تعد المياه هي أساس الحياة، وبدونها ستختفي الحياة تمامًا، ولن تقدر جميع الكائنات على العيش، وعلى الرغم من الأهمية الكبرى للمياه، إلا أنها تتعرض للعديد من السلوكيات الخاطئة التي تتسبب في إهدارها بكميات كبيرة، إلى جانب وجود بعض القضايا التي تهدد الأمن المائي لمصر، وعلى رأسها الخلاف حول سد النهضة.
وفي هذا الصدد أطلقت مؤسسة "دار الهلال" حملة توعوية بأهمية المياه، وضرورة ترشيد استهلاكها، تحت شعار «قطرة مياه تساوي حياة»، وفي هذا السياق ذكر بعض الخبراء أن ترشيد استهلاك المياه يتطلب رفع مستوى الوعي لدى المواطنين، من خلال منظومة متكاملة قائمة على التعاون بين جميع الجهات المعنية بالدولة.
الأمن المائي المصري
في هذا السياق، قال أحمد خطاب، خبير اقتصادي، إن المبادرات التي هدف إلى ترشيد استهلاك المياه، تعاظمت قيمتها في ظل وجود العديد من القضايا التي تهدد الأمن القومي المائي لمصر.
وأوضح خطاب في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن المياه هي أساس الحياة، وبدونها لن تستمر الحياة، ويجب زيادة الوعي لدى المواطنين حول أهمية كل نقطة من المياه، وضرورة ترشيد استهلاكها، وذلك من خلال العديد من الوسائل، والتي من أهمها وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، مع التركيز على الشخصيات ذات الشعبية في المجتمع، منوهًا إلى ضرورة تنظيم حملات توعوية بالمدارس والجامعات لغرس قيمة المياه لدى الطلاب، وتأسيسهم على المحافظة على كل قطرة مياه.
تعاون الوزارات
كما أكد أنه يجب التعاون بين جميع القطاعات القائمة بشكل أساسي على استخدام المياه، ووضع الضوابط والقوانين التي تنظم استهلاكهم للمياه، مثل وزارة الزراعة، يجب التقليل من زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مثل الأرز والموز، وزراعة فقط الكميات الكافية للمواطنين، دون السعي لوجود فائض في الإنتاج، وكذلك الحال في وزارة الري يجب عليها توعية المزارعين، بضرورة التحول من أنظمة الري التقليدية، مثل الري بالغمر، الذي يهدر كميات كبيرة من المياه، ويحدث ضررًا بالأرض الزراعية، ويؤثر على الجودة الإنتاجية للمحاصيل، واستبدالها بأنظمة الري الحديث مثل الري بالتنقيط.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن كميات المياه التي سيتم توفيرها يمكن استخدامها في زيادة الرقعة الزراعية، واستصلاح أراضي زراعية جديدة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري.
وشدد خطاب على ضرورة وضع حد لسلوكيات المواطنين التي تتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه، والتي من أهمها رش الشوارع بكميات كبيرة من المياه، وأماكن تنظيف السيارات التي تستخدم كميات هائلة من المياه، وغيرها من السلوكيات غير الواعية، مختتمًا تصريحاته، بأنه يجيب وجود منظومة متكاملة لترشيد استهلاك المياه، والمحافظة على الأمن المائي لمصر، وحمايتها من أي أزمات مائية.
شريان الحياة
وفي سياق متصل، قال أمجد عامر، خبير التنمية المحلية، أننا في أشد الحاجة إلى وجود المبادرات التي تسعى إلى ترشيد استهلاك المياه، فالمياه هي شريان الحياة، ويجب المحافظة عليها وترشيد استهلاكها.
وأوضح عامر في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن زيادة وعي المواطنين بأهمية المياه يتم من خلال العديد من الوسائل، والتي من أهمها، التوعية الإلكترونية، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في إجراء الحملات التوعوية، نظرًا لأن قطاع كبير من المواطنين يستخدمها بشكل يومي، فيكون لها مردود إيجابي كبير إذا تم استخدامها بشكل جيد، بالإضافة إلى استخدام وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لتوعية المواطن بأهمية نقطة المياه.
سلوكيات غير واعية
كما أكد أن ترشيد استهلاك المياه وزيادة وعي المواطنين، يتم من خلال منظمة متكاملة تبذل قصارى جهدها لتحقيق هذا الهدف وتتواصل مع المواطن لتوعيته، مشددًا على ضرورة التعاون بين الشركات القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، مع وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، لتنظيم قوافل توعوية في عدد من المدارس والجامعات، وتوعية الطلاب بأهمية المياه، وضرورة ترشيد الاستهلاك.
وأشار خبير التنمية المحلية، إلى أن المساجد يجب أن تلعب دورًا هامًا في ترشيد استهلاك المياه، وتوعية المواطنين، بالإضافة إلى التواصل بين المحليات، لإجراء حملات توعوية في مختلف الأحياء وتوعية المواطنين بأهمية المياه، وكيفية المحافظة على كل قطرة مياه، وعدم إهدارها من خلال اتباع إرشادات المحافظة على المياه، ومنع رش الشوارع، والذي يتسبب في إهدار كميات كبيرة من المياه، فالمياه ذات قيمة كبيرة، لذا لا يجب أن نهدرها على الأرض، أو فيما لا يفيد.
واختتم عامر تصريحاته، بأن المحافظة على المياه، ينعكس إيجابيًا على القطاع الاقتصادي، من خلال تواجد فائض من المياه، وتخزينها بشكل استراتيجي، يقي الدولة في حالة حدوث أي أزمة مائية بسبب النزاعات على سد النهضة.