السبت 22 يونيو 2024

في ذكرى تحرير سيناء.. اللواء حمدي بخيت.. تحدث : نعشق الأرض المصرية وعلاماتها محددة لا يمكن التنازل عنها (حوار)

اللواء حمدي بخيت

تحقيقات25-4-2021 | 16:54

أحمد رشدي

تحل علينا اليوم الأحد، ذكرى تحرير سيناء الـ39، الذي يحتفل به المصريون فرحة بعودة الأراضي المصرية، بعد تفاوض ظل لوقت طويل، لكن انتهى في النهاية بعودة الحق لأصحابة، لتؤكد مصر للعالم أجمع أنها لم تفرط في حقها يوما من الأيام، إذ التقت «دار الهلال»، باللواء أركان حرب حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي وأحد أبطال حرب أكتوبر، الذي أكد عودة الأراضي المصرية في 25 إبريل 1982 تدل على صبر المفاوض المصري، وثبات المصريين على الحق، وإلى نص الحوار:

** في البداية.. حدثنا عن ذكرى تحرير سيناء؟

ذكرى تحرير سيناء استمرارا للإرادة المصرية، تجلت فيها الإرادة السياسية والشعبية وكل أجهزة الدولة، نجح فريق التفاوض في إقناع المجتمع الدولي أن الأرض المصرية علاماتها وحدودها محددة، ولا يمكن التنازل عنها.

** هل عودة الأرض المصرية تدل على صبر المفاوض المصري؟

في الحقيقة عودة الأراضي المصرية في 25 إبريل 1982 تدل على صبر المفاوض المصري، وثبات المصريين على الحق، لأننا دافعنا عن قضية عادلة وطالبنا بحقنا في استرداد أرضنا.

وقد حدث وتحرر سيناء كاملة، ولأن إسرائيل جربت الحرب مع مصر، ولا يطيقوا الخسائر، أما الخسائر بالنسبة لنا شهادة، لذلك تأمل للقرآن الكريم: «إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما».

** ما الفرق بين الجندي الإسرائيلي والمصري؟

الجندي الإسرائيلي يخاف من الموت، لذلك أصبح لديهم يقين أنه لا يمكن الدخول مع مصر في حرب، لأن شعارنا «إما النصر أو الشهادة»، حتى في معارك التفاوض تسلح المصريون بالصبر، لأننا أصحاب قضية ثابتة، والإسرائيلين على يقين أن المصريين إذا هددوا باستخدام القوة سيخسروا، هذه المعادلة كانت محيطة بمحادثات أكتوبر في تحرير سيناء والتحكيم في طابا، كان الجانب الإسرائيلي مرعوبا لأنه ليس صاحب قضية حقيقة يؤمن بها، ونجد إصرار وثبات من جانب المفاوض المصري صاحب الحق والقضية، وكانت النتيجة منطقية أن يكسب المفاوض المصري القضية ويحرر سيناء كاملة.

** كيف تقرأ انتصار المصريين على العدو الإسرائيلي في حرب 73؟

حرب أكتوبر 1973  ستظل مدرسة كبيرة، تتعلم منها الأجيال، جيلا بعد جيل، وأكد أنه أطلق على أكتوبر «أكتوبر المُلهم»، حيث تجلت فيه الأمة لكي تنجح وتنهض، وهذا ما حدث في أكتوبرالملء بالدروس الكثيرة، منها أن الأمة التي تتنازل عن وفاقها الوطني تضيع، وإذا كان الشعب بكل أطيافه على قلب راجل واحد يتحقق النصر والتقدم، وهذا كان موجودا في 30 يونيو 2013 وفي أكتوبر 1973، كل واحد يضحي بما يملك نفسه، أولاده، بالغالي والنفيس، وتبرعات، والعمل في المجهود الحربي وفي المستشفيات، الشعب ينصهر في بوتقة واحدة هي الوفاق الوطني، هذا الوفاق يعطي الأمة صلابة كبيرة في مواجهة التحديات.

