"أنا بشتغل علشان أصرف على نفسى بدل ما أمد إيدى لحد وأتسول من الناس اللقمة، وأنا لسه آنسة ما اتجوزتش، بلاش تقولى يا حاجة، قولى يا آنسة منى".. بهذه الكمات بدأت الأسطى منى حديثها لمحرر "الهلال اليوم"، حيث أكدت أنها تعمل فى مهنة الميكانيكا، التى تعرفها وتتقنها جيدا منذ أن كانت تبلغ من العمر، 17 عاما.
وأضافت منى: إنها لم تتزوج حتى الآن، حيث لم يأتِ لها "ابن الحلال" المناسب، على حد وصفها.
تجدها جالسة على كرسى أمام الورشة التى تعمل بها بشارع المرور بمنطقة "بين السرايات" المواجهة لجامعة القاهرة، ترتدى "البالطو" الأزرق الخاص بحرفة الميكانيكا، وعلى رأسها حجاب قديم يغطى رأسها، تعلوه طاقية رجالى رمادية اللون، وقد شمرت الأسطى منى عن ساعديها استعدادا للعمل الشاق الذى لا يقدر عليه إلا الرجال، لكنها استطاعت إثبات نفسها فيه بشهادة زبائن الورشة، الذين أشادوا بإتقانها لمهنة ميكانيكى السيارات بجدارة تفوق بعض الرجال، الذين يعملون فى المهنة.
تبدأ الأسطى منى عملها بالورشة منذ الساعة 8 صباحا، حيث تفتح الورشة، وتجلس على الكرسى فى انتظار الزبائن، تقوم بترتيب محتويات الورشة من عجلات السيارات وأدوات الميكانيكا والزيوت والمفكات ورمان البلى، وغيرها من مستلزمات المهنة، وعند قدوم أحد أصحاب السيارات للورشة لإصلاح عطل ما، تقوم منى بالكشف على السيارة ومعرفة سبب العطل وإصلاحه وتحصيل أجرة إصلاح السيارة مضافا لها "القهوة أو البقشيش" الخاص بها، وإعطائها لصاحب الورشة، حتى تنهى عملها الساعة 5 مساء.
وذكر الحاج عبدالرحيم، أحد زبائن الورشة: "من يوم ما سكنت فى المنطقة والأسطى منى موجودة، ومن يوم ما اشتريت السيارة، والأسطى منى بتصلحها لما يحصل عطل فيها، وهى حافظة السيارة أكتر من أى مهندس ميكانيكا، ومفيش عطل فى السيارة إلا وتعرف تصلحه".
وأضاف: " العيب الوحيد فى الأسطى منى أنها لازم تاخد البقشيش أو القهوة بتاعتها، ومش أقل من 10 جنيهات، وإلا مش هتخلى الزبون يمشى بالعربية بتاعته".
وقالت الأسطى منى: "أقيم فى غرفة بمنطقة بين السرايات قريبة من الورشة، أقوم بالإنفاق على نفسى بعدما توفى والدى ووالدتى وتزوجت أخواتى البنات، وأبلغ من العمر، 46 عاما، ولم يسبق لى الزواج وما زلت آنسة حتى الآن".
وأضافت: "أنا أحسن من شباب كتير مش شغال وقاعد على القهوة منتظر أمه أو أباه يصرف عليه ويجوزه، والشغل مش عيب مهما كان شغل رجالة، وأنا ست بميت راجل وأصلح العربية أحسن من أى راجل أو أى مهندس، وشغلى ده أحسن ما أتسول من الناس اللقمة".
ويتجنب أصحاب المحلات المجاورة والمكتبات وزبائن الورشة "تغير مزاج" الأسطى منى، أو عصبيتها، نظرا لأنها اشتهرت بألفاظها السوقية وبذاءة اللسان.