كشفت دراسة نُشرت في مجلة Stress & Health أن الإجهاد المالي للأسرة في منتصف العمر يرتبط بإحساس ضعيف بالسيطرة ، وهو مرتبط بزيادة الألم الجسدي في السنوات اللاحقة .
وقالت الدكتورة "كندولا ريتشاردسون، الأستاذ في كلية الطب جامعة (واشنطن) "يعتبر الألم الجسدي مرضًا في حد ذاته له ثلاثة مكونات رئيسية: بيولوجية، ونفسية، واجتماعية".
وأضافت: في البالغين الأكبر سنًا، يترافق مع مشاكل صحية أخرى مثل الأداء البدني المحدود والوحدة وأمراض القلب والأوعية الدموية.. معظم أبحاث الألم هي أبحاث عصبية، لكن من المهم أيضًا ربطها بالتجارب العائلية المجهدة.
وفي السياق، قالت الدكتورة "كاثرين والكر أونيل، الأستاذ فى كلية علوم الأسرة والمستهلكين " تعتبر الموارد المالية عنصرًا مهمًا في عملنا لأنها تشكل ضغوطًا سياقية ذات صلة تواجه العائلات" .
وفي هذه الدراسة، قام الباحثون باستخدام بيانات من مشروع (آيوا) للشباب والأسرة، وهي دراسة طولية توفر 27 عامًا من البيانات عن العائلات الريفية من مجموعة من ثماني مقاطعات في شمال وسط ولاية أيوا، تم جمع البيانات في الوقت الفعلي من الأزواج وا لزوجات في 500 عائلة الذين عانوا من مشاكل مالية مرتبطة بأزمة المزارع في أواخر الثمانينيات .. يبلغ عمر معظم الأفراد الآن أكثر من 65 عامًا ، والأزواج في زيجات دائمة - بعضها يصل إلى 45 عامًا.
وأشار الباحثون إلى أنه حتى عقب السيطرة على الأمراض الجسدية المتزامنة ودخل الأسرة وعامل العمر، وجدوا صلة بين الضائقة المالية للأسرة فى أوائل التسعينات والألم الجسدى بعد مايقرب من ثلاثة عقود .
هذا وتظهر النتائج الإضافية في الدارسة أنه من المرجح أن تؤثر الضغوط المالية على الألم الجسدي، على الرغم من أن الألم الجسدي يمكن أن يؤثر بدوره على الضغط المالي من خلال تكاليف الرعاية الصحية الإضافية.
وبحسب الباحثين، يعد الألم الجسدى ظاهرة بيولوجية نفسية ، حيث تشير الدراسة إلى التجارب المجهدة ، مثل الإجهاد المالي تؤدى إلى تآكل القدرات النفسية مثل الشعور والقدرة على السيطرة.. كما يؤدى إستنزاف الموارد إلى تنشيط مناطق الدماغ الحساسة للتوتر ، وإطلاق عمليات مرضية وفسيولوجية وعصبية تؤدي إلى حالات صحية مثل الألم الجسدي والقيود الجسدية والشعور بالوحدة وأمراض القلب والأوعية الدموية.