أجازت بروكسل الأربعاء استعمال لقاح ثان للوقاية من كوفيد-19 من صنع مختبر موديرنا، ما يعطي زخما لحملات التطعيم في الاتحاد الأوروبي التي اُعتبرت بطيئة في وقت يتصاعد تفشي الفيروس لاسيما في إنكلترا حيث فرض إغلاق جديد.
ويبدو أن عدد الوفيات حول العالم استقر منذ أكثر من شهر في أعلى مستوى له منذ ظهور كوفيد-19، وسجلت حصيلة وفيات قياسية جديدة خلال 24 ساعة بلغت 15769 وفاة وفق تعداد لفرانس برس الأربعاء.
عقب ترخيصها استعمال لقاح مختبري فايزر الأميركي وبايونتيك الألماني في 21 كانون الأول/ديسمبر، منحت الوكالة الأوروبية للأدوية الضوء الأخضر لاستعمال لقاح مختبر موديرنا، وهو قرار حظي بتأييد بروكسل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إنه "مع لقاح موديرنا، الثاني الذي صار مرخصا في الاتحاد الأوروبي، لدينا 160 مليون جرعة إضافية" تضاف إلى 300 مليون جرعة طُلبت بالفعل من فايزر-بايونتيك.
وبدأ التطعيم في الاتحاد الأوروبي في 27 ديسمبر بوتيرة بطيئة، ما أثار انتقادات متزايدة للتأخر مقارنة ببعض الدول الأخرى على غرار الولايات المتحدة حيث يستعمل أيضا لقاح موديرنا، وإسرائيل والمملكة المتحدة اللتين تجريان حملتي تطعيم يستعمل فيهما أيضا لقاح مختبر أسترازينيكا البريطاني.
وصارت هولندا الأربعاء آخر بلد في الاتحاد الأوروبي يطلق حملة التلقيح.
قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء إن إنكلترا بدأت "سباقا" من أجل "تطعيم الأشخاص المعرضين للخطر بشكل أسرع حتى تتم وقايتهم من الفيروس".
وجرى حتى الآن تطعيم أكثر من 1,3 مليون شخص من المعرضين للخطر والعاملين في قطاع الصحة في المملكة المتحدة، والهدف هو تحصين جميع من يتجاوز سنهم 70 عاما والعاملين في قطاع الصحة، أي نحو 14 مليون شخص، بحلول منتصف فبراير.
وسيتم ذلك عبر إجراء تطعيم مكثف حتى يتسنى رفع الحجر تدريجا في إنكلترا التي فرض فيها الأربعاء إغلاق ثالث طويل ومشدد.
وشدد جونسون على أنه "لا يوجد لدينا خيار آخر"، في وقت سجلت المملكة المتحدة الأربعاء 1041 وفاة جراء الفيروس. وهذه المرة الأولى منذ أبريل تتجاوز فيها الوفيات اليومية عتبة الألف.
بذلك ارتفع عدد الوفيات نتيجة الفيروس في المملكة المتحدة إلى 77346 وفاة، وفق وزارة الصحة.
وينسب هذا الارتفاع في عدد الإصابات إلى فيروس كورونا المتحور الذي تعتبر عدواه أقوى، ما يثير خشية من تزايد عدد حالات الاستشفاء في المؤسسات الصحية التي توشك على بلوغ أقصى طاقتها الاستيعابية.
وتعيش أسكتلندا أيضا في ظل إغلاق شامل منذ الثلاثاء، كما فرضت إيرلندا الشمالية وويلز سابقا إغلاقا ثالثا يستمر بعد عيد الميلاد.
وشددت إيرلندا الأربعاء الحجر الذي فرضته بعد عيد الميلاد، وذلك بسبب "تسونامي" إصابات، وفق عبارة رئيس الوزراء مايكل مارتن، وأغلقت مدارسها حتى نهاية الشهر.
