في الوقت الذي يهدد فيروس كورونا العالم أجمع منذ أكثر من عام ويواصل نشر الرعب في كل الدول بسبب الموجة الثانية من الجائحة وظهور سلالات جديدة، ظهر فيروس جديد لا يقل خطورة عنه وهو فيروس نيباه، الذي يثير المخاوف من ظهور وباء آخر، حيث تكمن خطورة الفيروس في أنه لا يوجد حتى الآن أي علاج أو لقاح يحمى منه، مما قد يتسبب في جائحة جديدة تهدد العالم الذي لم يُشفى بعد من جائحة كورونا.
ويتسبب فيروس نيباه بأعراض شديدة الخطورة قد تصل إلى دخول المريض في غيبوبة خلال 24- 48 ساعة.
بداية ظهور فيروس نيباه
ظهر الفيروس لأول مرة في قرية بماليزيا تسمى "نيباه" عام 1998، وأخذ الفيروس اسمه نسبًة لهذه القرية، وظهر نتيجة حريق الغابات وموجات الجفاف التي أجبرت الخفافيش على الانتقال من موطنها إلى أشجار الفاكهة التي كانت تنمو في المزارع التي تربى بها الخنازير، مما تسبب في إصابة مزارعي الخنازير الذين كانوا على اتصال مباشر بها.
أصيب بسببه أكثر من 300 شخص من بينهم أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم. ثم ظهر الفيروس مرة أخرى في بنجلاديش بين عامي 2001 و2007، ولكن اختلف السبب هذه المرة، فلم تكن الخنازير هي المتسببة في ذلك، حيث تم اكتشاف عدد من المصابين بعد شربهم سوائل ثمار ملوثة كانت الخفافيش الحاملة للفيروس تشرب منها، مما تسبب في إصابتهم. وأصبح انتشار فيروس نيباه بين البشر سببه الأساسي احتكاك البشر مع الخفافيش المصابة أو الخنازير التي تحمله، أو التعامل مع الأشخاص المصابين بالفيروس.
أعراض فيروس نيباه
ومن أهم هذه الأعراض: الحمى، القيء السعال، صعوبة التنفس، والتهاب الحلق مما يقضي في النهاية إلى الموت، بالإضافة إلى أن فترة حضانة الفيروس تصل إلى 45 يومًا مما تتيح له فرصة كبيرة للانتشار. ونتيجة لذلك قامت منظمة الصحة العالمية بوضع فيروس نيباه ضمن مسببات الأمراض العشرة الأولى في قائمة مسببات الأمراض التي يمكن أن تتسبب في جائحة يعاني منها العالم.
تفشي فيروس نيباه في كمبوديا وتايلاند
أوضح فيسنا ديوندج، رئيس وحدة علم الفيروسات بمختبر "إنستيتيوت باستر" للبحث العلمي، إلى أن معدلات الوفيات لفيروس نيباه، الذي خذر العلماء منه، مشيرين إلى أن أعراض الإصابة به مطابقة لأعراض مرض الالتهاب الدماغي الياباني والملاريا، تتراوح بين 40% و75% حسب طبيعة المكان الذي يتفشى به.
كما أشار إلى الكثير من الأماكن في تايلاند وكمبوديا التي تكون بها الحيوانات قريبة من البشر، مثل: الأسواق، المدارس، والمعالم السياحية مثل معبد أنغكور وات، ويعتبر موطن للعديد من الخفافيش، الذي يزوره أكثر من 2.6 مليون زائر سنويًا.
وكشف ديونج عن مصدر آخر قد يتسبب في العدوى، حيث وجد أن سكان كمبوديا وتايلاند يعتمدون على مخلفات الخفافيش كسماد للأراضي، والبعض يقوم ببيعها في المناطق الريفية كمصدر للربح، إلا أن الكثير من جامعي فضلات الخفافيش يغفلون عن مخاطر الفيروسات التي تتسبب بها.
وأشارت الدراسات إلى أن التخلص من الخفافيش ليس هو الحل، حيث أن الفيروسات التي تتسبب بها الخفافيش تزداد كلما تعرضت للضغوط، وذلك يدفعها إلى الانتقال والاحتكاك مع البشر بشكل أكبر مما يدعم انتقال الفيروسات التي تحملها الخفافيش.
بالإضافة إلى أن القضاء على الخفافيش قد يزيد الأمر سوءًا نظرًا لما تقوم به من أدوار غاية في الأهمية للبيئة، من خلال تلقيح أكثر من 500 نوع من النباتات، وتتغذى على الحشرات التي يتسبب كثير منها في أمراض غاية في الخطورة.