قال المحلل السياسي
رامي جلال، عضو مجلس الشيوخ، إن كل ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية خلال
الأيام السابقة لم يثبت أي شيء إلا أن الدول الديمقراطية المؤسسية تصحح مسارها
بنفسها بغض النظر عن أي لحظات انحراف قد تمر بها.
وأضاف جلال في
تصريحات له، أن الرئيس المنتهية ولايته حاول استغلال سلطاته لمرات عديدة لعرقلة
سير الدولة الأمريكية نفسها، لكن ما آلت إليه يؤكد أنه لا شخص أقوى من المؤسسة،
ولا مؤسسة أقوى من الدولة، لذلك تعيد الأوضاع تصحيح نفسها بنفسها بطريقة ذاتية.
وتابع، لم تنفع دونالد ترامب أغلبية حزبه في
مجلس الشيوخ ولا في المحكمة الفيدرالية الأمريكية، ولم يطيعه نائبه، الذي هو رئيس
مجلس الشيوخ، في مساعيه لعرقله جلسة اعتماد نتائج الانتخابات.. كما أن المؤسسة
العسكرية قد لا تسمح له بأية مغامرات مدمرة يكلل بها فوضى أيامه الأخيرة.. أصبح
رئيس أكبر دولة في العالم -بطة عرجاء- يدعو الله ألا تتم إقالته قبل يوم العشرين
من يناير، وألا تتم محاكته بعده.
وقال: الدرس
المستفاد هو أن الديمقراطية ليست هي العملية التي نستخدم فيها صندوقًا شفافًا لنضع
فيه أوراقًا بيضاء يجمعها موظف شريف يسلمها لقاض عادل! هذا هو المشهد الإجرائي
فحسب.. الديمقراطية ليست وسيلة إصلاح لكنها غاية عامة؛ فالمجتمعات لا تستخدم
الديمقراطية لكي تتقدم، بل تتطور أولًا لتصل إلى النمط الديمقراطي الذي يمثل ثقافة
جمعية وسياقًا عامًا ولا يأتي أبدًا من وحي لحظة تاريخية، لكنه تراكم كبير وطريق
طويل تسير فيه الشعوب لفترات طويلة.