أظهرت 8 صور التقطتها الأقمار الصناعية لمناطق النزاع في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، أن القتال في المنطقة المتنازع عليها لم يتوقف، حتى يوم أمس الجمعة، وذلك نقيضا لتقارير رسمية صدرت عن حكومة أديس أبابا.
وأظهرت الصور دمارا لحق بمنشآت الأمم المتحدة ومنشآت صحية وتعليمية ومنازل في مخيمين يأويان لاجئين إريتريين في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، ما يدحض التقارير الحكومية بأن الصراع في الإقليم المنشق انتهى بشكل كبير.
والصور الثماني التي التقطتها شركة ”بلانت لابس“ الأمريكية، هي لمخيمي هيتساتس وشيميلبا. وكان المخيمان يستضيفان نحو 25 ألفا و8000 لاجئ، على التوالي، قبل اندلاع الصراع في الإقليم، قبل شهرين، بحسب بيانات مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين.
ونقلت وكالة بلومبيرج الأمريكية عن إسحاق بيكر، المحلل الأمني قوله، إن ”صور الأقمار الصناعية الأخيرة تشير إلى أن مباني المخيمين يتم استهدافها عن قصد، وإن الحرائق الممنهجة والواسعة النطاق، مقصودة لمنع استخدام المخيمين".
وفي ظل غياب الصحافة ووكالات الأنباء، فإن صور الأقمار الصناعية تشكل جزءا أساسيا من عمليات التوثيق لما وصف بـ "المذبحة" التي بدأ تنفيذها، في مطلع نوفمبر الماضي، بعد إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الحرب ضد جماعة منشقة في منطقة تيجراي، التي كانت تهيمن على السياسة الإثيوبية قبل وصول أبي إلى السلطة.
وكانت الحكومة الإثيوبية قد أعلنت النصر على المنشقين، في نوفمبر الماضي، بعد أن استولت القوات الفيدرالية على العاصمة الإقليمية ميكيلي، وتحدث أبي، آنذاك، عن الحاجة إلى إعادة البناء وإعادة الحياة الطبيعية إلى تيجراي.
وفي مخيم شيميلبا، تظهر الصور الفضائية أرضا محروقة جراء هجمات وقعت على ما يبدو في يناير الحالي.
كما تم إحراق منشأة تخزين تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، ومدرسة ثانوية تديرها لجنة كنيسة التنمية والمساعدات.
ووفقا لتحليل ”شبكة ديكس أوبن“، فإن الصور تظهر منشأة صحية تديرها الوكالة الإثيوبية لشؤون اللاجئين بجوار مجمع برنامج الأغذية العالمي، وقد تعرضت للهجوم مرتين هذا الأسبوع، آخرهما يوم أمس الجمعة.
وفي مخيم هيتساتس كان هناك ما لا يقل عن 14 مبنى محترقا، وتضرر أو دمر 55 مبنى آخر يوم الخامس من يناير، كما سُجلت صور حرائق جديدة، يوم أمس الجمعة.
وتورطت القوات الإريترية في القتال، وهي متهمة بنهب مؤسسات تجارية واختطاف لاجئين، حسبما قال عمال إغاثة ودبلوماسيون بإيجاز عن الوضع. ونفت حكومتا أديس أبابا وأسمرة تورط قوات إريترية في الصراع.
وتقول الأمم المتحدة إن القتال لا يزال مندلعا في العديد من مناطق تيجراي، خلال الشهرين الماضيين. ولا يزال دخول المنطقة ممنوعا على الصحفيين والمحللين المستقلين؛ ما يجعل من الصعب التحقق من الأحداث.