الأحد 24 نوفمبر 2024

عرب وعالم

أليكسي نافالني المعارض الصلب الذي عاند السم والموت

  • 17-1-2021 | 15:55

طباعة

يستعد أليكسي نافالني، المعارض الأبرز لفلاديمير بوتين والمحامي الذي جعل من مكافحة الفساد معركته، للعودة إلى روسيا الأحد ولا يزال مصمماً على تحدي الكرملين وإكمال مسيرته بعد نجاته من عملية تسميم.


وقرر المحامي السابق البالغ من العمر 44 عاماً الذي تعافى منذ أشهر في ألمانيا العودة إلى موسكو الأحد، على الرغم من تهديد سلطات السجون الروسية بتوقيفه والمخاوف على سلامته.


وفي فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، قال نافالني لأنصاره "تعالوا لاستقبالي"، مضيفاً أنه "شفي عملياً" من التسمم الذي أغرقه في غيبوبة.


كانت عودته إلى روسيا أمراً لا يمكن تصوره في آب/أغسطس حين أرسل المعارض المؤثر إلى المستشفى في برلين على متن طائرة طبية.


وأصيب بوعكة صحية خطيرة على متن طائرة في سيبيريا إثر عودته من جولة انتخابية، فنقل إلى مستشفى روسي لمدة 48 ساعة قبل أن يسمح بنقله إلى ألمانيا بعد ضغوط مارسها مقربون منه.


قضى نافالني ثلاثة أسابيع في غيبوبة بسبب ما اعتبرته ثلاثة مختبرات أوروبية تسمماً بغاز الأعصاب نوفيتشوك، وهو مادة سامة تم تطويرها في الاتحاد السوفياتي لأغراض عسكرية.


بعد نجاته من محاولة الاغتيال المفترضة هذه، لم يتأخر نافالني في الرد فنشر تحقيقاً لعدة وسائل إعلام يسلط الضوء على مسؤولية جهاز الامن الفدرالي الروسي في تسميمه وبثّ محادثة هاتفية قال إنه أوقع فيها بأحد عناصر الجهاز الذي يلاحقه منذ سنوات.


ويقرّ الأخير الذي كان يعتقد أنه يتحدث مع أحد مسؤوليه، بالمسألة كاملةً.


ويرى المعارض أن التخطيط لتسميمه جرى بأمر مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين الذي لا يذكر نافالني اسمه اطلاقاً. لكن بوتين ينفي كل تلك الاتهامات.


تم تجاهل نافالني على نطاق واسع في وسائل الإعلام الوطنية ولم يكن ممثلا في البرلمان واعتبر غير مؤهل للترشح لانتخابات بسبب إدانته بالتهرب الضريبي، وهي تهمة يعتبرها سياسية، إلا أنه يبقى الصوت الرئيسي للمعارضة خصوصا منذ اغتيال بوريس نيمتسوف في العام 2015.


ينشط نافالني خصوصاً منذ سنوات ضد الحزب الحاكم "روسيا الموحدة" ويصفه بـ"حزب السارقين والمحتالين".


وتحظى الفيديوهات التي يبثها على قناته في "يوتيوب" التي يتابعها أكثر من أربعة ملايين مشترك، بشعبية كبيرة، كما سجلت تحقيقاته في فساد النخب عشرات ملايين المشاهدات.


ويخضع نافالني وصندوق مكافحة الفساد الذي أنشأه في العام 2012 بانتظام لغرامات وعمليات التفتيش وتهديدات وهجمات.


يؤكد نافالني أن كل تلك التهم والملاحقات ليست سوى انتقام من تنظيمه صيف 2019 حركة احتجاجية أدت إلى نكسة للسلطة في الانتخابات المحلية في موسكو.


وعندما نظمت الانتخابات التشريعية في كانون الاول/ديسمبر 2011 واندلعت حركة احتجاج لا سابق لها في روسيا كان أليكسي نافالني في الصدارة بشكل طبيعي. ولفت الانظار خصوصا لما يتمتع به من شخصية قوية ولهجة شديدة في خطاباته منذ التظاهرات الاولى.


وفي ايلول/سبتمبر 2013 تعزز موقعه كزعيم للمعارضة اثر النتائج التي حققها (27,2 بالمئة من الاصوات) في انتخابات رئاسة بلدية موسكو.


شارك نافالني في بداية نشاطه السياسي في تجمعات ذات ميول عنصرية مثل "المسيرة الروسية". لكنه نأى بنفسه عن هذه الاوساط وأسقط تدريجا الطابع القومي من خطابه.


منذ عام 2013، سجن نافالني الأب لولدين أكثر من مرة لفترات قصيرة وأدين بعدة قضايا، في ملاحقات يندد بها باعتبارها سياسية، وشملت كذلك شقيقه أوليغ الذي سجن العام 2014 لثلاث سنوات ونصف السنة.


وعلى خلفية هذه الملاحقات، فقد نافالني أهليته للترشح للانتخابات حتى عام 2028 لكنه يؤكد أن لا شيء يمكن أن يضعف عزيمته، ولا حتى التهديدات ضد سلامته وسلامة عائلته.


ويقول "أمارس السياسة منذ وقت طويل، يجري توقيفي مراراً  ببساطة أصبح الأمر جزءاً من حياتي"، مضيفاً "أقوم بالعمل الذي أحبه، الناس يدعمونني، لدي الكثير من الأنصار. ما الذي يمكن أن يسعد المرء أكثر من ذلك؟".

    الاكثر قراءة