ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض عقوبات جديدة أشد صرامة على روسيا، مما تسبب في تصعيد حاد للمواجهة بين واشنطن وموسكو.
وأضافت الصحيفة - في تعليق لها نشرته على موقعها الإلكتروني - أن أول إجراءات مناهضة لروسيا من قبل إدارة بايدن شملت أيضًا طرد 10 دبلوماسيين روس وفرض عقوبات على 38 كيانًا وأفرادًا وشركة متهمين بالتدخل في الانتخابات الأمريكية وشن هجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة.
وأوضحت أن الولايات المتحدة ألقت يوم أمس الأول، للمرة الأولى، باللوم رسميًا على وكالة الاستخبارات الروسية الخارجية "إس في آر" في اختراق شركة (سولار ويندز) بولاية تكساس، بما أثر بالسلب على ما لا يقل على تسع وكالات فيدرالية و100 شركة، في عملية اختراق منحت روسيا، حسبما قال أحد كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية، القدرة على التجسس أو تعطيل أكثر من 16 ألف نظام كمبيوتر في جميع أنحاء العالم.
وأبرزت أن العقوبات الجديدة منعت المؤسسات المالية الأمريكية من شراء السندات المقومة بالعملة الروسية "الروبل" اعتبارا من شهر يونيو المقبل، بينما حذر قصر الرئاسة الروسي "الكرملين" من أن هذه العقوبات ستضر بالجهود المبذولة للحد من التوترات بين البلدين.
وقالت "فاينانشيال تايمز": "لطالما كان يُنظر إلى الإجراءات التي تستهدف ديون الدولة على أنها (خيار نووي) للولايات المتحدة وعلامة بارزة في نظام عقوبات واشنطن ضد روسيا، والتي توسعت بشكل مطرد منذ أن فرضت إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الجولة الأولى من العقوبات ردًا على ضم موسكو لشبه جزيرة القرم في أوكرانيا عام 2014".
وفي تصريحات بالبيت الأبيض أدلى بها بايدن بعد ظهر يوم أمس الخميس، قلل الرئيس الأمريكي من خطورة الإجراءات، قائلاً إن الولايات المتحدة تريد علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها، وأنها "لا تتطلع إلى إطلاق حلقة جديدة من حلقات التصعيد والصراع مع روسيا".
وأضاف، في إشارة إلى المحادثات الهاتفية الأخيرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين: "لقد كنت واضحًا مع الرئيس بوتين من حيث أنه كان بإمكاننا الذهاب إلى أبعد من ذلك، لكنني اخترت عدم القيام بذلك".
مع ذلك، قال مسئول أمريكي بارز، في تصريحات خاصة للصحيفة، إن حزمة العقوبات الجديدة "ستفرض ثمناً على تصرفات الحكومة الروسية التي تسعى إلى إلحاق الضرر بنا".
وأضاف أن بعض الردود الأمريكية "ستبقى غير مرئية"، مشيرا إلى أن تحركات واشنطن في هذا الشأن جاءت بعد إدانة شديدة من جانبها ومن جانب قوى حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأخرى بشأن الحشود العسكرية الروسية المكثفة بالقرب من حدودها مع أوكرانيا.
وعلى إثر ذلك، انخفض الروبل بما يصل إلى 2.2% في التعاملات المبكرة لصباح يوم أمس الخميس، غير أنه قلص بعض خسائره الأولية وانخفض بنسبة 0.7%. فيما أدى انخفاض قيمة العملة الروسية إلى محو المكاسب التي تحققت في وقت سابق من الأسبوع الماضي بعد مكالمة بايدن وبوتين؛ حيث ناقش الجانبان عقد قمة مشتركة محتملة تهدف إلى تخفيف التوترات.