الخميس 23 مايو 2024

أمريكا على شفا الهاوية.. أنصار ترامب يعطلون جلسة تأييد فوز بايدن ويقتحمون الكونجرس

تحقيقات6-1-2021 | 22:28

وصلت مرحلة التراشق بين الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دولاند ترامب، وجو بادين الرئيس الجديد المنتخب إلى طريق مسدود وتأزم في تسليم السلطة التي يترقبها العالم خلال أيام، وصلت إلى تعطيل جلسة تصويت الكونجرس على نجاح جو بايدن.

وعقب تهديد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، بتعرض الولايات المتحدة للدمار في حالة عدم فوزه بالانتخابات، اقتحم أنصاره مبنى الكونجرس وتعطيل التصويت على نتائج الانتخابات.

وطالب ترامب أنصار بالزحف نحو مبنى الكونجرس، قائلا في كلمته أمام أنصاره بواشنطن: «يجب أن نقوم بتصويب الأمور لتفادي دمار الولايات المتحدة»، مضيفا: «الديمقراطيون قاموا بتزوير الانتخابات».

وتابع: «الديمقراطيون عكفوا منذ سنوات على تزوير الانتخابات، وتم استخدام جائحة كورونا حجة لسرقة الانتخابات».

وأضاف: «انتخابات دول العالم الثالث أكثر عدالة من الانتخابات التي شهدتها بلادنا هذا العام، والكثيرون في الحزب الجمهوري تنقصهم الشجاعة».

وتابع: «نأمل من بنس أن يفعل الشيئ الصحيح ويعيد الموضوع إلى الولايات لإعادة التصديق وسأكون رئيسا وستكونون أسعد الناس».

فيما أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن الشرطة تستعمل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين اقتحموا عددًا من مباني الكونجرس.

وقالت وكالة «رويترز» مساء اليوم الأربعاء، إن محتجين مؤيدين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب اخترقوا الحواجز الأمنية المحيطة بمبنى الكابيتول واعتلوا منصة وضعت من أجل تنصيب جو بايدن.

وأضافت الوكالة أنه قد تم إغلاق مبنى الكونغرس مع تجمع أنصار ترامب خارجه أثناء جلسة بحث التصديق على فوز بايدن.

وأفادت «رويترز» بأن مجلس الشيوخ الأمريكي توقف عن العمل فجأة أثناء مناقشة نتائج المجمع الانتخابي، فيما أشارت شرطة الكابيتول إلى اختراق مبنى الكابيتول وإغلاقه في كل من الغرفتين.

وكانت قناة «NBC News» الأمريكية قد أفادت بأن مناصري الرئيس دونالد ترامب اشتبكوا مع عناصر الشرطة خلال محاولتهم اقتحام مبنى الكابيتول، حيث تعقد جلسة للتصديق على نتائج الانتخابات.

وتجمع عشرات الآلاف من أنصار ترامب في محيط البيت الأبيض بمظاهرة حاشدة، مطالبين بمراجعة نتائج انتخابات الرئاسة التي فاز فيها المرشح الديمقراطي جو بايدن.

واحتشد المتظاهرون في «مسيرة إنقاذ أمريكا» في حديقة «إيليبس» جنوبي البيت الأبيض في انتظار ترامب الذي من المقرر أن يلقي كلمة فيهم.

وبعد ذلك، توجه المحتجون إلى مبنى الكونغرس بالتزامن مع عقد مجلسي النواب والشيوخ جلسة مشتركة للمصادقة على نتائج التصويت في انتخابات الرئاسة.

وكان ترامب، قد قال في وقت سابق، في تغريدة على تويتر: "التجمع الاحتجاجي في واشنطن سيقام يوم 6 يناير في تمام الساعة 11 صباحا.. اوقفوا السرقة".

وأضاف ترامب في تغريدة أخرى: "سنقدم كمية هائلة من الأدلة يوم السادس من يناير.. لقد فزنا".

وليست تلك المرة الأولى التي يدعو فيها ترامب مؤيديه للتظاهر في 6 يناير، حيث سبق له توجيه الدعوة نفسها الثلاثاء قبل الماضي، في محاولة أخيرة للضغط على الكونجرس من أجل عدم المصادقة على فوز بايدن.

