الثلاثاء 30 ابريل 2024

في ذكرى العاشر من رمضان . . اللواء أركان حرب ناجي شهود : كنا على قناعة بالنصر وانتصرنا

اللواء ناجي شهود

تحقيقات22-4-2021 | 10:50

أحمد رشدي

- الإعلام الإسرئيلي في 73 روج كذبا مقولة «الجيش  الذي لا يقهر» وضلل الرأي العام الإسرائيلي وتحطم في أكتوبر.

- السادات كان يرى ما لا يره الآخرون ..و الفلاح المصري أظهر دورا عظيما  في مساعدة الطيارين أثناء الهبوط الاضطراري.

- بدأ مخطط تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات بعد انتصار مصر في أكتوبر ووقف الدول العربية في نصر 73.

- كان هناك مخططا أن تصبح سيناء إمارة إسلامية وتموت إتفاقية السلام ولكن السيسي كان لهم بالمرصاد.

- 16 و17 و19 أكتوبر 1973 تواريخ مهمة يجب على الإعلام تسلط الضوء عليها.

عاشت مصر فترة عصبية فترة حرب 1973، التي انتصر فيها الجيش المصري على العدو الإسرائيلي واسترد الأرض التي احتلها هذا العدو لسنوات طويلة، إذ جاء موعد إعلان الحرب على العدو الصهيوني في نهار العاشر من رمضان، بالتزامن مع السادس من شهر أكتوبر، استطاعت فيه القوات المصرية أن تدمر خط برليف، في ساعات قليلة لتتمكن من الدخول ومحاصرة العدو والقضاء عليه في أوقات قليلة.

«دار الهلال» التقت باللواء أركان حرب ناجي شهود مساعد مدير المخابرات الحربية  السابق، وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، الذي أكد أن المصريين وجيل 73  لم يتهاونوا لحظة واحدة في استعادة الأرض، والمواطن المصري السبب الرئيسي لانتصار أكتوبر، وإلى نص الحوار: 

** في البداية كيف روجت إسرائيل معلومات مغلوطة عن حرب أكتوبر؟
في الحقيقة إسرائيل روجت وأطلقت الشائعات الكاذبة أن لديها جيشا لا يقهر، واستخدمت في ذلك كل وسائل الإعلام الإسرائيلية والأمريكية وغيرها حتى أنها ضللت الرأي العام الإسرائيلي قبل حرب 1973، وخلقت صورا مزيفة أن الجيش الإسرائيلي الأقوى في منطقة الشرق الأوسط وتبدد هذا الزيف على صخرة 6 أكتوبر والعاشر من رمضان.

** لماذا اختارات القيادة السياسية الحرب في ذلك التوقيت؟

الجيش الإسرائيلي كان يعتمد على قوات الاحتياط في المقام الأول والتي يتبعها احتياط قريب على بعد 5 كيلو متر من جيش الصف الأول، واختيار القيادة السياسية قرار الحرب يوم 6 أكتوبر كان موفقا وصائبا، أولا يوم عيد الغفران، يوم صلاة وعبادة في إسرائيل، والإذاعة والتلفزيون الإسرائيلي في أجازة، وأيضا كان لخطة الخداع الاستراتيجي التي قامت بها القيادة السياسية دورا كبيرا في النصر.

** ما هي الأوامر المشددة التي كان يلقيها الرئيس السادات؟

القيادات العسكرية كانت على قناعة واحدة هي النصر، والأوامر كانت واضحة بالعبور إلى شرق القناة، وأوامر الرئيس السادات بأن نسترد الأرض لتظل روؤسنا عالية في السماء، وما حدث في حرب أكتوبر 73 صورة مشرفة متكاملة للتكاتف بين الشعب والقوات المسلحة، الجميع تعاون من أجل استعادة الأرض والهيبة المصرية.

** لماذا رفضت مصر الحل السلمي لاسترداد الأرض؟

مصر رفضت الحل السلمي قبل أن تسترد أراضيها عن طريق الحرب، وهذه قناعة كبيرة من أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي كان يؤمن أن «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وأيضا الرئيس السادات كان يؤكد دائما ويردد قائلا: «نأخذ شبر على الأرض ومنرجعش منه وأنا سوف أحل المشكلة»، وصدق وعده، فالسادات كان يرى ما لا يراه الآخرون.

** حدثنا عن دور المصريين في فترة الحرب؟

المصريون وجيل 73  لم يتهاونوا لحظة واحدة في استعادة الأرض، والمواطن المصري السبب الرئيسي لانتصار أكتوبر، المصريون كانوا على قلب رجل واحد من أجل خوض المعركة وتحقيق النصر واستعادة الأرض والعِرض. 

