بالتزامن مع حلول شهر رمضان الكريم، وسعي الصائمين للتقرب إلى الله بكافة الوسائل الممكنة، قد يتراود لدى البعض التساؤلات حول أفضل الأوقات لقراءة القرآن الكريم.
من المعروف أن العبادة في الليل تكون أفضل لأنها بعيدة عن الرياء، وكذلك قراءة القرآن تكون أفضل ليلًا وأكثر ثوابًا، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئا وَأَقْوَمُ قِيلا"، وأيضًا من الأحاديث التي توضح ثواب العبادة في الليل، ما ورد في الحديث القدسي: "وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطُشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِينَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ، ترددي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ"، وفي هذا الصدد تعرض بوابة "دار الهلال" أفضل الأوقات لقراءة القرآن والتضرع إلى الله.
الأوقات المستحب بها قراءة القرآن
تعد قراءة القرآن أحد الوسائل التي تساعد المسلم في التقرب إلى الله، خاصًة خلال شهر رمضان المبارك، الذي يُضاعف به الثواب، وتُمحى به السيئات، ويوجد ثلاثة أوقات يكون بها قراءة القرآن ثوابها أفضل، وهم:
الوقت الأول: أثناء الثلث الأخير من الليل؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ حَتَّى يَنْفَجِر".
الوقت الثاني: تستحب قراءة القرآن الكريم في وقت الفجر، ففي هذا الوقت تتنزل الرحمات، كما قال الله تعالى في كتابه العزيز: "أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا".
الوقت الثالث: عقب صلاة الصبح، تستحب قراءة القرآن في ذلك التوقيت، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَوْ يعلم الناس ما في النّدَاء والصف الأول ثم لمْ يَجدُوا إلّا أنْ يَسْتَهِمُوا عَليه لاسْتَهَمُوا، ولوْ يعْلَمونَ ما في التَّهْجِيرِ لاسْتَبقُوا إليه، ولو يعلمون ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ لأَتَوْهُما ولوْ حَبْوًا".