نعمة الشمس لا يوجد لها مثيل، وهى مخلوقة لينتفع بها الإنسان كل يوم، ويشفى بها من أمراض كثيرة مثل الميكروبات والفيروسات اللا مرئية.
تفتح عينيك فى الصباح على ضوء الشمس، ليتم إنتاج السيروتونين أو «هرمون السعادة» الذى لا يحسن فقط من حالتك المزاجية، بل له أيضًا دور فى تنظيم عمليات الإدراك، سلوكيات التغذية، القلق، الألم، النشاط الجنسى والنوم.
وقد قال علماء إنه من المحتمل أن يكون هناك عدد أقل من الوفيات بسبب مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا، بسبب بدء ارتفاع درجة الحرارة فى بعض دول العالم.
وذكرت صحيفة ديلى ميل البريطانية، أن الخبراء وجدوا الأماكن المشمسة قد شهدت عدد وفيات أقل بحوالى الثلث بسبب تفشى فيروس كورونا منذ أكثر من عام.
ويقول العلماء إن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تطلق مادة كيميائية على الجلد تمنع انتشار الفيروس القاتل، وسط مع تلاشى القيود المفروضة بسبب الوباء شيئا فشيئا
وعندما يحل الظلام يتحول السيروتونين إلى الميلاتونين ليبلغ ذروته بالقرب من منتصف الليل، والميلاتونين هو هرمون ينظم النوم وهو أيضاً مضاد للأكسدة يعمل على تنقية الجسم من السموم ومكافحة الشيخوخة.
لذلك فإن كمية الضوء التى تتعرض لها أثناء اليوم قد تؤثر على مستويات وذروة الميلاتونين ومن ثم جودة النوم
يذهب فيتامين-د إلى الأمعاء ويعزز من امتصاص الكالسيوم والفوسفات الموجودين فى الطعام وترسيبهم فى الهيكل العظمى ليحافظ على بنية وصحة العظام، لذلك فإن نقصانه الحاد يتسبب فى الإصابة بالكساح فى الأطفال وهشاشة العظام فى الكبار.
وبما أن فيتامين-د لا يتواجد بكمية تحترم إلا فى الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين وزيت كبد الحوت- أطعمة من الصعب أن تتناولها بشكل يومي- وهو موجود بكميات أقل فى صفار البيض والكبدة وبعض منتجات الألبان وحبوب الإفطار المدعمة، فإن الشمس تظل المصدر الرئيسى للحصول على الفيتامين فى الأطفال والبالغين.
وقلة التعرض لأشعة الشمس هى السبب الرئيسى خلف معظم حالات نقصان فيتامين-د، إذ يؤدى نقص فيتامين د إلى مرض الكساح الذى يُضعف العظام، ويعرف بأنه يُسبب انحناء فى العامود الفقرى وفى الساقين..
تشمل أعراض نقصان فيتامين-د الآتي:
-شعور عام بالإعياء والتعب
-آلام العظام والظهر وآلام العضلات
-مزاج سيئ
-ضعف التئام الجروح وتكرر الإصابة بالعدوى، خاصة البرد والأنفلونزا
-تساقط الشعر
وقارن باحثون من جامعة إدنبرة فى المملكة المتحدة بين الوفيات المسجلة بسبب كوفيد-19 مع مستويات الأشعة فوق البنفسجية، فى 2474 مقاطعة فى الولايات المتحدة، بين يناير وأبريل من العام الماضي.
ووجدوا أن الأشخاص الذين يعيشون فى المناطق ذات المستوى الأعلى من التعرض للأشعة فوق البنفسجية، لديهم مخاطر أقل للوفاة بسبب فيروس كورونا، وذلك بنسبة 95 بالمئة.
وتكررت النتائج ذاتها فى إنجلترا وإيطاليا، وفق نتائج دراسة منشورة فى المجلة البريطانية للأمراض الجلدية.
لكن الخبراء قالوا إن الانخفاض فى عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا لا يمكن تفسيره بارتفاع مستويات فيتامين د، حيث إن المناطق التى تم تحليلها بها مستويات غير كافية من الأشعة فوق البنفسجية لإنتاج ما يكفى من الفيتامين فى الجسم.
ويبقى أحد التفسيرات هو أن ضوء الشمس يتسبب فى إطلاق الجلد لأكسيد النيتريك، الذى قد يقلل هذا من قدرة الفيروس على التكاثر والانتشار.