** ما دور الفلاح المصري في ذلك التوقيت؟

الفلاح المصري له دورا عظيما أثناء حرب أكتوبر أثناء الهبوط الاضطراري للطائرات المقاتلة في حالات الضرورة- كان مسموحا للطيارين الهبوط في الأماكن والطرق الزراعية- كان يساعد الطيارين، ويقوم بسحب الطائرة إلى مكان آمن وتغطيتها بأوراق الشجر حتى لا ترصدها طائرات العدو الإسرائيلي وتقوم باستهدافها، الفلاح المصري فعل هذا من دافع حبه لوطنه وجيشه، بشكل عام كان هناك تعاون وروح جميلة بين القوات المسلحة والشعب في حرب أكتوبر.

** بايجاز شديد صف لنا جيل 73 ودورهم في حرب أكتوبر؟

ما قام به جيل أكتوبر الأبطال ما هو إلا تنفيذ لأوامر الشعب المصري، والجيل الحالي من رجال القوات المسلحة لو اتيحت لهم فرصة سيكون أداؤهم أفضل من جيل أكتوبر، إلا أنه مع الإنجازات الكبيرة الذي تحققت في الست ساعات الأولى يوم 6 أكتوبر، إلا إنه هناك تواريخ هامة يجب تسليط الضوء عليها في الإعلام والصحافة حتى يعرف الجيل الحالي الحقائق والتاريخ، وأن النصر لم يكن سهلا. 


** هناك معلومات تؤكد أن البترول ارتفعت أسعاره في أكتوبر.. ما رأيك في ذلك؟

يوم 16 أكتوبر حين وصلت القوات الإسرائيلية قرب القناة، قامت الدول العربية برفع سعر برميل البترول من 3 دولارات إلى 11 دولارا للبرميل، مما تسبب في أزمة كبيرة في أمريكا والدول الأوروبية، وتكاد تكون الحياة توقفت وحالة استياء من مواطني تلك الدول على قادتهم.

وفي 17 أكتوبر، كان يوما حاسما إذ تحولت فيه قواتنا المسلحة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة تطور الهجوم، ونفس التوقيت كان قد وصول الجسر الجوي والبحري من أمريكا إلى إسرائيل لمساعدتها في الحرب، ويوم 19 أكتوبر اليوم المشهود في تاريخ العرب حيث اتخذت فيه منظمة «الأوبك» قرارا بمنع تصدير البترول نهائيا إلى الولايات المتحدوة الأمريكية والدول الأوروبية الداعمة إلى إسرائيل.

** كيف ساندت الدول العربية مصر في فترة الحرب؟

لا ننسى أن كافة الدول العربية وقفت وساندت مصر في حربها ضد إسرائيل، كان موقفا تاريخيا وبطوليا من جميع الدول العربية حتى أن الأشقاء في اليمن وجيبوتي رغم ظروفهم الصعبة دعما القوات المصرية واستضافا القوات البحرية المصرية. 


** حدثنا عن مخطط تقسيم المنطقة العربية؟

منذ انتصار مصر في حرب أكتوبر 1973 أصبح هناك مخططا وهدفا واحدا فقط وهو تقسيم المنطقة العربية إلى دويلات لمنع توحد العرب مرة أخرى، وظهرت أولى خرائط التقسيم للشرق الأوسط عام 1982، وما حدث في المنقطة العربية في السنوات الماضية خير دليل على ذلك المخطط البغيض، السودان تقسمت إلى شمال وجنوب، لبيبا وسوريا والعراق ولبنان واليمين وغيرهم. 

والإرهاب الذي تم زرعه في سيناء كان أحد الوسائل لتغيير هوية سيناء، التي كان مخططا لها لتكون إمارة إسلامية ويتم تقسيم المنطقة وتغير هوية سيناء وتموت إتفاقية السلام وذلك لأن إسرائيل دولة بلا دستور يحدد حدودها وأراضيها، وتسعى لتغيير هوية سيناء بشتى الطرق، من أجل إعادة السيطرة عليها، وكان هناك مخطط لتقسيم مصر بشكل عام إلى 5 دويلات لكن السيسي والجيش المصري العظيم وقف لهم بالمرصاد. 


 وجهة رسالة للشباب المصري في ذكر العاشر من رمضان؟

أقول للشباب.. احذروا فإن مصر مستهدفة وأنتم الهدف، واعلموا أن الجيل الأول من الحروب كان يعتمد على الإنسان وقوته واعتماده على السيف والرمح، وحروب الجيل الثاني تعتمد على قوة التدمير والقتل، والجيل الثالث من الحروب قائم على قوة المناورة، وهذه الحروب الثلاث كانت تستهدف المؤسسات العسكرية في أي دولة. 

لكن حروب الجيل الرابع تسعى لاستهداف وكسر الدولة ومؤسساتها بالكامل بدون طائرة أو مقاتلة واحدة، وتعتمد على استهداف القطاع المدني وتضعه تحت ضغط نفسي وعصبي، وهى حروب تستهدف الإنسان وخاصة الشباب، من خلال الهواتف المحمولة والبرامج الموجة وبث الأفكار السامة وترويج الشائعات، والهدف تدمير الشعب وتدمير الوعي والانتماء، مصر تحتاج منكم اليقظة والوعي وحب الوطن. 
 

Dr.Randa
Dr.Radwa