رأى الخبراء في مجال التعليم، أن قرار وزير التربية والتعليم بتصحيح امتحانات ثانوية عامة إلكترونيا، يعد أوكازيون للطالب، إلا أن أولياء الأمور وجدوا أن هذا القرار سيؤدي إلى تدمير نفسية الطالب في حالة حصوله على مجموع ضعيف، لذا ناشدوا بضرورة تأجيل الإعلان نتيجة الامتحانات بعد الانتهاء منها، وليس بعد كل مادة دراسية.

"أوكازيون" للطالب

فمن جانبه قال الدكتور حسن شحاته، أستاذ مناهج تربوية وعضو المجالس القومية المتخصصة، إن امتحانات ثانوية عامة 2021 هذا العام بمثابة "أوكازيون" للطالب، فسيتم عقد الامتحانات في شهر يونيو القادم، ثم يكون للطلاب الحق في إعادة امتحان أى مادة يحتاج إلى تحسين درجاته بها مرتين، أى أن الطالب أصبح مسموح له بأداء امتحان أى مادة لثلاث مرة ليقوم بتحسين مجموعة.

وأشار في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم" إلى أن ما تشهده امتحانات الثانوية العامة هذا العام يعكس الحرص الشديد لوزارة التربية والتعليم على توفير جميع الإمكانيات اللازمة التي تخدم مصلحة الطالب، فإمكانية عقد الامتحان لثلاث مرات أمر جديد لو تشهده العملية التعليمية من قبل، وسيساهم هذا النظام في تجنب احتمالية أن يقوم الطالب بإعادة السنة في محاولة لتحسين مجموعه، وما يصاحب هذه السنه من ضغوط وإهدار لعمر الطالب بالإضافة إلى الأعباء المالية، فأصبح الآن في متناوله تجنب كل هذه الضغوطات من خلال إمكانية إعادة الامتحان لأي مادة بعد شهرين من موعد الامتحان الأول.

كما أوضح أنه سيتم التدريب على أسئلة امتحانات الثانوية العامة من خلال منصات التعليم الإلكترونية، وبنك المعرفة، بحيث يتم تقديم أنماط من نماذج الأسئلة والتي تعتمد بشكل أساسي على التفكير والتحليل والتطبيق، فالامتحان أصبح يخاطب العقل وليس التخزين والذاكرة.

وأعرب عن انتهاء عصر البوكليت وأسئلة التذكر، وأصبحنا الآن في عصر التعليم الإلكتروني والتابليت، وسيكون الامتحان مكونًا من 30 سؤالًا يتم وضعهم على نمط الأسئلة الموضوعية وليست المقالية، وسيتم التصحيح بشكل إلكتروني.

وأشار إلى وجود العديد من الإيجابيات لتطبيق نظام التصحيح الإلكتروني والتي من أهمها: حصول الطالب على درجته مباشرة عقب الانتهاء من الامتحان فسيتم التصحيح بشكل فوري، ولن تكون هناك احتمالية لأى شكوك في التصحيح، فسيكون التصحيح خالي من أي عنصر بشري وسيتم على درجة عالية من الدقة والسرعة، مما يساهم في توفير الأموال التي كانت تُدفع من أجل إعادة تصحيح الامتحان.

وشدد على أنه لا يوجد تعميم بدون تجريب، وما سيحدث هذا العام من تعميم لإجراء التصحيح الإلكتروني، سبق تجربته في العامين السابقين (الصف الأول والثاني الثانوي) وتم اختبار الطلاب وتدريبهم جيدًا على الامتحانات الإلكترونية، والوقوف على الأخطاء والعقبات التي واجهتهم وتم التعامل معها وحلها، والآن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس أصبحوا على أتم استعداد للتعامل مع البيئة الإلكترونية.

فيما قالت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف اولياء امور مصر، إن خلال المرحلة الثانوي وخصوصا الصف الثالث الثانوي يسود حاجة من القلق والتوتر للطلاب ولاولياء الامور وازدادت حالة القلق والتوتر عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم اعتماد التصحيح الالكتروني، هو سلاح ذو حدين.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن التصحيح الالكتروني له مميزات وعيوب فمنها على سبيل الحصر في مميزات هذا النظام أن الطالب يحصل على حقه فلن يكون هناك مجاملات في التصحيح أو أخطاء بشرية ويحتاج لوقت أقل حتى يتم إعلان نتائج الطلاب.

وعن سلبيات هذا النظام، أوضحت أن اعتماد الكامل على التصحيح الالكتروني لامتحان يجعل الامتحان اختيار من متعدد او صح او خطأ ونجد هذا النظام في وضع الأسئلة لا يتناسب مع بعض المواد في مادة الرياضيات تعتمد على خطوات يقوم الطالب بها حتى يصل إلي الحل النهائي فنجد في امتحان ال MCQ يكون التصحيح للحل النهائي فقط.

وتابعت " أنه من المعروف سابقا أن الطالب يمكن أن يقوم بخطوات الحل ولكن في اخر مرحلة الوصول  للحل ممكن يتعثر وكان قديما الطالب ياخذ درجات علي الخطوات اما الان في نظام الاختيار من متعدد الطالب فالوضع مختلف تماما كما ان الاختيار من متعدد يقتل ملكة الإبداع والابتكار وخصوصا في اللغات التي تحتاج إلى تعبير وشرح، بالإضافة إلى أن خط الطالب في حالة الاعتماد على اختيار من متعدد سيكون سيء فليس هناك أي كتابة في هذا النظام".

وأشارت إلى أن هناك تخوفات لدى أولياء الأمور من عدم وجود تظلمات وان هناك احتمال حتى لو بسيط أن يحدث أي عطل اثناء التصحيح  الالكتروني كما ان مع التصحيح الالكتروني والاعتماد على أسئلة الاختيار من متعدد أو صح ان خطأ يمكن الغش بسهولة في اللجان.

وأوضحت أن عندما أعلنت الوزارة انه هيتم الاعلان علي النتيجة فور انتهاء الامتحان هناك تخوفات من تأثير النفسي للطلاب فإذا حصل الطالب على درجة سيئة سيؤثر على حالته النفسية وعلى قدرته على استكمال باقي الامتحانات بذهن صافي، لذا نناشد إذا كان هناك اتجاه للتصحيح الالكتروني النتيجة يتم إعلانها في نهاية الامتحانات كما يحدث في الامتحانات التي يتم تصحيحها يدويا.