رجحت وكالات الاستخبارات الأمريكية بأنه لم تكن هناك "مكافآت روسية" قدمتها موسكو لجماعة "طالبان" لتشجيعهم على قتل الجنود الأمريكيين المنتشرين في أفغانستان، وهي القصة التي هزت الأوساط العسكرية والاستخباراتية في الولايات المتحدة الصيف الماضي .
وقال مسؤول بارز في إدارة بايدن للصحفيين في تصريحات نقلتها دورية "ميليتري تايمز"، المتخصصة في الشئون الدفاعية، "إن المجتمع الاستخباراتي في الولايات المتحدة ينظر، بمستوى من منخفض إلى متوسط الثقة، بشأن سعي مسؤولين في الاستخبارات الروسية لتشجيع "حركة طالبان" على تنفيذ هجمات على عناصر تحالف القوات الأميركية في أفغانستان في عام 2019، وذلك من خلال تقديم مزايا أو تعويضات مالية".
كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قللت من شأن القضية، التي انتشرت في أعقاب نشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقرير حولها في يونيو الماضي، وأبلغ وزير الدفاع آنذاك، مارك إسبر، المشرعين خلال جلسة استماع له في يوليو الماضي أن هؤلاء الصحفيين أعدوا تقريراً غير موثق.
وقد ترامى إلى مسامع الكثير من مسؤولي إدارة ترامب احتمالات بشأن "المكافآت الروسية" ، لعناصر حركة "طالبان" لدفعهم إلى قتل الجنود الأميركيين منذ بدايات عام 2019، وقالوا في تصريحات أدلوا بها لوكالة "أسوشيتد برس" إن الرئيس لن يدلي بتصريحات بخصوص تلك المسألة لأنها غير مؤكدة.
إلى جانب وزير الدفاع السابق إسبر، كان قائد القوات المركزية الأميركية، الجنرال فرانك ماكينزي، يتشكك كذلك في القضية في الوقت الذي كان يُعد فيه التقرير الاستخباراتي الخاص بهذه المسألة.
وقال الجنرال ماكينزي: "لقد اعتبرت الأمر مزعجاً للغاية، فلم أجد أن هناك رابطاً منطقياً ، مضيفاً أنه تأكد لدينا أن روسيا دعمت "طالبان" بوسائل أخرى، من بينها الأسلحة وغيرها من الموارد.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي بايدن قد أعلنت يوم الخميس الماضي فرض عقوبات جديدة ضد روسيا لأسباب أخرى، من بينها التدخل في الانتخابات الأميركية والاختراقات الإلكترونية.
وكان ماكينزي قد صرح في يونيو الماضي بأن "يتعين علينا دوما أن نتذكر، أن الروس ليسوا أصدقاءنا"، متابعاً "فهم ليسوا أصدقاءنا في أفغانستان، وهم لا يرغبون في وجودنا،لذا فنحن بحاجة إلى أن نتذكر ذلك طوال الوقت عندما نقيم تلك المعلومات الاستخباراتية".
وبينما تتهيأ القوات الأميركية للانسحاب من أفغانستان، فإن الخبراء يرون أنها في وضعية هشة ،وهي تعد العدة لسحب آخر جنودها، البالغ عددهم ألفين و 500 جندي، بحلول سبتمبر المقبل، في الوقت الذي لم يعلن فيه مسؤولو الإدارة الجديدة بصورة مفصلة ، عن خطة حماية عناصر القوات الأميركية ولاسيما مع نقص عديدها أثناء عمليات الانسحاب.