** هل الحالة النفسية والمعنوية لها دور في نصر أكتوبر؟

بالفعل الحالة النفسية والمعنوية والإيمانية لها دورا كبيرا في نصر أكتوبر 1973، وفيما تلاها من مباحثات ومعارك دبلوماسية وساسية، كانت أجواء العاشر من رمضان والصيام والتكبيرات والأناشيد والأغاني الوطنية وتوشيح النقشبندي التي لحنها بليغ حمدي، تنصب في بناء الروح المعنوية والقتالية والصلابة والحالة الإيمانية عند المواطنين والجنود، نحن نحتاج لهذه المعاني في هذه الأيام وكل وقت، رمضان كان باعثا للأمة حتى تكون على هذه الصلابة.

** كيف استطاعت مصر أن تحقق انتصارا على العدو الصهيوني؟

مقارنة القوات والمعدات في حرب أكتوبر كانت في صالح إسرائيل، إلا أن مصر استطاعت أن تحقق النصر بشيء واحد، وهو كسر وقلب هذه المعالات، هو إرادة الإنسان المصري، أولا كانت الرؤية أمامه واضحة، والتخطيط واقعي، ولديه كوادر بشرية كثيرة، ويتملك قدرة على التغلب على التعقديات واستخدم كل الأدوات المتاحة لأعلى عائد، كل هذا يكون الإرادة، ويحول أي قدرة إلى قوة، والقدرة العسكرية المصرية تحولت إلى آلة كبيرة، نجحت في أن تستوعب كل هذه العدائيات وتقضي عليها.

** حدثنا عن بطولات رجال القوات المسلحة في حرب 73؟

تواجدت الإرادة في فرد واحد يستطيع أن يقضي على كتيبة كاملة، ورأينا بطولات رجال الجيش المصري في أكتوبر 73، قائلا: «كنت ملازم أول في حرب أكتوبر وكانت مهمتي جمع المعلومات عن العدو الإسرائيلي، أمام اللواء الثالث مدرع في معركة التطوير في ممر متلا، أبعد نقطة وصلتها القوات، 60 كيلو من القناة، كانت معارك الدبابات بها شراسة كبيرة، والعمل فيها مضني، وخسائر من الجانبين عالية جدا لدرجة عند تلاقي الدبابات كانت تصطدم مواسير الدبابات».

** ما هي أهم المعارك التي شهدتها حرب أكتوبر؟

تعتبر معركة التطوير يوم 14-16 أكتوبر عام 1973 من أهم المعارك التي حدثت في حرب أكتوبر حيث تجلت الإرادة الإنسانية والناحية الوطنية والإيمانية والوفاق الوطني، وأذكر أن سيارة في وحدتي تدمرت، أصيب بها عسكري مسيحي، واستشهد عسكري مسلم، هذا يؤكد أن التراب المصري يبتلع ويشرب دماء كل المصريين.

وبغض النظر عن ديانتهم أو انتماءهم أو هويتهم سواء من كانوا من الصعيد أو النوبة أو الدلتا، الوفاق والإرادة الوطنية والقتالية جعلت من حرب أكتوبر مدرسة، والجميع ينهل منها، ومن لم يتعلم في إدارة مؤسسته من مدرسة أكتوبر الملهم، أعتقد أنه لا يستطيع أن يحقق انجازا، أي مؤسسة تريد أن تنجح يجب أن تأخذ الدروس المستفادة من حرب أكتوبر وتطبقها، إذا كان أفراد المؤسسة على قلب رجل واحد، فإن المؤسسة تنجح، وإذا كان للمؤسسة إرادة، ومدعومة من كل أبنائها، وسمعتها طيبة تتقدم، ولا تضع أمامها كلمة مستحيل تنجح.

** كيف واجهت القوات الصعوبات خلال الحرب؟

خط بارليف كان أقوى من خط ماجينو في فرنسا في الحرب العالمية، ورغم ذلك نجح المصريون في تدمير خط بارليف واقتحام القناة تحت نيران لا يتخيلها عقل، وانتصرنا في حرب 6 أكتوبر عام 1973 بسبب إرادة الجندي المصري.

الاكثر قراءة