إن الحكومة الإسرائيلية ستواجه صعوبة كبيرة في التعايش مع الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جو بايدن، وهذا الأمر بات جليًا، خلال الأسبوع الماضي، حتى لغير الخبراء في السياسة الدولية والأمريكية.
وفي تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نشرته اليوم، على موقعها الإلكتروني، أشارت الصحيفة إلى الصعوبات التي ستواجه حكومة بنيامين نتنياهو للتعايش مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وتتمثل في أن القيم والسياسة الخارجية وإستراتيجية التيار الرئيسي للحزب الديمقراطي وقيادة البيت الأبيض الجديدة هي على طرفي نقيض مع تلك التي تتقبلها إدارة ترامب.
كما أن الحكومة الإسرائيلية يُنظر إليها في الولايات المتحدة، على أنها ضمن معسكر ترامب وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو له تاريخ حافل بالمواجهات مع الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قضى في عهده الرئيس المنتخب جو بايدن ثماني سنوات في منصب نائب الرئيس.
كما عين بايدن بعض كبار المسؤولين في عهد أوباما في المناصب الأكثر نفوذاً في إدارته الجديدة التي تتولى مهام عملها في 20 يناير.
وأضافت الصحيفة أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس أصدر تعليمات، مع اقتراب تولي الإدارة الجديدة لمهماها، لمكتبه والجيش الإسرائيلي بوضع خريطة للقضايا الأمنية والاستراتيجية التي من المرجح أن تكون مثيرة للجدل للإدارة الجديدة.
ويرى صناع القرار الأمني في إسرائيل أن هناك فارقًا جوهريًا بين إدارتي بايدن وترامب في مقاربتهم الأساسية لإدارة وتنفيذ السياسة والاستراتيجية.
وبينما انسحب ترامب من الاتفاقية النووية مع طهران وأعاد فرض العقوبات على صادرات النفط الإيرانية، أعلن بايدن وفريقه رسميًا أنه إذا عادت طهران إلى الالتزام بشروط الاتفاق النووي، فسترد الولايات المتحدة بالمثل.
وهذا يعني أنه سيتم رفع العقوبات القاسية التي دمرت الاقتصاد الإيراني، وستتمكن من العودة إلى تصدير النفط مقابل النقد.
في المقابل، يعتزم بايدن الدخول في مفاوضات مع إيران بشأن تعديل البنود الإشكالية في الاتفاق النووي الأصلي، والقيود المفروضة على برنامج الصواريخ الباليستية وإنهاء تدخلاتها الإقليمية، بينما ترى مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، وفقًا للصحيفة، أن العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي ستكون كارثة وستدفع إيران بشكل كبير - في المستقبل القريب - للحصول على أسلحة نووية.
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تعتقد أن المواجهة مع إدارة بايدن منذ البداية لن تكون مفيدة بل قد تضر بالمصالح الإسرائيلية ، كما كان الحال مع أوباما. ومن أجل تجنب مثل هذه المواجهة، أعدت وزارة الدفاع الإسرائيلية سلسلة مفصلة من المقترحات لتسليمها إلى الأمريكيين للمساعدة في المفاوضات مع طهران، على أمل التأثير أيضًا في نتائجها.
يتمثل أحد هذه الاقتراحات المحتملة، وفقًا للصحيفة، في مطالبة إيران بالالتزام بعدم تطوير أو تصنيع صواريخ باليستية وقذائف انسيابية قادرة على حمل رأس نووي، والسماح فقط بتطوير وإنتاج كميات محدودة من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. وتريد مؤسسة الدفاع الإسرائيلية إجراء هذا الحوار الحساس مع إدارة بايدن خلف أبواب مغلقة ودون تسريبات إعلامية.