر الكلية، كان يقضي العطلة الصيفية في بلدته بشرّي، متجاهل لأي صدفه تجمعه بوالده الذي كان يسخر من مواهبه وتمثل ملجأه أنذاك في معلمه وصديق طفوله سليم الضاهر. 
عاد جبران لبوسطن مرة اخرى في عام 1902 وشهد هذا العام والعام الذي يليه مأساة الفقد بالنسبة لجبران، حيث ماتت أخته في الرابعة عشر من عمرها ولحق بها أخيه الأكبر، ثم والدته متأثره بمرض السرطان، وبقيت ماريانا أخته تعمل في مشغل للخياطة. 
ألتحق جبران في عام 1908 وحتى 1910 بأكاديمية جوليان في باريس لدراسة الفنون لبراعته في الرسم واللوحات الملونه بالالوان المائية، وقد اقام معرضه الأول وكان عمره أنذاك 21 عاماً وكان هذا المعرض سبب معرفته بإليزابيث هاسكل وكانت تعمل مديرة واستمرت علاقتهما حتى وفاة جبران وكانت داعم قوي له وأنفقت الكثير من الأموال في سبيل إنتاج وتحرير أعماله، وقد قيل عن علاقتهما الكثير ولكنهما لم يتزوجا أبداً وحتى ان أليزابيث تزوجت من أخر ولكن ظلت على علاقة بجبران تدعمه مادياً ومعنوياً وبكل علاقاتها، وعلى الرغم من كل شيئ فقد ظلت أليزابيث هي المعشوقة الفريدة والنادرة لجبران خليل جبران. 
و في عام 1913 نشر جبران خليل روايته "الأجنحة المتكسرة" والتي كانت شرارة تعارفه بالأديبة المعروفة مي زياده وظلا يتراسلا حتى وفاته ولم يرا بعضهما أبداً ولكن كانت مي دائماً تبدي رأيها في أعماله ونشأت بينهما علاقة صداقة وود وحب وقد نُشرت حوالي 37 رسالة حب فريدة. 
أسس جبران خليل في نيويورك الرابطة القلمية أو رابطة شعراء المهجر وهم مجموعة من شعراء لبنان الذين هاجروا في نفس توقيت هجرة جبران ومنهم إيليا أبو ماضي، أمين الريحاني وميخائيل نعيمة، وكانت هذه الرابطة لتجديد الأدب العربي. 
أمتلك جبران خليل جبران اتجاهين في كتاباته، الاتجاة الاول حبه للحياة وتأمله فيها، والثاني ثورته وتمرده على عقائد الدين وقد أعطى تفاع جبران أهنية كبيرة لقضايا عصره، من أهمها مثلاً التبعية العربية للدولة العثمانية والتي حاربها في كتبه ورسائله، ونظراً لكونه مسيحي فقد حرص على تفسير عداوته للدولة العثمانية بأنها ليست محاربة للإسلام لكنها حرب ضد تسيس الدين وفي ذلك الأمر قال "أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام". 
كان كتاب "المجنون" هو أول كتب جبران الإنجليزية، تبعه كتابه الأشهر على الإطلاق وهو كتاب النبي عام 1923: وهو عبارة عن مجموعة من مقالات شعرية فلسفية روحية ملهمة، ترجم لعشرات اللغات وبيع منها عشرات الملايين من النسخ منذ الثلاثينيات. 
ومن أعماله الأدبية بشكل عام، الأجنحة المتكسرة، دمعه وابتسامة، الأرواح المتمردة، العواصف، وألهة الأرض. 
وأما عن إنتاجه الفني فقد رسم ما يزيد عن 700 لوحة منها لوحات تأملية ولوحات لصور أصدقائه. 


وقد توفي جبران خليل جبران في 10 أبريل عام1931 عن عمر ناهز ال48 عاماً، ودفن في مدينة بُشرى بناء على وصيته.