تناولت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الجلسة المرتقبة لمجلسي الكونجرس اليوم /الأربعاء/ للتصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بأصوات المجمع الانتخابي، ولفتت إلى أنه من المتوقع لتلك الجلسة أن تمتد حتى وقت متأخر من الليل، حيث يخطط الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وحلفاؤه لتحويلها إلى محاولة أخيرة لتقويض النتائج.
وذكرت الصحيفة -في تقرير أوردته في نسختها الإلكترونية- أن الأغلبية الجمهورية والديمقراطية في المجلسين (النواب والشيوخ) مستعدة للاجتماع حتى وقت متأخر من الليل للرد على الطعون والمصادقة على فوز بايدن، وقالت "لكن من خلال استخدام ما هو في العادة إجراء احتفالي ليكون ساحة لمحاولة تقويض انتخابات ديمقراطية، فإن ترامب وحلفاءه يذهبون إلى حيث لم يذهب أي حزب منذ عصر إعادة الإعمار في القرن التاسع عشر، عندما قام الكونجرس بالمساومة على الرئاسة، الأمر الذي قد تكون له تداعيات كبيرة على العمليات الانتخابية المستقبلية وعلى الحزب الجمهوري".
وأشار التقرير إلى أن ما لا يقل عن أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ وهم: تيد كروز من تكساس، وجوش هاولي من ميزوري، وكيلي لوفلر من جورجيا، وتومي توبرفيل من ألاباما، وافقوا على الانضمام إلى الجمهوريين في مجلس النواب للطعن على نتائج ثلاث ولايات رئيسية فاز بها بايدن وهي أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا. وكان أعضاء الشيوخ لا يزالون يفكرون فيما إذا كانوا سينضمون إلى النواب في طعن مماثل في نتائج ميتشيجان ونيفادا وويسكونسن.
وأوضحت الصحيفة أنه "في كل حالة، ستجبر طعونهم مجلس النواب ومجلس الشيوخ على مناقشة مزاعم ترامب التي لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات لمدة تصل إلى ساعتين، ثم التصويت إما بقبول أو برفض النتائج التي اعتمدتها الولاية"، وأن العملية عادةً ما تتضمن إجراءات ورقية تستغرق أقل من ساعة، ما قد يجعلها تستغرق ما بين تسع إلى 24 ساعة، بدءًا من الساعة 1 ظهرًا بالتوقيت المحلي.
وقالت الصحيفة "حتى قبل أن تبدأ (جلسة الكونجرس المرتقبة)، كانت الجلسة بالفعل تدق إسفينا حادا في الحزب الجمهوري يهدد بإلحاق ضرر دائم بتماسكه، حيث قرر المشرعون الاختيار: إما أن يكونوا مع ترامب أو مع الدستور، وفقا للتقرير الذي لفت إلى أن كبار قادة الحزب في مجلسي النواب والشيوخ بدوا متجهين نحو انقسام كبير".
ولفتت إلى أنه في حين كان من المتوقع ألا يصوت سوى ما يقرب من عشرة أو نحو ذلك من أعضاء مجلس الشيوخ برفض نتائج الولايات الرئيسية، يمكن أن ينضم إلى هذا المسعى ما يصل إلى 70 % من الجمهوريين في مجلس النواب، مما يشجع الاعتقاد الخطير الموجود لدى عشرات الملايين من الناخبين بأن بايدن انتخب بطريقة غير شرعية.
وسيترأس المسألة بأكملها نائب الرئيس مايك بنس، الذي يملي عليه القانون والتقاليد أن يعلن في النهاية أن بايدن هو الفائز، والذي قالت الصحيفة إن ترامب يضغط عليه ليرفض نتائج ولايات المعركة الرئيسة التي خسرها ترامب، وإن هذا الطلب يعني أن بنس أيضًا يجب أن يختار بين الدستور وولائه لترامب، ويمكن للإجابة على هذا السؤال أن تشكل مستقبله السياسي.