والوضع مقلق أيضا في جنوب أوروبا، إذ سجلت البرتغال الأربعاء عدد إصابات قياسيا بلغ 10 آلاف إصابة خلال 24 ساعة. ودخل الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوسا في حجر إثر مخالطته مصابا بالفيروس، ويأتي ذلك قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي يعتبر صاحب أوفر حظوظ في الفوز فيها.
ويتأزم الوضع الوبائي في الولايات المتحدة كذلك، إذ سجلت مساء الثلاثاء حصيلة قياسية جديدة خلال 24 ساعة بلغت 3930 وفاة، وفق أرقام جامعة جونز هوبكنز، إضافة إلى 250 ألف إصابة جديدة.
ووصل الأمر في أجهزة الطوارئ في لوس أنجليس إلى اعتماد تقسيم الأكسجين والأسرة، كما دُعي المسعفون إلى عدم نقل بعض المصابين بسكتة قلبية ممن لهم فرص نجاة شبه معدومة إلى المستشفيات.
قاد تزايد الإصابات دولا أخرى إلى تمديد القيود، على غرار ألمانيا والدنمارك التي ستغلق حدودها أمام المقيمين في جنوب إفريقيا بسبب رصد نسخة من فيروس كورونا المتحور هناك.
في لبنان، سجلت الأربعاء 4166 إصابة جديدة بكوفيد-19 وهو عدد قياسي يومي منذ بدء انتشار هذه الجائحة في البلد الذي باتت فيه المستشفيات شبه عاجزة عن استقبال المرضى.
وقالت وزارة لصحة اللبنانية إن 4166 حالة جديدة فضلا عن 21 وفاة، سجلت لأربعاء ما يرفع الحصيلة الرسمية إلى حوالى 200 ألف إصابة منذ فبراير 2020 أسفرت عن 1537 وفاة في هذا البلد البالغ عدد سكانه نحو ستة ملايين نسمة من بينهم 2,5 مليون لاجئ تقريبا.
ومنح المغرب الأربعاء "ترخيصا طارئا موقتا" لاستعمال لقاح مختبر أسترازينيكا البريطاني وجامعة أكسفورد، وفق ما جاء في وثيقة لوزارة الصحة نشرتها الصحافة المغربية.
ولم يعلن بعد عن موعد بدء حملة التطعيم التي تهدف إلى تحصين نحو 25 مليون راشد مجانا.
والترخيص الذي منح للقاح أسترازينيكا-أكسفورد، المروج تجاريا باسم "كوفيدشيلد"، يمتد 12 شهرا.
وكانت السلطات المغربية قد أعلنت قبل أكثر قليلا من أسبوع أنها طلبت 65 مليون جرعة من لقاحي أسترازينيكا البريطاني وسينوفارم الصيني، وأشارت إلى أن الإعداد للتطعيم "متقدم جدا".
وسجلت في الإجمال 1,869,674 وفاة على الأقل من بين 86,365,637 إصابة في العالم منذ إعلان مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019.
في الأسبوع المنقضي، أحصت ستّ دول أكثر من نصف الوفيات العالمية. وهي الولايات المتحدة (19149 وفاة، بمعدل 2736 وفاة يومية) والبرازيل (5051، بمعدل 722 وفاة يومية) والمكسيك (4977، بمعدل 677 وفاة يومية) وألمانيا (4540، بمعدل 649 وفاة يومية) وروسيا (3679، بمعدل 526 وفاة يومية).
واجهت مهمة لبعثة خبراء منظمة الصحة العالمية إلى الصين للتحقيق في مصدر فيروس كورونا المستجد حالة من الإرباك الأربعاء بعدما رفضت بكين السماح للفريق بدخول أراضيها في اللحظة الأخيرة رغم أشهر من المفاوضات الشاقة.
وكان من المتوقع أن يصل عشرة خبراء إلى الصين هذا الأسبوع، في مهمة مسيسة وبالغة الحساسية لمعرفة كيف انتقل الفيروس من الحيوان إلى البشر.
وقالت بكين الأربعاء إن المفاوضات متواصلة مع منظمة الصحة العالمية حول "الموعد الدقيق وشروط زيارة مجموعة الخبراء".