ومن خلال حسابه على تويتر، نشر ترامب الكثير من التغريدات خلال الأيام الماضية يحرض فيها أنصاره على الاحتشاد في واشنطن أثناء جلسة التصديق على نتائج الانتخابات، وحض ترامب في تغريدتين في نهاية الأسبوع الماضي أنصاره على المشاركة في التجمع، واصفا الانتخابات بأنها "أكبر عملية احتيال في تاريخ أمتنا".

وبحسب قناة "سكاي نيوز"، تثير الدعوة للتجمع مخاوف من أعمال عنف جديدة بعد التظاهرة السابقة المؤيدة لترامب التي شاركت فيها مجموعة "براود بويز" في 12 ديسمبر، عندما تعرض خلالها العديد من الأشخاص للطعن، وأوقف فيها عشرات الأشخاص.

ويأمل ترامب، على ما يبدو، أن يتمكن المتظاهرون من الضغط على الكونجرس لرفض "الفرز الأخير" لأصوات الهيئة الناخبة للولايات، وقلب نتيجة خسارته الانتخابية.

وأعلنت جماعة "أوقفوا سرقة" (الأصوات) على الإنترنت: "نحن الشعب علينا النزول إلى باحة الكابيتول الأمريكي والقول للكونجرس لا تصادقوا" على النتيجة.

وفي الجلسة المشتركة لمجلس النواب ومجلس الشيوخ، سيقوم بنس بقراءة الوثائق الرسمية التي تعلن عدد أصوات الهيئات الناخبة من كل ولاية، ومن ثم يعلن الفائز.

ويفترض أن تكون هذه العملية، كما جرت دائما تقريبا، إجراء شكليا.

ونال الديمقراطي بايدن 306 من أصوات أعضاء المجمع الانتخابي، فيما حصل ترامب على 232 صوتا فقط.

وخسرت حملة ترامب عشرات الطعون القانونية في الكثير من الولايات التي تم التشكيك بنتائجها، واعتبر قاض، تلو الآخر، أنها لا تظهر أي دليل على تزوير يعتد به.

لكن الجلسة يمكن أن تتأخر في حال قدم مشرعون من المجلسين اعتراضات رسمية على أي من تقارير الولايات.

ويضغط ترامب وأنصاره على بنس كي يرفض، بشكل أحادي، عددا من وثائق الهيئات الناخبة في ولايات مؤيدة لبايدن، وهي صلاحية يقول خبراء قانون إن بنس لا يحظى بها.

وفي المقابل غازل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الجمهوريين لرأب الصدع، قائلا إن هناك "جمهوريين محترمين حقًا" على استعداد للانفصال عن دعمهم لترامب، حيث شدد على ضرورة توحيد البلاد بمجرد توليه منصبه.

وقال بايدن، في مقابلة إذاعية: "هناك عدد كافٍ من الجمهوريين المحترمين حقًا، وترونهم يتقدمون الآن في مجلس الشيوخ الأمريكي، والذين لا يريدون أن يكونوا جزءًا من حزب ترامب الجمهوري هذا"، وأضاف إنه يرى "بداية غامضة" للوحدة الوطنية وشدد على ضرورة أن تتحد البلاد، قائلاً إن الجمهور الأمريكي يريد أن يعمل المسؤولون المنتخبون عبر الخطوط الحزبية لإنجاز الأمور.

جاءت تصريحات بايدن في الوقت الذي عارض فيه عدد متزايد من الجمهوريين جهود بعض زملائهم للاعتراض على نتائج الهيئة الانتخابية خلال جلسة مشتركة للكونجرس يوم الأربعاء، ولا يزال من المتوقع أن يثير العشرات من المشرعين، بما في ذلك أكثر من عشرة أعضاء في مجلس الشيوخ، اعتراضات على التصويت.

وانتقد بايدن الجمهوريين من جورجيا ديفيد بيرديو - الذي انتهت فترة ولايته في مجلس الشيوخ الأحد - والسناتور كيلي لوفلر، وكلاهما في جولات الإعادة عالية المخاطر لمقاعدهما يوم الثلاثاء، واتهمهما بالولاء لترامب و "ليس لشعب جورجيا".