يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت، وتواصل بوابة "دار الهلال" في شهر"رمضان الكريم" تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح.

ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري نجم الكوميديا، الفنان المنتصر بالله.

 حصل، المنتصر بالله، على بكالوريوس فنون مسرحية، عام 1969، ثم ماجيستير فنون مسرحية عام 1977، وبدأ مشواره مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح في أوائل السبعينيات.

يعد الفنان المنتصر بالله، أحد أهم نجوم الكوميديا، بالنصف الثاني من القرن العشرين، الذين قدموا أعمالا جماهيرية، متميزة، ومؤثرة بمختلف الوسائط الفنية في مقدمتها المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، وهو من الممثلين الكبار الذين استطاعوا ترك بصمة مميزة في كل دور يشاركون في تقديمه وإن كان دورا صغيرا، وقد نجح المنتصر بالله في حفر وترك مكانة خاصة له بقلوب جمهوره الكبير بمصر وبالعالم العربي.

كان المنتصر بالله، يمتلك حضور كبير وخاص، يحبه الجمهور، لما يتمتع به من خفة ظل وقدرة على نشر البهجة والسرور ويمتلك القدرة على الارتجال، وكان متميزًا وماهرًا في التقاط التفاصيل الصغيرة، وقادر على تقديم مختلف الشخصيات  الدرامية التي  تسند إليه والتي اهتم وحرص طوال رحلته الفنية على عدم تكرارها، واختيار المتنوع منها التي يصل من سماتها إلى تقديم الكثير من الشخصيات المتناقضة.

ونجح المنتصر بالله، في تقديم شخصيات الفنان الشعبي، الفلاح، والصعيدي، والعامل، والموظف المطحون، والمسؤول الكبير، ورجل الأعمال الثري، وعضو العصابة، كما نجح وتفوق في تجسيد بعض الشخصيات الميلودرامية والتراجيدية بنفس درجة إجادته وتميزه في تقديم الشخصيات الكوميدية المتميزة.

ظل المسرح هو الفن الأكثر حبا للفنان المنتصر بالله لسنوات عديدة وطويلة بحياته وشغف به ومثل له مكانة مهمة وخاصة، وقضى في العمل بالمسرح كممثل محترف نحو ثلاثين عاما.

 قدم من خلال المسرح مختلف الشخصيات  الدرامية المميزة والتي تنتمي لاتجاه المسرح الكوميدي، وهي مسرحيات شهيرة وفي مقدمتها: شخصية عم أيوب، بمسرحية حضرات السادة العيال، وشخصية دكتور سامي ــ زوج الممثلة زبيدة ثروت ــ بمسرحية عائلة سعيدة جدا.

كما قدم شخصية مدير الكباريه سينجر، بالمسرحية الاستعراضية الغنائية علشان خاطر عيونك، مع فؤاد المهندس. كما أسعدنا أيضًا بشخصية شلولو، المطرب وعازف العود، بمسرحية شارع محمد علي، مع الفنان القدير فريد شوقي، وذلك بالإضافة إلى انتشار عباراته الشهيرة "الإيفيهات" التى بتكرار ترديدها تحولت إلى "لازمة"، ومن بينها ما هو فيه طريقين، وكل طريق فيهم بيتفرع لطريقين وغير ذلك من افيهاته المميزة.

شارك الفنان المنتصر بالله، في مختلف فرق الدولة وكذلك الفرق المسرحية الخاصة، وتتمثل مشاركاته بالمسرح المصري، في فرق مسارح الدولة المتعددة، منها فرقة المسرح الكوميدي، حيث شارك في مسرحية خللي بالك من راسك، عام 1981، ومسرحية عائلة سعيدة جدا، عام 1985، ومسرحية مولد سيدي المرعب، عام 1998، ومسرحية اللعبة المجنونة، عام 2002.

وشارك في فرقة جمعية فناني وإعلامي الجيزة، شارك في بداية ونهاية بعام 1986، و شارك بفرقة أنغام الشباب في مسرحية ابن حسب الله، عام 2005.

وشارك مع فرق القطاع الخاص، في مسرحيات عديدة، منها مشاركته مع فرقة عمر الخيام، في مسرحية أنهم يقتلون الحمير، عام1974، وشارك مع فرقة الريحاني، في مسرحية كلام فارغ جدا، عام 1976. وشارك مع فرقة الكوميدي المصرية، في راسب مع مرتبة الشرف، عام1978. وشارك مع فرقة الكوميدي شو، في مطلوب حيا أو متزوجا، عام 1979، ومسرحية أنت المطلوب، عام 1983.

وشارك الفنان الراحل مع فرقة نجوم الكوميديا (حسين عناني) في مسرحية حضرات السادة العيال عام 1982. وقدم مع فرقة الفنانين المصريين، إمبراطور عماد الدين، عام 1984، ومسرحية  علشان خاطر عيونك عام1987، ومسرحية شارع محمد علي، عام 1991.

 وشارك مع فرقة كنوز-عبد العظيم الصياد- في مطلوب على وجه السرعة، عام 1988. وشارك مع حسام الهجرسي في مسرحية إحنا اللي خرمنا التعريفة، عام 1989، ومع محمد فوزي، في العالمة باشا 1991.

وشارك مع فرقة أشرف صدقي في حارة الضحك عام1993، ومع فرقة النجمة هياتم،  في يا أنا يا أنت، عام 1997.  وشارك مع ماستر بيس، في بوبي جارد، عام 1998، ومع فرقة مينوش، في عسل البنات، عام2000، وقدم مع فرقة جراند ستار، إيه إللي بيحصل ده، عام2007. وشارك الفنان المنتصر بالله، في بطولة العديد من المسرحيات الأخرى التي تم إنتاجها خصيصا للعرض التليفزيوني.

وقد تعاون من خلال تلك المسرحيات التي عمل بها مع نخبة من كبار المخرجين بأجيال مختلفة  وفي مقدمتهم السيد بدير، حسن عبد السلام، جلال الشرقاوي، السيد راضي، سمير العصفوري، هاني مطاوع، حسين كمال، عبد الغفار عودة، عبد الغني زكي، محمود الألفي، عوض محمد عوض، محمد عبد العزيز، محمد أبو داود، شاكر خضير، مصطفى الدمرداش، فيصل عزب، رزيق البهنساوي، أحمد عبد الجليل.

ولد الفنان المنتصر بالله، في  21 فبراير عام 1950، ورحل  صانع البهجة، عن عالمنا  في 26 سبتمبر بالعام الماضي  2020، بعد رحلة طويلة  من الجهد الكبير والإخلاص والصدق في كل ما قدمه من أعمال فنية، في مقدمتها  المسرح؛ تاركا إرثًا فنيًا ومحبة كبيرة من المصريين والجمهور بالعالم العربي وملايين الضحكات للجمهور كلما شاهد شخصياته المميزة والمتنوعة.