كشفت دراسة نُشرت أمس الجمعة أن لدى فئران الخلد العارية لهجات محلية في مستعمراتها، وأنها عدائية تجاه الغرباء.
وتُعد فئران الخلد العارية "استثنائية بشكل كبير"، وفقاً لما ذكره كبير المؤلفين وأستاذ علم الأحياء العصبية في مركز "ماكس ديلبروك" الألماني للطب الجزيئي في جمعية "هيلمهولتز" (MDC)، جاري لوين، لـCNN، وأوضح قائلاً إنها "أكثر القوارض الإجتماعية التي نعرفها".
ويمكن أن تعيش هذه القوارض عديمة الفراء في مستعمرات يصل عدد أفرادها إلى 300 فرد، ورغم وجود أنثى واحدة للتناسل في كل مستعمرة، إلا أن "كل حيوان في المستعمرة له دور: بعضهم جنود وبعضهم عمال، وهم يتعاونون".
وأضاف: "لطالما كانت كيفية تمتعهم بهذا الحد من التنظيم لغزاً."
وتتواجد هذه القوارض في الأجزاء القاحلة من شرق أفريقيا.
وتُعرف هذه الفئران المجعدة والوردية والصلعاء بمعدلات منخفضة للغاية للإصابة بالسرطان ومعدل شيخوخة بطيء ومقاومتها للألم.
وهي تتواصل مع بعضها البعض بكثرة، ويمكن سماعها وهي تصدر أصواتاً مثل النقيق، والصرير، وغيرها، إلا أن العلماء أرادوا فهم دور هذه الأصوات في حياتهم الإجتماعية.
وعلى مدار عامين، سجل باحثون من "MDC" وجامعة "بريتوريا" في جنوب أفريقيا 36،190 من أصوات النقيق، وهي شبيهة بتغريد الطيور، الصادرة عن 166 فأراً من سبع مستعمرات مختلفة.
وبإستخدام خوارزمية، حلل الفريق الخصائص الصوتية للأصوات الفردية، واكتشفوا أن لكل مستعمرة "لهجتها" الخاصة.
ويشير تطور اللهجة إلى إحدى الخصائص غير المحبوبة لدى هذه القوارض، وهي: رهاب الأجانب.
وفي بيان، قالت المؤلفة الرئيسية، أليسون باركر: "تطوير لهجة مشتركة يقوي التماسك والشعور بالإنتماء بين فئران الخلد العارية في مستعمرة معينة."
وقال جاري لوين لـCNN: "مستعمرات فئران الخلد كارهة للأجانب بشكل لا يصدق. وإذا جاء فأر خلد من مستعمرة مختلفة، في غضون دقائق، يتم التعرف عليه، وعادة ما يُقتل من قبل المستعمرة التي غزاها."
ويعتقد الباحثون أن فئران الخلد تستخدم أصواتها للتعرف على ما إذا كان قارض آخر من المستعمرة ذاتها، أو مستعمرة أجنبية.
وقال الفريق إن هذه ليست سمة وراثية، بل ظاهرة ثقافية.