سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء على قيام الحكومة العسكرية في ميانمار ليلة أمس بوقف خدمة الإنترنت في البلاد، وسط، ما وصفته الصحيفة، بأنه استمرارا لحالة القمع العنيف التي تتبعها الحكومة هناك ضد صفوف المعارضين للإطاحة بالحكومة السابقة التي كانت منتخبة ديمقراطياً في البلاد.
وقالت الصحيفة -في تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- إن حملة التصعيد الأخيرة في ميانمار جاءت في الوقت الذي أحيى فيه المعارضون ذكرى مرور شهرين على إطاحة الجيش بالحكومة التي كان يقودها المدنيون، مما أثار موجة معارضة شعبية واسعة النطاق ومواجهات مميتة مع القوات الحكومية، وهو ما أسفر عن مقتل أكثر من 500 متظاهر مدني واعتقل أكثر من 2000 منذ تاريخ اسقاط الحكومة في الأول من فبراير الماضي.
في الوقت نفسه، أشارت الصحيفة إلى تحذير المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة إلى ميانمار كريستين شرانر بورجنر يوم أمس الأول من أن "حمام الدم أصبح وشيكا" في ميانمار؛ إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لوقف العنف هناك.
وأبرزت (واشنطن بوست) أن يوم السبت الماضي كان أكثر الأيام دموية منذ الانقلاب، حيث ورد أن القوات الحكومية قتلت أكثر من 140 محتجًا في أكثر من 40 موقعًا للاحتجاج في جميع أنحاء البلاد.فيما ذكرت وسائل اعلام دولية ليلة أمس أن الأوامر الرسمية بوقف خدمات الانترنت في جميع أنحاء البلاد لم تقدم مع اصدارها أي تفسير. مع الاخذ في الاعتبار بأن الحكومة العسكرية هناك سبق لها أن أغلقت الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف المحمول وأبطأت خدمته من قبل.
وقال محامي أونج سان سو كي، زعيمة ميانمار المعزولة، يوم أمس الخميس أيضًا إن زعيمة المعارضة المحتجزة قد اتُهمت الأسبوع السابق في العاصمة يانجون بإفشاء أسرار البلاد، وهي اخطر تهمة وُجهت ضدها حتى الآن. وأضاف أنه علم بهذه التهم الموجهة ضد سو كي وعدة أعضاء آخرين في حزب الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية قبل يومين فقط.
وسو كي، التي فازت بجائزة نوبل للسلام في عام 1991، على الرغم من أنها واجهت في العام الأخير انتقادات دولية عديدة لدعمها الحملات العسكرية العنيفة التي يشنها الجيش ضد أقلية الروهينجا المسلمة في ميانمار، تحظى بدعم وشعبية واسعة النطاق حتى الآن داخل بلدها.