الخميس 16 مايو 2024

نجوم المسرح المصري .. (11) أستاذ المبدعين الفنان القدير .. سناء شافع

سناء شافع

ثقافة23-4-2021 | 21:59

همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، ونجومًا تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري والعربي أيضًا، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت، وتواصل بوابة "دار الهلال" في شهر"رمضان الكريم" تسليط الضوء على نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح.

ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموا بالكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري  الفنان القدير اوالأستاذ المعلم الدكتور  "سناء شافع "

يُمثل الفنان " سناء شافع " القدوة الحسنة وكان الأب الحنون لجميع الفنانين وتلاميذه بقاعات الدرس ، وخير مثال مشرف للفنان العربي المثقف الذي ظل طوال رحلته بالحياة الفنية والأكاديمية يعي جيدًا  أهمية دوره في التنوير ونشر الوعي.والهوية والثقافة .

ولد الفنان"سناء شافع" في 25 يناير عام 1943 بقرية «موشا» بمحافظة أسيوط بصعيد مصر ،وانتقل إلى القاهرة في عمر الثامنة مع والده الشيخ"محمود شافع" الذي كان أحد علماء الأزهر الشريف، يعد ما قرر والده الإقامة بصفة دائمة بالقرب من مشيخة الأزهر الشريف، ومن ثم فقد نشأ" سناء شافع"بحي الجمالية والحسين، ودرس المرحلة الابتدائية بمدرسة الجمالية الابتدائية. وذلك قبل أن ينتقل إلى حي حدائق القبة بعد ذلك  .

جذب الفنان"سناء شافع"الفن مبكرا فالتحق بفرق هواة المسرح بشارع «عماد الدين»، وبعد ذلك  أن قرر أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، الذي تخرج فيه عام 1964،وبدأ "سناء شافع"حياته العملية بالانضمام إلى مسارح التلفزيون عام 1961، ثم انضم إلى فرقة «المسرح العالمي» عام 1962، و شارك بها بالتمثيل في مسرحيات: المتحذلقات، الحيوانات الزجاجية، أنتيجونا.

سافر"سناء شافع"في منحة دراسية إلى ألمانيا الشرقية عام 1959، والتحق بالمعهد العالي للمسرح «هانز بول»، وأنهى دراسته عام 1970 ببحث عن مسرحية «كوريولانوس»بين«ماكيوس بلاوتوس» و«وليم شكسبير» و«برتولد بريخت»، وتأثير «برتولد بريخت» في المسرح المصري»، و حصل"سناء شافع" بعد ذلك على منحة من وزارة الثقافة الألمانية للحصول على دبلوم في الإخراج المسرحي والدراماتورج بدراسة عن «المسرح الألماني» و«مسرح بريخت» بفرقة «برلين إنسامبل»، وكذلك في الدراما الموسيقية بدراسة عن «أوبرا برلين» عام 1972.

كانت أول المسرحيات التي أخرجها"سناء شافع"بعد عودته من البعثة «اللي رقصوا على السلم»لفرقة المسرح الكوميدي عام 1972، كما أخرج عدة مسرحيات أخرى بمسارح الدولة من أهمها مسرحية«دون كيشوت»عام 1975، كذلك عمل بالإذاعة والتلفزيون والسينما.

عين"سناء شافع"عام 1972 بالمسرح القومي، ثم مديرا لمسرح الطليعة خلال الفترة 1974 - 1975، كما أسند إليه تدريس مادتي التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وعين مدرسا عام 1977، ثم تدرج ببعض الوظائف القيادية حتى شغل منصب عميد المعهد خلال الفترة 1987-1990 ،و كان دور"سناء شافع "الأكاديمي مهم  فقد استطاع من خلاله وبما يملكه من موهبة حسن القيادة والقدرة على تحقيق التواصل مع الأجيال الشابة تقديم وتوصيل المعلومات النظرية إليهم والنجاح في صقل مواهبهم واكتسابهم  للخبرات العملية اللازمة.

وظل المسرح لسنوات طويلة هو المجال المحبب للفنان د.سناء شافع ومجال إبداعه الأساسي، و قضى في العمل به كممثل محترف ما يقرب من ثلاثين عاما، وكمخرج ما يقرب من 50 عامًا وشارك خلالها بإخراج عدد من المسرحيات المتميزة بعدة فرق مسرحية مهمة ومن بينها: المسرح القومي، المسرح الطليعة، المسرح الكوميدي.

وفي مجال التمثيل شارك "سناء شافع" في بطولة عدد من المسرحيات العالمية المهمة وتعاون خلالها مع نخبة من كبار المخرجين والنجوم، وتتمثل  إسهاماته بالتمثيل المسرحيات التالية:

 شارك في مع عروض "المسرح العالمي" بمسرحية المتحذلقات: (1964)، إخراج محمد مرجان.، الحيوانات الزجاجية (1965)، إخراج نور الدمرداش.، أنتيجونا: المسرح العالمي (1965)، إخراج سعد أردش ،ومع فرقة"مسرح الطليعة" شارك في مسرحية " قاتل الزوجة" (1975)، إخراج شاكر عبد اللطيف ،ومع فرقة "مسرح الغد"شارك في "السيرك الدولي" (1993)، إخراج محمد صديق، مع فرقة المسرح الحديث شارك في "صباح الخير يا وطن"(1994)من إخراج أحمد زكي.

 

وفي مجال الإخراج قدم الفنان"سناء شافع"مع فرقة «المسرح الكوميدي» مسرحية اللي رقصوا على السلم (1972).ومع فرقة  «المسرح القومي» قدم مسرحيات "سقوط بارليف" (1974)، و أنتيجون (1978)، روميو وجوليت (2008)، ومع فرقة «مسرح الطليعة» قدم  مسرحيات دون كيشوت (1975)، السهرة - «مين يخاف فيرجينيا ولف» (2012)  ،كما أخرج الفنان"سناء شافع"عدة عروض موسيقية ومن بينها: «الشخص»(1989) إنتاج وزارة الثقافة وأكاديمية الفنون، و«بترفلاي» (1978)، «توسكا»(1979) لفرقة أوبرا القاهرة والتي قدمت العرضين على مسرح«أبو الهول»

 حصل الفنان القدير"سناء شافع"على العديد من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدير عن بعض أدواره ومشاركاته المتميزة، على بعض مظاهر التكريم من بينها: درع مهرجان «زكي طليمات» بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 2004، وكرمه مهرجان «المسرح العربي» للجمعية المصرية لهواة المسرح في دورته الثانية عشر عام 2014، وحصل على الميدالية الذهبية بأيام «الشارقة المسرحية» عام 2014.

ويظل  التكريم الأفضل الذي يحظى به دائما  الفنان الدكتور سناء شافع  كما كان يقول لأكثر من مرة  هو تفوق أبنائه وتلاميذه فنيا وحصول بعضهم على أعلى الشهادات الأكاديمية، و تظل جائزته الأكبر والأفضل لديه  التي يعتز بها هي إعجاب وتقدير الجمهور لأعماله الفنية.

رحل الأستاذ  الدكتور الفنان " سناء شافع" عن عالمنا في 12 أغسطس  العام الماضي   2020  بعدر رحلة ثرية ،ويظل  رغم رحيله  رجل مسرح حقيقي وموهبة متفردة، فكان مخرجا مسرحيا متميزا وأستاذا  أكاديميا وقدوة للأجيال التالية وممثل نجح في تحقيق تميزه ووضع بصمة خاصة به بجميع القنوات الفنية في مقدمتها المسرح .