تُسلط بوابة دار الهلال طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.  

تتلمذ علي يده رفاعة الطهطاوي، وكان شاعرًا واديبًا، درس اللغة العربية لضباط الحملة الفرنسية، وأثبت حبه للمعرفة والاضطلاع وأيقن ضرورة التجديد. هو الشيخ حسن العطار، شيخ الازهر، الذي طالما نادى بالتجديد بقوله: إن بلادنا لا بد أن تتغير أحوالها، ويتجدد بها من المعارف ما ليس فيها .

ولد الشيخ حسن بن محمد بن محمود العطار، في القاهرة عام 1766م، شجعه والده علي التعلم، بعد أن لاحظ عليه نبوغه وحب للعلم، فتعلم العطار في حلقات العلم بالأزهر. وكان والده يعمل عطاراً من أصل مغربي، وبذلك أصبح الشيخ حسن العطار أول ما يتولى منصب شيخ الأزهر بأصل غير مصري.

درس الشيخ حسن العطار خلال فترة دراسته بالأزهر الشريف درس علوم مثل التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو والصرف، والمعاني والبيان والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، كما درس أيضًا علوم المنطق، والوضع والميقات، على أيدي  كبار العلماء في ذلك العصر.

وحرص الشيخ العطار، علي دراسة وقراءة أصول وأمهات الكتب العربية، وكان يُفضل العودة إلي المصادر الأصلية ليدرسها ويتعلم منها وكان يستخدم عقله ويعرف كيف يربط الامور المختلفة ببعضها.

والشيخ حسن العطار تتلمذ علي يديه كثير من التلاميذ المعروفين، أبرزهم رفاعة الطهطاوي وهو أحد رواد النهضة الحديثة  والفكر التنويري في مصر.

الشيخ حسن العطار له مؤلفات مختلفة في مجالات مثل النحو والمنطق والتفسير وغيرها، ومن مؤلفاته كتاب "حاشية على شرح الأزهرية في النحو" ، "حاشية على شرح إيساغوجي في المنطق"، "حاشية العطار على جمع الجوامع في أصول الفقه".

توفي الشيخ حسن العطار، في يوم 22 مارس عام 1835م.