الأربعاء 12 يونيو 2024

عودة المعارض «اليكسي نافالني» إلي روسيا تشكل معضلة أمام الكرملين

عرب وعالم16-1-2021 | 20:59

تطرح عودة المعارض الروسي اليكسي نافالني المرتقبة غدا الأحد إلى موسكو، وفقاً له، معضلة أمام الكرملين الذي عليه اتخاذ قرار بشأن سجنه فور رجوعه من ألمانيا حيث تلقى علاجاً إثر تسممه المزعوم أو تركه طليقاً.


وبالنسبة للخبراء، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقاء أهون الشرين، إذ إن ترك المعارض حراً يعرضه لخطر الظهور بمظهر الضعف، فيما إدانته بالسجن ستجعل من قضيته محط أنظار العالم أجمع.


وتقول المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا لفرانس برس إنه لا خيار جيدا هنا لكن ينبغي اتخاذ قرار مع ذلك.


وشكّل إعلان أليكسي نافالني نيته العودة إلى روسيا بعد أشهر من التعافي في ألمانيا، مصدر قلق لمنتقديه كما مؤيديه الذين يخشون على سلامته وحريته.


ومهما كان مصير أبرز معارض روسي، إلا أن عودته تشكل تحدياً بالنسبة لفلاديمير بوتين الذي تراجعت شعبيته في السنوات الأخيرة. وهي أن تحدث ظروفاً جديدة قبل الإنتخابات التشريعية المقررة هذا العام.


وتوصلت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى خلاصة مفادها أن المعارض البالغ من العمر 44 عاماً تعرض للتسميم، فيما كان يقوم بجولة انتخابية في سيبيريا، بمادة نوفيتشوك التي جرى تطويرها في حقبة الإتحاد السوفياتي السابق.

وأكّدت هذه الخلاصة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، رغم نفي موسكو.


ويشدد اليكسي نافالني الذي خرج من الغيبوبة في سبتمبر، على أنه كان ضحية محاولة اغتيال من قبل جهاز الأمن الفدرالي الروسي بأمر من فلاديمير بوتين.


ورفضت روسيا فتح تحقيق بما أصاب اليكسي نافالني في سيبيريا لكن السلطات الروسية قامت بالمقابل بإطلاق تحقيق جديد ضده في ديسمبر لإتهامه بصرف 356 مليون روبل (3,9 ملايين يورو) من الهبات لأغراض شخصية.


وأكدت الأجهزة الأمنية الخميس أنها "ملزمة" بتوقيف المعارض لدى عودته، وذلك لخرقه شروط عقوبة السجن مع وقف التنفيذ في عام 2014 لإدانته بإختلاس أموال، وهي تهم رفضها اليكسي نافالني تماماً ويعتبر أن دوافعها سياسية.


ويلحظ المحلل السياسي أنتون أوريخ أن السلطات الروسية لا تريد فعلاً أن يعود اليكسي نافالني، مضيفاً إنهم في حالة هلع الآن.


وتعرض اليكسي نافالني مراراً لملاحقات قضائية وحكم عليه بالسجن لفترات قصيرة.وهو ناشط في مجال مكافحة الفساد وكان قد نظم العديد من المظاهرات التي جرت متابعتها من كثب، فيما تسببت استراتيجياته الإنتخابية بخسارات محرجة عدة للسلطة في استحقاقات محلية.


لكنه لم يتلق أبداً حكماً طويلاً بالسجن. وكان قد حكم عليه عام 2013 بالسجن خمس سنوات بتهمة اختلاس أموال، لكن حكمه خفف إلى السجن مع وقف التنفيذ بعد مظاهرات هائلة.


وترى تاتيانا ستانوفايا أنه، لتفادي سجنه، قد تلجأ السلطات الروسية إلى وسائل تقلّص من نشاطه السياسي، عبر إعلانه على سبيل المثال "عميلاً أجنبياً"، وهو مصطلح مستقى من قانون يمنع الأفراد أو المنظمات من تلقي هبات من دول أخرى.


وقد يختار الكرملين طريقةً أكثر استعجالا مع اقتراب الإنتخابات التشريعية المقررة في الخريف. وتضيف المحللة:"أشعر كأن الكرملين تعب من هذه اللعبة. المواجهة مع اليكسي نافالني متواصلة منذ وقت طويل جداً."


واليكسي نافالني نفسه لا يملك أهلية للترشح بسبب الملاحقات القضائية بحقه، كما أنه مستبعد من وسائل الإعلام الكبرى ولذا فإن شعبيته تتركز في موسكو وبعض المدن الكبرى. كما أن عدداً من حلفائه ممنوعون من الترشح للإنتخابات.


وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" المستقل، ايدت نسبة 20% فقط من الروس تحرك اليكسي نافالني في حين رفضها 50%، أما الباقون فإما لم يسمعوا قط بالمعارض وإما رفضوا الإدلاء بآرائهم.


ويأمل أنصار اليكسي نافالني أن يمنع التركيز الدولي على قضيته منذ تسميمه، السلطات من توقيفه أو سجنه.

 ودعا هؤلاء الروس إلى التوجه إلى مطار فنوكوفو في موسكو الأحد لإستقباله، واستقطب حدث أنشئ على فيسبوك لهذا الغرض نحو ألفي شخص.


وبحسب المحلل السياسي سيرغي ميدفيديف، فإن عودة اليكسي نافالني إلى روسيا خطوة قوية، مهما حدث.


وأضاف في منشور على فيسبوك: "يشكل ذلك استئناف للحياة السياسية الروسية التي كانت مشلولة حتى الآن، بل غير موجودة."