الأربعاء 29 مايو 2024

حسن يودع أحلام الطفولة ببيع «غزل البنات» لمساعدة والده المريض

تحقيقات12-1-2021 | 21:47

يمشي في الشارع حاملًا في يديه عصا غزل البنات، يحاول أن يجذب المارة للشراء منه، بجسمه الصغير، وصوته المبحوح، ينادي الطفل حسن على بضاعته، فعلى الرغم من عمره الذي لم يتجاوز الحادية عشر عاما، إلا أنه يخرج كل يوم من بيته، في إصرار على مساعدة والديه لتدبر الأموال اللازمة للحياة.


بعد اشتداد المرض على والده، قرر حسن أن يساعده، وعلى الرغم من التحاقه بالمدرسة، إلا أن الصغير بادر أن يتحمل جزءًا بسيطا من المسؤولية، فوالدته تبيع الخضروات، وهو يشعر بأن خروجه كل يوم يمكن أن يساهم في تحسن أحوالهم المادية، بعدما أخذ المرض من صحة والده، وأصبح عاجزا عن العمل.


وعن تجارته البسيطة، قال حسن لـ"الهلال اليوم"، إنه يبيع كيس غزل البنات بجنيه، لافتا إلى أن هناك من يشتريه منه أيضا بنصف جنيه، وهو لا يتردد في تخفيض السعر لهم حتى يجذبهم للشراء، طالما هناك رزق يأتي من عند الله، فالأمور تكون ميسرة بقدر الاستطاعة حتى يمكنه كسب قوت يومه.  


ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها حسن، كونه الابن الثامن بين إخوته، إلا أن الرضا يملأ حياته، فعند سؤاله عن أحلامه، رد بكل عفوية: "مش عايز حاجة غير الناس اللي بتضايقني أنا وأخويا وبيفرضوا علينا فلوس أرضية تبعد عننا"، هذه هي أحلام الطفولة بالنسبة له، لا يطمح في شيء سوى الحياة الهادئة في عمله البسيط.