اعتبر مراقبون، أن أزمة وباء كورونا دفعت الشركات الناشئة
إلى المقدمة بفضل التجارة الإلكترونية والعمل عن بعد بما يوفر الأيدي العاملة، ويساهم
في رواج أعملها بسبب زيادة أزمة الجائحة.
وأصبحت الشركات الناشئة أكبر الفائزين في 2020، خاصة في
قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي يعد الأسرع نموا في مصر خلال العام
المالي 2020/2019 بنسبة 15.2%، مع تحقيق 108 مليارات جنيه مقارنة بـ 93.5 مليار
جنيه في العام المالي السابق، وفقا لبيان وزارة الاتصالات.
وبلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي لمصر نحو
4.4%، مقارنة بـ 3.8% في 2019/2018. وارتفعت الاستثمارات في مجال الاتصالات خلال
العام بنسبة 35% لتصل إلى 48.1 مليار جنيه من 35.4 مليار جنيه، فيما زادت صادرات
القطاع بنسبة 13% لتبلغ 4.1 مليار جنيه من 3.6 مليار جنيه.
وجمعت الشركات الناشئة تمويلات خلال 2020 أكثر من العام
السابق، وقد يكون السبب وراء ذلك "كوفيد-19"، فقد يكون قطاع الشركات
الناشئة هو الوحيد المستفيد من العام الذي يوشك على الانتهاء، وذلك بفضل التحول
السريع نحو التجارة الإلكترونية والشمول المالي.
مراكز متقدمة
قالت الدكتورة بسنت فهمي، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس
النواب، إن سبب نجاح الشركات الناشئة في عام 2020، كونها من أكبر الفائزين، اعتمادها
بشكل أساسي على التجارة الإلكترونية، والنسبة الأكبر من العاملين بها من الشباب
الناشئ، فضًلا عن عدم احتياجها إلى تكاليف كثيرة.
وأضافت "فهمي" في تصريحات خاصة لـ "الهلال
اليوم" إلى أن الشركات القديمة والتقليدية تعاني بشكل كبير لأنها تحتاج إلى
الكثير من التكاليف لدفع مرتبات العاملين، وفواتير الكهرباء، أما الشركات الناشئة
تعتمد على التجارة الأون لاين، التي يمكن القيام بها من أي مكان، دون الحاجة إلى
الذهاب لمقر الشركة، فهي ليس لديها التزامات مالية ثابتة تعيقها عن العمل وتحقيق
الأرباح.
وأشارت عضو مجلس النواب، أن فيروس كورونا كان له دور رئيسي
في جعل الشركات الناشئة من أكبر الفائزين في عام 2020، فعندما قللت الدولة من
أعداد العاملين في الجهات الحكومية، وأصبح الناس يقضون وقتًا كبيرًا في منازلهم،
اتجه الناس بشكل كبير إلى الشراء من خلال المواقع الإلكترونية، وبطاقات الدفع
الإلكتروني، والتسوق عبر الإنترنت.
وأكدت أن التكنولوجيا هي التي ستتحكم في العالم خلال الفترة
المقبلة، مما سيسهم بدوره في نجاح الشركات الناشئة بشكل أكبر، فكل شيء أصبح متاحًا
من خلال الإنترنت، فقد أصبح هناك الدفع الإلكتروني، وتجديد رخصة السيارة من خلال
الإنترنت، مشيرًة إلى أن البيع والشراء أصبح بشكل إلكتروني، فقد بدأت الدولة في
ترسيخ فكرة المحفظة الإلكترونية، لبائعين الخضراوات والفاكهة، والمقاهي، وغيرها.
ولفتت إلى أن الشركات الناشئة تسهم في خلق فرص عمل للكثير
من الشباب، الذين أصبحوا يعتمدون بشكل أساسي على الإنترنت، ويتصفحون المواقع
الإلكترونية دائمًا، مؤكدًة أن تحويل الدولة بشكل كامل إلى الاعتماد على الأنظمة
الإلكترونية سيحتاج إلى وقت طويل، ولكنه هو المستقبل المقبل.
التجارة الإلكترونية
ومن جانبها، قالت ثريا الشيخ، عضو لجنة الشئون الاقتصادية
بمجلس النواب، إن الإدارة الجيدة، والإخلاص في العمل، والضمير الحي، أسباب أساسية
في نجاح الشركات الناشئة خلال عام 2020، مشيرًة إلى أن الإدارة الإلكترونية أدت
إلى ظهور هذه الشركات على الساحة بقوة.
وأضافت "الشيخ" في تصريحات خاصة لـ "الهلال
اليوم" أن فيروس كورونا أثر بشكل إيجابي على نجاح الشركات الناشئة، التي
استطاعت أن استغلال الأزمة بشكل كبير، فلولا العمل الإلكتروني والميكنة الحديثة،
لم تكن الدولة لتتمكن من استكمال عملها، لكن الشركات التي تعتمد بشكل كلي على
الموظفين، وضرورة التواجد في المقر، فشلت في مواكبة أزمة فيروس كورونا.
وأكدت أن الفترة المقبلة سوف تعتمد بشكل أساسي على الأنظمة
الإلكترونية والتحول الرقمي نحو الميكنة الإلكترونية، مشيرًة إلى أنه يجب على الدولة
أن تفكر خلال هذه الفترة بعمل دورات تدريبية لمن لا يجيدون التعامل مع الإنترنت،
ولديهم أمية إلكترونية، لأن كل دول العالم أصبحت تعتمد بشكل أساسي على التجارة
الإلكترونية.
ولفتت عضو مجلس النواب إلى أن الحاجة هي أم الاختراع،
فعندما ظهر فيروس كورونا، تم الاتجاه فورًا إلى الأنظمة الإلكترونية، لأنها كانت
السبيل الوحيد لاستكمال العمل عن بعد، ومواكبة هذه الأزمة العالمية التي ما زال
يواجهها، ولا يوجد موعد محدد لانتهائها.