السبت 18 مايو 2024

أحمد منيب ووفاء الأبناء

أخرى18-1-2021 | 12:18

رغم أن مصر على مدى تاريخها عامرة وزاخرة برموز الفن وفرسان الكلمة واللحن، وبها من المبدعين أسماء لا يمكن أن تسقط من ذاكرة التاريخ، إلا أنها كثيرا ما تسقط من ذاكرة الإعلام، لولا أوفياء من ذويهم أو مريديهم يحرصون على إيقاظ هذه الذاكرة وتنشيطها بطريقة أو بأخرى، ولا عزاء لمن لم يجد في ذويه بعضا من الوفاء، في ظل ضعف ذاكرة الإعلام ونجومه الأجلاء.

فلنكن مع الأوفياء من أبناء المبدع أحمد منيب، عبقري النغم النوبي الذي فرض اسمه وإبداعه على موسيقانا منذ عشقنا نغمته وبصمته مع حنجرة الرائع محمد منير في الثمانينات، ومع أغلب جيل التسعينات وحتي الآن، هؤلاء الأوفياء من أبناء الحاج أحمد منيب- كما يلقبه مريدوه- لفتوا انتباهي وانتباه الكثيرين بسعيهم الحثيث إلى تخليد ذكرى والدهم بكل ما أوتوا من أفكار، بداية من نشر أغانيه من خلال فرقتهم الغنائية (منيب باند) ثم فكرة تحويل (بيت منيب) في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر إلي مركز للثقافة والفنون في ديسمبر الماضي، وهو ما دعمته الهيئة العامة لقصور الثقافة ورئيسها د. أحمد عواض.

أحمد منيب، ذلك الموهوب بالفطرة كان واحدًا من قلائل استطاعوا أن يمزجوا بين الموسيقي النوبية بروحها ونبضها المميز وبين الموسيقي الشرقية، حتى أصبحت ألحانه عنوتنا لنجاحات الكثيرين بداية من محمد منير وحميد الشاعري ومحمد فؤاد وانتهاءً بإيهاب توفيق وحسن عبد المجيد، بخلاف سبعة ألبومات قدمها هو بصوته هي(مشتاقين، يا عشرة، كان وكان، بلاد الدهب، راح أغني، قسمه ونصيب، حدوته مصرية)، كما شارك في نسج كلمات أغانيه شعراء كبار مثل عبد الرحيم منصور وفؤاد حداد ومجدي نجيب وأحمد فؤاد نجم وسيد حجاب وجمال بخيت وغيرهم.

 ورغم أنه لم يدرس الموسيقى دراسة أكاديمية وكان تعلمه لها ذاتيا، حيث علم نفسه بنفسه العزف على آلة العود التي برع فيها، بالإضافة لبراعته في الإيقاعات النوبية والضرب علي الدف، استطاع أن يكون له مدرسته الخاصة وطابعه الخاص وأصبحت موسيقاه محط أنظار كل المهتمين بالموسيقى، ومحط اهتمام موسيقات البيئة في العالم، حتى استحق التكريم في أكثر من محفل وأكثر من دولة، واستحق أن ينال وسام العلوم والفنون في عيد الفن عام 2014، أما أبناء منيب فقد استقوا كل الحب والاحترام على وفائهم لذاك العظيم أبيهم وحرصهم على أن يُخلد ذكره وذكراه وأن يظل إبداعه بارزًا أمام كل من ضعفت ذاكرته في وسائل الإعلام.


    الاكثر قراءة