أكثر من مليون فدان يجري تطويرهم في الوقت الحالي للتحول إلى الري الحديث، في إطار المشروع القومي لتطوير الري والتحول من الغمر إلى الري الحديث الذي يحقق الكثير من الفوائد للمزارع من بينها زيادة إنتاجية الفدان وتوفير تكاليف الزراعة من الأسمدة ومكافحة الحشائش، كما أنه يسهم في توفير المياه بما يساعد على استكمال مشروع التوسع الأفقي الذي تتبناه الدولة.
وتتعاون وزارتي الزراعة والري لتنفيذ هذا المشروع، مع التخطيط لبدء المرحلة الثانية من المشروع بعد انتهاء المرحلة الأولى التي تستهدف نحو 1.2 مليون فدان، حيث من المرتقب أن تستهدف المرحلة الثانية نحو 6.1 مليون فدان ليكتمل بعدها تحويل كل الأراضي القديمة إلى الري الحديث.
تيسيرات للمزارعين
وفي هذا السياق، قال الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن مشروع تطوير الري الحديث هو واحد من أهم المشروعات التي تنفذها الدولة المصرية في الوقت الحالي بما يتوافق مع خطة التوسع في الرقعة الزراعية التي بدأت في 2014 سواء التوسع الأفقي من خلال زرع مساحات جديدة من الأراضي وهو ما يتحقق بعدد كبير من المشروعات أو التوسع الرأسي من خلال زيادة إنتاجية وحدة الأرض.
وأوضح القرش، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن استخدام التكنولوجيا في الزراعة يساعد على توفير المورد المائي لمزيد من التوسعات كما أنه سيعطي إنتاجية أعلى لنفس وحدة الأرض المنزرعة بما يحقق التوسع الرأسي ويحقق نسب أكبر من الاكتفاء الذاتي ودخل أكبر للفلاح المصري، مضيفا أن وزارتي الزراعة والري تنسقان بشكل مستمر من خلال تشكيل لجنة مشتركة لدراسة كافة القضايا المشتركة بينهما.
وأشار إلى جهود الدولة المصرية في هذا الإطار كبيرة بهدف التواصل والعمل على تطوير مساحة مليون فدان، ومن المقرر البدء خلال الفترة المقبلة البدء في تحويل 6.1 مليون فدان وما سيحقق طفرة كبرى، موضحا أنه تم التنسيق مع البنوك الوطنية لتوفير التمويل اللازم للتحول من الري الحقلي التقليدي إلى الري المطور.
وأكد أن هناك جهودًا مبذولة لتوعية الفلاح وتقديم كافة النصائح الممكنة له وتقديم دراسة مجانية بالكامل بنظم الري التي يمكن التحول إليها والعائد منها وهو ما يحقق إنتاجية أعلى وكذلك تقدم له البدائل المختلفة التي يمكن تنفيذها وفقا لنوع الزراعة والأرض بهدف زيادة إنتاجيته وتطويرها.
وأوضح أن المرحلة الثانية ستبدأ بعد انتهاء المليون فدان الجاري تطويرهم، وهذه تستهدف المساحة المنزرعة في مصر وهي 6.1 مليون فدان وهذه بانتهائها سيكون قد انتهى تطوير الأراضي القديمة بالكامل، مضيفا أن أهم التيسيرات المقدمة للفلاحين تشمل توفير التمويل اللازم والتيسيرات من خلال البنوك الوطنية وكذلك توفير الدعم الفني الكامل والبدائل المناسبة والدراسات.
فوائد التحول للري الحديث
ومن جانبه، قال الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة، إن مشروع الري الحديث يحمل مجموعة كبيرة من الفوائد أهمها ترشيد استخدام المياه في الزراعة، وكذلك فهو يعود بالفوائد على المزارع أهمها ترشيد الأسمدة وتقليل تكاليف العمالة ما يؤدي إلى زيادة دخل الأسر الريفية، مضيفا أن المشروع يعمل على تقليل الطاقة المستخدمة في الري.
وأضاف في تصريح لـبوابة "دار الهلال" أن الري بالغمر يستخدم ماكينات للمياه مما يستهلك الطاقة سواء السولار أو البنزين أو الكهرباء، لكن الري الحديث يقلل الطاقة المستخدمة في عمليات الري مما يقلل تكاليف التشغيل ويحافظ على البيئة، مضيفا أن الري الحديث أيضا يقلل الأسمدة لأنها تضاف مع مياه الري مما يمكن من التحكم في كمية الأسمدة مما يعمل على زيادة الإنتاج الزراعي للفدان وبالتالي يزيد الإنتاج الكلي.
وتابع، إن الري المطور أيضا يقلل تكاليف مقاومة الحشائش سواء المقاومة الميكانيكية أو باستخدام المبيدات فتقليل استخدام المبيدات يحافظ على البيئة كما أنه يؤدي لعدة نتائج منها أنه بعد أن تقل كمية الحشائش في نظم الري الحديث سواء بالتنقيط أو الرش أو المحوري يقلل التنافس بين النبات والحشائش وبالتالي زيادة الإنتاجية.
وأكد أن ترشيد استخدام المياه في الزراعة يساعد في توجيه كميات المياه الموفرة إلى استصلاح أراضي جديدة وزيادة مساحة الرقعة الزراعية وهو أمر ينعكس على زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية والاستراتيجية، وكذلك زيادة الإنتاجية الزراعية وهو أمر ينعكس أيضا على زيادة الصادرات الزراعية.
وشدد على أن التحول من الري بالغمر إلى الري الحديث يحافظ على خصوبة التربة ويقلل من الفاقد في المياه ويؤدي لتحسين كفاءة الري الحقلي ونقل المياه، مضيفا أن وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الري لديها مخطط أن يتم تحديث نظم الري في الأراضي الصحراوية لمساحة 1.2 مليون فدان منهم 504 ألف فدان لوزارة الري و516 ألف فدان مسئولة عنهم وزارة الموارد المائية والري.