الأربعاء 29 مايو 2024

بمُشاركة ٤٠ فنانا من مختلف الأعمار «وجوه» يُجسد معنى التعاون بمتحف شوقى

3-5-2017 | 12:34

تقرير: أميرة سعيد

٤٠ فنانا وفنانة شاركوا فى معرض الفنون التشكيلية الذى عقد بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقى تحت عنوان “وجوه»، وتنبع أهمية المعرض من الروح الجماعية التى جمعت هؤلاء الفنانين بمختلف أعمارهم، من أجل عرض أعمالهم الفنية مما يساهم فى تطوير التعاون وتكوين صدقات حميمة ينتج عنها تبادل فى الخبرات وتطوير تقنياتهم الفنية، وهذا ما عكسه المعرض.

من هذه اللوحات، لوحة تعبر عن الوجه فى ملامحه الشاردة بريشة الفنانة إلهام واسمها الفنى أنا سعد الله، لتصور لنا وجه المرأة الرومانسى الشارد بخياله، واعتمدت اللوحة على إظهار الملامح على الألوان الذيتية، لأنها تظهر جمالا يعطى إضافة أكثر سحر وجمالا، وتقول «إلهام»: جاءت مشاركتى بمعرض “وجوه” من أجل الخروج من حالة الانطواء التى تغلب على شخصيتى حتى أستطيع تكوين صداقات، حيث يحضر فى المعرض العديد من الفنانين من مختلف الأعمار.

وبجوارها لوحة لوجه فتاة بنت العشرين من عمرها تنظر إلى الفضاء بضحكة تملأها أمل من تصميم رأفت الجمل، قائلا: “ذلك البورتريه يمثل صديقتى نورا فما قرأته من ملامح وجهها جعلنى أرى الفرح والبهجة، رغم أن ما جمعتنا ورشة حزينة، إلا أنها كانت تُضفى على الورشة فرحا شبابيا يملأه أمل ونظرة متفائلة.. وأجمل ما يميز فن البورتريه هو التعبير عن الروح الداخلية للفنان».

أما لوحة الفنانة الأردنية وفاء النشاشيبى، فكانت عبارة عن وجه يحمل ملامح، لكن لم تكن ملامح كلاسيكية باستخدام الألوان الصارخة، وتقول الألوان قادرة أن تتكلم عن نفسها بالإضافة إلى تعبير العيون وقراءتها ما بين حزينة وسعيدة وما تمر به من تحديات ومشاكل، فالعيون هى التى تساعد من يرى اللوحة لقراءة روحها والمعانى الكامنة خلف البورتريه.

وعن لوحة الفنان خالد سماحى، قوميسير المعرض قدمها إلى أحد صديقاته وهى الفنانة زينب محمود، وإذا بها تفاجأ يوم الافتتاح ببورتريه خاص بها، لكنها وجدت نفسها تحمل ملامح حزينة على عكس طبيعتها، وعندما سألنها قالت لنا مندهشة “لم أعرف من أين جاء الفنان «سماحى» بالحزن من داخلى».

بينما قال «سماحى» إن بداية فكرة البورتريه هى ورشة حضرت بها الفنانة وكانت قد استقرت ما يزيد على ساعتين، وإذ فجأة بمرور الوقت وجدتها بدأت تختفى ملامح ابتسامتها تدريجيا إلى الحزن من طول الفترة، من هنا عزمت على أن تكون هى شخصية بورتريه.

أما لوحة الفنانة الشابة نورا سليم فكانت عبارة عن وجه يحمل ملامح حزينة، وتقول: «ما أعرضه هو فن الهروب من المعانة وإطلاق كل المشاعر السلبية من الذات».

«المصور» التقت مع عدد من الفنانين بالمعرض، فيقول أيمن السعداوى: حياتى بدأت مع البورتريه منذ صغرى وعلى الرغم من الإهمال بدواعى الفن من قبل سواء الأسرة أو المدرسة وحتى وقتنا هذا، ما زال هناك نظرة استهتار بأهمية الفن، إلا أننى قدمت استقالتى من عملى كمدرس بعد تسعة أعوام وعدت إلى موهبتى، فالملامح المصرية تستحق العناية بها فنيا والدقة والتركيز لإظهار ما وراء تلك الملامح من حياة.. وما قدمته فى المعرض هو نوع من أنواع فن البورتريه ولكن فى صورة تجسيدية منحوتة حيث إننى أرى أن لكل نوع ميزة وأجمل ما يميز النحت أنه فن محسوس.. لكى يدرك المشاهدون معناه وروحه الكامنة.. كما أننى ضد من يمنع فى بعض المعارض من تلامس التماثيل، فالتمثال لا يرى بل هو حالة وجدانية تستدعى التلامس.

ويقول الفنان جلال جمعة: «رسالتى من تصميماتى هو توجه إلى الشباب أن يجرب أكثر من مرة ما دام فى داخله حلم، وفى النهاية سيأتى النجاح».