تعد ليبيا عمقا استراتيجيا لمصر من جهة الشرق، والعلاقة بين مصر وليبيا راسخة ومستمرة، لأن العلاقة بين البلدين ليست تاريخية فقط، بل تشكل الحاضر والمستقبل، فلا مفر من التعاون المشترك وفق رؤية الإصلاح الاقتصادي وإعادة البناء والتنمية بعد الثورات التي شهدتها مصر وأيضاً ليبيا.
وفي هذا الإطار، أجرى وزير الخارجية سامح شكري، اليوم السبت، اتصالًا هاتفيًا بوزيرة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوحدة الوطنية الليبية نجلاء المنقوش، إذ وجَّه وزير الخارجية الدعوة لنظيرته الليبية لزيارة مصر في أقرب فرصة، وذلك في إطار استمرار التشاور والتنسيق حيال تدعيم ركائز الاستقرار في ليبيا، على ضوء العلاقات التاريخية المُمتدة بين البلدين.
وأكد خبراء بالجذور الوثيقة التي تربط بين مصر وليبيا منذ عقود طويلة، مشيدين بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لتعزيز العلاقات مع ليبيا الشقيقة، وحرصه على سيادة الأمن والاستقرار في المنطقة العريية، مشيرين لضرورة التعاون بين البلدين، خاصة أن ليبيا دولة بترولية ومصر بحاجة إلى البترول، وبالتالى ينبغى أن يكون هناك تعاون مشترك مع مصر، عن طريق تبادل الطاقة وإمداد السوق المصرى بالنفط الليبى، وإمداد مصر ليبيا بالطاقة فى المقابل.
توحيد الفرقاء داخل ليبيا
قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن أمن ليبيا واستقرارها يمثلان جزءا أساسيا من الأمن القومي المصري، إذ تعد ليبيا عمقا استراتيجيا لمصر ، والعلاقة بين البلدين راسخة ومستمرة.
وأوضح بيومي في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن العلاقة بين البلدين ليست تاريخية فقط، بل تشكل الحاضر والمستقبل، لذلك التعاون بين البلدين ضرورة قومية، خاصة بعد الثورات التي شهدتها كل من مصر وليبيا، وضرورة التعاون المشترك وفق رؤية الإصلاح الاقتصادي وإعادة البناء والتنمية.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر هي البيت الآمن للأشقاء العرب، وأيضا ليبيا لا يمكن الاستغناء عن مصر أمنيا ولا اقتصاديا، وجذور العلاقات المصرية الليبية ترجع لعقود طويلة ماضية.
وتابع أن الشعبين المصرى والليبى تربط بينهما علاقات طيبة ووثيقة على مر التاريخ، مشيرا أن مصر بدأت بالفعل منذ فترة فى حل الأزمة الليبية، وذلك باتخاذ خطوات عدة، أبرزها تشكيل مجموعة أصدقاء ليبيا والقضاء على منابع الإرهاب فيها، وبذل مزيد من الجهود لتوحيد الفرقاء داخل ليبيا، تحت رعاية دول الجوار وجامعة الدول العربية.
وشدد بيومي على أهمية وحدة الصف العربى، لأن مصلحة العرب فى هذه المرحلة الدقيقة التى نمر بها ونواجه فيها تحديات خطيرة، تتطلب التعاون المشترك ووحدة الدول العربية فى مواجهة هذه التحديات والمخاطر.
العلاقات المصرية الليبية متوازنة
قال السفير محمد الربيعي، أمين عام الوحدة الاقتصادية العربية، بجامعة الدول العربية، إن ليبيا دولة بترولية ومصر بحاجة إلى البترول، وبالتالى ينبغى أن يكون هناك تعاون مشترك مع مصر، عن طريق تبادل الطاقة وإمداد السوق المصرى بالنفط الليبى، وإمداد مصر ليبيا بالطاقة فى المقابل.
وأكد الربيعي في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن العلاقات المصرية الليبية اتسمت دائما بالتوازن والاستقرار على مدى تاريخها، ولذلك فإن هذه العلاقات التاريخية تعطينا أملا متزايدا في مزيد من النهوض.
وأوضح أمين عام الوحدة الاقتصادية العربية، أن العلاقات المصرية الليبية مستمرة ولها مستقبل واعد، والعمل علي حماية الحدود المشتركة وسلامة أراضى ليبيا ووحدتها، من خطر الإرهاب، الأمر الذي يعكس مدى عمق العلاقات بين البلدين.
وتابع أن مصر تعزز للعلاقات مع ليبيا في كافة المجالات، مع التأكيد علي ضرورة توفير ليبيا الحماية للمصريين العاملين هناك، لافتا أننا نتذكر الحادثة الأخيرة التي جرت في ليبيا، والتي أسفرت عن مقتل 21 مصريا علي يد تنظيم داعش الإرهابي أثرت سلبا علي مشاعر المصريين.
وأشاد بقرار الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الوقت، حيث اتخذ قرارا حاسماً بالرد علي هذا العمل الإرهابي، ووجه ضربة جوية لمعاقل الإرهاب في ليبيا التي بردت قلوب المصريين، كل ذلك تم بالتعاون والتنسيق مع الجيش الليبي، لتستمر العلاقات الوطيدة قائمة بين البلدين. وثمن بكل ما تبذله الدولة لتعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين، بالإضافة إلي تبادل الرؤى عن آخر المستجدات للأوضاع في ليبيا، بما يضمن استقرار وازدهار ليبيا ووحدة شعبها الشقيق.