أظهرت بعض الأبحاث في الفترة الأخيرة وجود أسر أحادية الوالد والتي يكون فيها الأب هو الغائب ولذا فإن الحضانة تمنح للأم في معظم الأوقات.
وأظهرت أيضا هذه الأبحاث أن غياب الأب سواء كان غياب رمزي أو فعلي له تأثير كبير وواضح على نفسية الأطفال والمراهقين وهذا ما قد يؤدي إلى مواجهة الكثير من الأخطار والمشكلات النفسية التي قد تتزايد مع الوقت.
أشار بعض الباحثون في الأنماط السلوكية علي مدار السنوات الأخيرة أن التقليل من قيمة وصورة الآباء المنفصلين خاصة وفصلهم عن حياة أطفالهم عادة ما يؤدي إلي تكوين كوارث من قبل الأطفال وتكون من عدة أبعاد عديدة منها المشاكل السلوكية حيث يواجه الكثير من الأطفال بعض المشكلات في التكيف الاجتماعي أو الفشل في تكوين صداقات وربما يتعرض لسوء فهم بعض المفاهيم والتي قد تندرج تحت مفهوم الانحراف الجنسي أو الجسدي والذي يعتبره بعض الأطباء والمتخصصين النفسيين أنه شيء وارد و قد يحدث في الفترات العمرية أقل من 12 عاما و يكون عادة بسبب عوامل نفسية ناتجة عن نقص عاطفي في البيت أو بين الأسرة أو وصول مفاهيم غير صحيحة أو نتيجة عدم توجيه النمو العاطفي في سن الطفولة والمراهقة .
وفي تصريح خاص لـ " الهلال اليوم " قال الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية أنه يجب علي الآباء أن تفرق و تفهم عندما يحتضن الطفل زميله هل يعتبر هذا سلوك انحرافي أم غلط في المفاهيم، وعادة في هذا السن والمرحلة العمرية لا يكون هدف الطفل ممارسة الجنس مع الآخر، فقد يكون لدي الطفل نقص عاطفي في البيت اذا كان سنة صغير، ولكن اذا كان في مرحلة المراهقة ويقوم باحتضان بنت فقد يعتبر هذا نمو عاطفي ويسير في اتجاه طبيعي فالتربية من البيت لها عامل كبير ومهم في توجيه النمو العاطفي، ويجب أن يكون هناك ثقافة جنسية فهي جزء لا يتجزأ من عملية التربية الشاملة وهي هامة بجانب التربية التعليمية و الفنية والمسرحية والموسيقية، فهي تساعد الطفل علي إدراك الجنس الذي ينتمي إليه.
واستطرد استشاري الصحة النفسية حديثه وقال أن التربية الجنسية تبدأ من مرحلة مبكرة و يجب إعطائه مفاهيم جنسية سليمة وصحيحة للطفل وفق لمرحلته العمرية مثل كمحاولة إفهامه -علي سبيل المثال- مفهوم الإنبات عن طريق إعطائه قطنة وعليها بذور فول أو حلبة وأن يتركها في البلكونة حتي تخرج زهرة، وإفهامه الإنبات والتلقيح.
وأضاف "هندي" أنه يجب التوعية للطفل والمراهقين من قبل وزارة التربية والتعليم ويجب أن يكون هناك مفهوم شامل واستراتيجية واضحة لمفهوم التوعية، ودور الإعلام أن يقدم نموذج جيد للتوعية الجنسية وحتي لا يتم استغلال الطفال جنسياً، ويجب علي الآباء التحدث مع الأبناء بشكل واضح وواعي من غير ضحك أو استهزاء أو خجل وارتياب، وتوصيل المفاهيم بشكل مبسط لهم .