أكدت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع، أن مباحثاتها مع الجانب السوداني، التي تضمنت عدة لقاءات مع عدد من وزراء القطاع الاقتصادي، حققت نتائج إيجابية جدا.
وقالت جامع، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط في السودان، أن زيارتها إلى السودان على رأس وفد عالي المستوى، والتي استمرت عدة أيام، موفقة وحققت نتائج جيدة جدا.
وأوضحت أنه منذ بداية وصولها حرصت على لقاء عدد من الوزراء المعنيين بملفات التعاون المشترك، فضلا عن حضور افتتاح فعاليات معرض الخرطوم الدولي في دورته الثامنة والثلاثين، ومصر ضيف الشرف فيها.
وأشارت الوزيرة نيفين جامع، إلى أنها التقت مع وزير الصناعة والتجارة السوداني مدني عباس مدني، ووزير البنية التحتية والنقل المُكلف هاشم ابن عوف، وتمت مناقشة المشروعات المشتركة بين البلدين، وأهمها وجود منطقة صناعية مصرية في السودان.
وأضافت أنه تم الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة بتلك المنطقة، وفي انتظار الرد من الجانب السوداني، منوهة بأن تلك خطوة إيجابية تم تفعيلها بعد زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إلى السودان في منتصف أغسطس الماضي.
وأوضحت أن المنطقة الصناعية المصرية في السودان، تم الاتفاق على مكانها وانتهى الجانب المصري من دراسة الجدوى، وعرضناها على الجانب السوداني وفي انتظار موافاتنا برؤية بخصوصها.
وأكد أن المنطقة الصناعة ستجذب استثمارات مصرية في السودان، كي لا تبقى العلاقة عند حد التبادل التجاري، ونفاذ المنتجات، فالمنتج المصري طالما لديه قبول لدى المواطن السوداني، فماذا يمنع توطين هذه الصناعة في السودان؟، وهذا الأمر ستترتب عليه نتائج وأثر إيجابي للطرفين.
وقالت الوزيرة نيفين جامع، إنه من ضمن الملفات التي تم الحديث فيها أيضا مع وزير الصناعة والتجارة السوداني، زيادة تفعيل التبادل التجاري بين مصر والسودان، لأن الأرقام الموجودة متواضعة، ولا تعبر عن حجم التمازج بين الشعبين والعلاقة الطيبة بين الحكومتين، لافتة إلى التوجيهات المستمرة من رئيس الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم كل أنواع الدعم والمساندة للشعب السوداني.
وأضافت أنه تمت مناقشة نقل الخبرات المصرية، فيما يخص المجمعات الصناعية المتوسطة والصغيرة بشيئ من التفصيل أثناء توقيع مذكرة التفاهم بين الجانبين بخصوص المشروعات الصغيرة، على هاش ملتقى الأعمال المصري السوداني.
وأشارت الوزيرة نيفين جامع، إلى أن أنها ناقشت في لقاء مع وزيرة المالية والتخطيط الاقتصادي السودانية، هبة محمد علي، عدة موضوعات من أهمها الرسوم الجمركية على بعض المنتجات المصرية، التي يمكن أن تؤدي إلى عدم وجود منافسة للمنتجات المصرية في السوق السوداني، وهي وعدت بدراسة هذا الأمر، وأن تنظر إليه بشيئ من الإيجابية.
ونوهت وزيرة التجارة والصناعة، بفعاليات معرض الخرطوم الدولي والمشاركة المصرية المتميزة فيه، معربة عن سعادتها بحجم المشاركة المصرية، التي تخطت 20 شركة وأكثر من 60 عارضا، أخذوا مساحة تتجاوز 468 مترا، وهي المساحة الأكبر في معرض الخرطوم، فضلا عن وجود أكثر من هيئة ووزارة حكومية لعرض خدماتها إضافة إلى بعض الشركات القابضة.
وقالت إن المعرض متميز ومشرف، ونجاحه يظهر من حجم المترددين عليه، حيث تواصلت مع وزير الصناعة والتجارة السوداني، وأكد لي أنه يحظى بقبول من المواطنين وتردد عال جدا، وهذا مؤشر نجاح أي معرض.
ولفتت إلى عقد ملتقى رجال الأعمال المصري السوداني، وهو أول مجلس أعمال يعقد بعد إعادة تشكيل الجانب المصري به، في شهر أكتوبر الماضي، موضحة أنه بعد زيارة السودان برفقة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في أغسطس الماضي، حرصنا على إعادة تشكيل المجلس وبدء فعالياته.
وقالت إن اللقاءات فيه كانت ناجحة جدا، والغرض منها توحيد الرؤية والأهداف، وبداية تحديد القطاعات التي يمكن العمل فيها، ورصد التحديات التي تقلل من فرص الاستثمار المشترك سواء من مصر أو السودان.
وأوضحت أنه فيما يخص قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسط والمتناهية الصغر، فهو من أهم القطاعات التي تحظى بالدعم في مصر، لأنه قطاع وإن كان له مساهمة عالية في نمو الناتج المحلي، إلا أن الأساس فيه توفير فرصة العمل، حيث إن فرص العمل التقليدية لم تعد متاحة بالشكل الكافي، ولا تستوعب كل خريجي الجامعات والمدارس.
وقالت إن جهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر في مصر، لديه خبرة على مدار السنوات لتنمية هذا القطاع، وعرضت على وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني، نقل الخبرات وتبادلها بين الجانبين في هذا القطاع، وتم الاتفاق على توقيع مذكرة التفاهم، وبدأناها باستضافة السودان كضيف شرف في معرض "تراثنا"، لأن تراثنا واحد، وعرضت فيه منتجات سودانية متميزة جدا جلدية أو خشبية، تعبر عن مدى التمازج بين الشعبين.
وأضافت أنه تم توقيع مذكرة التفاهم، واتفقت مع الوزير السوداني مدني عباس مدني على توجيه دعوة للزملاء في قطاع الصناعة بالسودان، لزيارة مصر للاطلاع على تجربة المجمعات الصناعية التي أنشأتها الحكومة لأصحاب المشروعات الصغيرة، لتوفير المكان اللائق لإقامة هذه المشروعات، بالإضافة إلى أن هذه المجمعات محدد لها الأنشطة بما يتفق مع الميزة النسبية في كل محافظة.
ونوهت بأنها اصطحبت خلال زيارتها إلى السودان، وفدا من رجال الأعمال، لديهم فكر ورؤية للاستثمار في السودان، من أجل تفعيل التعاون في المجالات التجارية والصناعية.