أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن الثواب على الطاعة في زمن الابتلاءات عظيم حال أخذ الناس بالأسباب، مشددا على أن الحفاظ على الحياة ثواب أعظم.
وقال وزير الأوقاف في تصريحات اليوم، ربما يظن بعض الناس – قصر نظر منهم وضيق أفق – أن الثواب في زمن الابتلاءات أقل ؛ لعدم التمكن من أداء النوافل على الوجه الأكمل , متناسين أن مجرد الأخذ بالأسباب هو ثواب عظيم , وأن الحفاظ على الحياة ثواب أعظم , وأن كف الأذى عن الناس صدقة.
واستشهد الوزير بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ” , وأن مَنْ حُبِسَ عن العمل لعذر فله كامل أجره , يقول (صلى الله عليه وسلم) : “إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا” (صحيح البخاري) .
وتابع قائلا: فأبواب الخير في شريعتنا الغراء عظيمة , فهل حبسك حابس عن الصيام حق الصيام ؟ , حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ..وهل حبسك حابس عن القيام حق القيام ؟, حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ قَامَ رمضان إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”, ومن قال لك إن القيام لا يتحقق إلا بصلاة التراويح في جماعة ؟! , ذلك إن صبر الإنسان على الطاعة وحده أشد ، وأفضل الأعمال عند الله أحمزها أي أشقها ..وهل حبسك حابس عن تلاوة القرآن ؟, يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : رَبِّ إِنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَيُشَفَّعَانِ” .
وأضاف:هل حبسك حابس عن إطعام الفقراء والمساكين والتوسعة عليهم في هذا الشهر الفضيل ؟, يقول (صلى الله عليه وسلم) لما سأله رجل : أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ : ” تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ ”.وهل حبسك حابس أو منعك مانع عن التماس ليلة القدر في هذا الشهر الكريم ؟ , ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر , حيث يقول الحق سبحانه : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [القدر: 1 – 3] .
وهل حبسك حابس أو منعك مانع عن التحلي بمكارم الأخلاق من الصدق والأمانة وإتقان العمل؟.وهل حال حائل بينك وبين الشهر الكريم أن تجتنب ما نهيت عنه ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ” ، أو اجتناب الغيبة والنميمة ، حيث قِيلَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : إِنَّ فُلاَنَةَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا فَقَالَ : “لاَ خَيْرَ فِيهَا هِيَ فِي النَّارِ” ، قِيلَ : فَإِنَّ فُلاَنَةَ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَتَصَدَّقُ بِأَثْوَارٍ مِنْ أَقِطٍ وَلاَ تُؤْذِي أَحَدًا بِلِسَانِهَا قَالَ : “هِيَ فِي الْجَنَّةِ” ، أو اجتناب الغضب حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) :” وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ ، وَلاَ يَصْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ”.
وشدد وزير الأوقاف على أنه لا عذر لخامل أو كسول أو باحث عن أعذار واهية يعلق عليها فتور همته , فليس كورونا حائلاً لأحد عن عمل الخير , بل الأمر على عكس ذلك , حيث العظة والعبرة بحال من نفقد من الأحبة فمن لم يتعظ بتخطف الموت من حوله فلا واعظ له .